الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللوحة

زيد مظفر الحلي

2014 / 1 / 10
الادب والفن


نداء الطفلة يتكرر...نداء الطفلة يتكرر..أخرجت صوت معتم ونادت:
- بابا,بابا،بابا
الصوت لا ينفذ ، سرقه الهواء وأخذ يدور به في الساحة أمام البيت , صرخت مرة أخرى .
- بابا متى تأتي .. أتجلب لي الحلوى ؟
سقطت دمعة على خدها .
- بابا لا يأتي...بابا راح .
أخذت عودا , له جناحين من طين , كجناحي الطائرة .. رسمت رجل بيده ﴿-;-﴿-;-رشاشة﴾-;-﴾-;- , وفي الاتجاه الأخر رسمت جندي مختبيء بين الحشائش . طعن الأول بسكين من الخلف , ثم رسمت قبرا , وضعت عليه من الزاوية اليمنى خرقة حمراء متسخة. ثم نهضت ودبكت برجليها على اللوحة ,وأخذت تصرخ ,ويعلو الهواء بصراخها.
- لا ,لا سيأتي , سيجلب لي الحلوى .
فتحت الباب امرأة عجوز بنابين سوداويين , وسيجارة لف بفمها ... حملت البنت على كتفها , ودخلت بها البيت.
انطمرت اللوحة بذرات التراب , وغدت ساحة لعب للهواء ,هبت عاصفة أخرى,حملت الأوراق , شربت القرية الغيم ,واصبغ الظلام في فروعها .. سقطت ورقة أخرى .
جاء رجل كهل متكيء على معول خشبي متصدع أنحنى عليها ,انتشلها ,دخلت بعض ذرات التراب بأظافره , قرأها , أبتسم , ثم ضحك ,,ثم قرأها بصوت عال .
- ستضع الحرب أوزارها
ويسرق الظلام القرية
عندها أبحث عنك
في المقهى
في الحانة
في القرية
وسأعثر عليك مطعونة
بكوب مكسور .
جلب الهواء صوت الطفلة من النافذة المفتوحة إلى أذنه.
- بابا ألا تأتي ؟
ثم علا صوت المؤذن , أصطدم بالحائط , وانتشر الصوت بين ﴿-;-﴿-;-درابين﴾-;-﴾-;- القرية , أمتزج مع صياح الديك.. انتشلت جمرة منطفأة , رسمت على ورقة صاجية اللون ,رجل منحن على طفلة تبكي على حافة نهر صغير , يقبلها , ويقدم لها وردة , رمت الورقة إلى الأعلى , أخذت تعول في الهواء , ثم سقطت على الأرض .
جاءت المرأة العجوز, جلست على عتبة الباب , نظرت إلى الطفلة , رأتها متكئة على التنور , ترسم على (كارتون)...اخرجت علبة التتن , اخذت سيجارة , وضعتها في ( مشرب) اسود , تناولت جرعة نفثتها بالهواء , اخذها الهواء عاليا , ثم تناولت جرعة خامسة , نفثتها ,رسم تابوت نظرت اليه بعينين غائرتين اخرجت صوت اجش
_ اجل, اجل , اجل
عثر على الورقه شاب ( مليح ) مرتد لامة حربية نظر إليها , تمعن بها جيدا , وضعها في جيبه . و تابع مشيته المهرولة .
نامت و هي متكئة على التنور,حلمت تفتح الباب لوالدها (...) وهو مرتد لباس أبيض إرتمت عليه, حملها و قبلها على وجنتها .
طرقت الباب , نهضت العجوز لتفتحها , رأت ثلاثة جنود , يحملون تابوتا ملفوفا بالعلم , صرخت , أعطاها الرجل الأول الورقة التي إنتشلها الجندي , ووضع وسطها قلادة فيها صورة الطفلة قبلتها , و صرخت مرة أخرى ....
نهضت الطفلة تهرول و هي تصرخ ....
_ بابا أتيت , لم تأخرت ...أجلبت لي الحلوى؟؟؟





















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??


.. فيلم -لا غزة تعيش بالأمل- رشيد مشهراوي مع منى الشاذلي




.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط