الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعادلة الصعبة

عباس ساجت الغزي

2014 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الفوضى العارمة وسط غياب الوعي الثقافي لدى الكثير من شرائح المجتمع وعلى مختلف المستويات , تجعل سفينة العراق تبطئ وهي تتجه الى شواطئ الامان بسبب الصراعات من اجل الامساك بدفة القيادة والرغبة لدى الجميع في السير باتجاهات مختلفة عن بعضها مما يؤدي بين الحين والاخر الى توقف عجلة التقدم وتنذر بكارثة الغرق المحتوم لولا لطف الله وعنايته .
وتعتبر الصراعات السياسية من اخطر تلك الاختلافات وفيها يفضل البعض الاطروحات التي تصدر عن المكونات لتلك الكتلة او ذاك الحزب وسط تغيب المصلحة الوطنية التي تعتبر من الاسس والثوابت لقيام الدولة واستقرار الحكومات , والجميع يعلم بان الوطنية هي الانتماء وتساهم في جمع الافراد ( الشعب ) بعد اختيار الوطن وهي الكفيلة بالحفاظ على منجزات ذلك الشعب .
بات الجميع ومنهم بسطاء القوم يدركون ان السياسة عامل مؤثر في استقرار الوضع الامني في البلد , واصبح المواطن يخشى المواقف والتصريحات الرنانة التي يتبناها بعض السياسيين لعلمه بأن العواقب ستكون وخيمة على الامن والاستقرار والحفاظ على الوطن والشعب موحداً من الشمال الى الجنوب , كما بات العالم باسره يوقن بان الشعب العراقي مغلوب على امره وسط تلك الموجات العارمة والمعادلة الصعبة التي اوجدها الاحتلال بعد سقوط النظام البائد .
والاشد خطراً وسط تلك الفوضى ( التعصب ) في الدين والمذهب والقومية والعقيدة والحزبية والفئوية والمناطقية الى ابعد مستوى يتصوره المراقب للمشهد من انواع التعصب , وتلك الطامة الكبرى والمصيبة العظمى لان الامر لا يقتصر على فرد لتحاول ان تعيده الى رشده باعتباره جزء من منظومة بل عليك تغير فئة برمتها مما يزيد الامر صعوبة وتعقيداً والعدوى سرعة وانتشاراً لتجد بان الفتنة تنتشر كالهشيم في النار .
ومما يجعل الصراع اكثر ضراوة ودموية , الثقافة المتفشية بعدم قبول الاخر والتهميش والاقصاء بمشهد قبول النظرية الفرعونية ( انا ربكم الاعلى ) وما اريكم الا ما ارى , والقتال بضراوة من اجل ذلك ( اما ان تتقبلني او تفهم بان المكان لا يسعنا الاثنان معاً ) في معادلة حرجة لا تقبل القسمة على اثنين .
وعلينا ان نفهم ونعيّ جيدا بان السفينة قد ابحرت وهي قاب قوسين او ادنى من الوصول الى مرافئ الامان والخلاص من سنوات الظلم والعبودية والقتل والتهجير , ولا مناص من الحكمة باكتساب العلم والخبرة من التجارب التي مررنا بها , وتحكيم لغة العقل وعلينا بالحلم والتروي فليس الشديد بالصرعة انما الشديد من يملك نفسه في اوقات المحن والفتن حينما تدور الدوائر وتتكالب الاشرار وتكون لغة العقل هي الخلاص .
ولنعلم جميعاً بان السفينة ان غرقت يغرق الجميع فبحر الظلمات عميق والقراصنة يتربصون بنا مكشرين عن انيابهم وعلى اهبة الاستعداد لتمزيق هذا الجسد الطاهر لهوسهم بسرقة الحضارة والتاريخ والثروات والحرث والنسل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصائل المقاومة تكثف عملياتها في قطاع غزة.. ما الدلالات العسك


.. غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط ق




.. انتهاء تثبيت الرصيف العائم على شاطئ غزة


.. في موقف طريف.. بوتين يتحدث طويلاً وينسى أنّ المترجم الصينيّ




.. قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا