الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الأنبار ؟

وصفي أحمد

2014 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


لا يمكن فهم الأسباب التي أدت إلى اندلاع أعمال العنف الأخيرة دون الأخذ بنظر الاعتبار أمور عديدة أهمها :
أولاً ـ طبيعة التغيير :
فكما تعلمون أن تغيير النظام جرى بفعل عامل خارجي ( أمريكي ) , وبغض النظر عن نوايا صاحب التغيير , فقد انقسم العراقيون حوله إلى فريقين متناحرين : الأول رأى فيه وسيلة لتحسين واقع الشعب العراقي , خصوصاً أولئك الذين تلاقحت مصالحهم معه . في اعتقد الفريق الثاني أن أي احتلال مهما كانت نواياه المعلنة فإنه شر مستطير .
ثانياً ـ الأخطاء الكارثية لسلطة الاحتلال المؤقتة :
كان من المفترض أن تقوم الادارة الأمريكية بعد احتلالها للعراق بتشكيل حكومة عراقية مؤقتة وبصلاحيات كاملة من شخصيات عراقية مشهود لها بالكفاءة ( تكنوقراط ) بعيداً عن انتماءاتها العرقية أو الدينية أو الطائفية لمدة زمنية كافية حتى تتمكن من التخلص من معظم آثار الدكتاتورية , ولكنها بدلاً من ذلك ذهبت إلى مجلس الأمن لتستصدر منه قراراً يشرعن غزوها للعراق ويعتبره احتلالاً مما أثار حفيظة العديد من شرائح المجتمع العراقي .
ومما فاقم الأوضاع ما قامت به سلطة الاحتلال المؤقتة ومنها ـ إن لم نقل أهمها ـ حل الأجهزة الأمنية , وخصوصاً الجيش , وتشريع قانون اجتثاث البعث ( الي تحول فيما بعد إلى قانون المسائلة و العدالة ) الذي أصبح سيفاً مسلطاً على رقاب ملايين العراقيات و العراقيين , في حين كان من الممكن التعامل مع البعثيين من خلال القضاء , أي معاقبة من أجرم بحق الجماهير العراقية دون غيره .
ثالثاً ـ طبيعة القوى السياسية العراقية التي تصدت للمشهد العراقي بعد الاحتلال :
لا يخفى عليكم الكيفية التي تشكل بها مجلس الحكم العراقي , حيث تم تصنيف العراقيات والعراقيين وفق هوياتهم الفرعية والذي استمر حتى هذه الساعة . ولم تكن هذه الكيفية بعيدة عن سياسة وتفكير القوى التي اعتبرت نفسها المنتصرة حيث تعاملت بمنطق الغالب ومنطق الأغلبية والأقلية من حيث الواقع الديموغرافي للمجتمع العراقي مل أثار حفيظة سكان العديد من المحافظات العراقية ودفعها إلى مقاومة الواقع الجديد .
وحتى بعد تغيير الأوضاع ومشاركة كل مكونات الشعب العراقي في العملية السياسية ظل هذا الواقع ساري المفعول من خلال ما يسمى بالتوازن الطائفي و العرقي وهو في حقيقته التعامل على أساس غير عادل مع أجزاء مهمة من الشعب العراقي .
ورغم المحاولات التي بذلتها القوى السياسية الممثلة لهذه المحافظات التي ترى أنها مظلومة لتغيير هذا الواقع لكن دون جدوى , ما دفعها إلى القيام باعتصامات علها تدفع السلطة التنفيذية إلى تغيير هذا الواقع غير أن هذا لم يحصل , فكان من الطبيعي أن تستغل العناصر المعادية للعملية السياسية , وإن اختلفت توجهاتها , لتعمل على القيام بأعمال عنف اهدافها شتى , منها اثارة الفوضى و الأخرى اسقاط العملية السياسية و الثالثة إجبار السلطة على تلبية مطالبها .
أما لماذا جرت هذا الأحداث في محافظة الأنبار بشكل خاص , فذلك نابع من الطابع العشائري لهذه المحافظة التي استفزتها الاجراءات الأخيرة للحكومة والتي كان آخرها اعتقال النائب أحمد العلواني وفض اعتصام الانبار بطريقة اعتبرتها العشائر نوع من الاستفزاز كانت نتائجه كما ترون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل