الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حيّ حيّ على وعي النار

بشير الحامدي

2014 / 1 / 11
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


حيّ حيّ على وعي النار
ــــــــ
لا تحدق بكل مرارة روحك
غربا وشرقا
فان الهزيمة ترفع أوقاتها
نحن شعبك أنت ولسنا شعوبا لهم
شعبك أنت بكل جمالك
وجّه ... ولا تتوجه
بزيف نصائحهم
عجزوا إذا قدرت
أزحهم وأيقظ حجار الجحيم
فان تآمرهم ضد وعي الحجارة
لا يغتفر
ـــــــــــ
مظفر النواب ـ يوميات عروس الانتفاضة
ـــــــــــ
لماذا هذا الفكر المعوّق ؟
لماذا ينسى هؤلاء المعوقون ولا أسميهم فهم معروفون .
لماذا ينسى هؤلاء أن الجماهير في 17 ديسمبر 2010 وما تلاه انتفضت وثارت وانتظمت واحتجت وصارعت بوليس بن على وقناصته و آلته القمعية عموما دون أن يكون وراءها تنظيم بعينه أو هيئة بعينها لا حزب ولا نقابة ولا جمعية بل فقط تلك التنظمات الثورية الجنينية التي أنشأتها أثتاء المواجهات كما إرادة مناضلين كفاحيين فهموا اللحظة الثورية و انخرطوا فيها ولم يتوقفوا ولم يساوموا وحسموا مع المسارات الإصلاحية وخصوصا من النقابيين الجذريين في الإتحاد العام التونسي للشغل وفي اتحاد البطالين وفي صفوف الشباب التلمذي والطلابي الثوري الذي انفصل عن انتماءاته الحزبية على صعيد الممارسة وارتبط بالمقاومة والحركة على الأرض وتبنى الانخراط فيها دون تردد ودون ارتباك وبكل فعالية.
لماذا يُنسى ذلك اليوم؟
لماذا ينسى ذلك في علاقة بالانتفاضة التي تجري الآن .
لماذا يبحث أصحاب الفكر المعؤّق فقط عمن يقف وراء الاحتجاجات ويؤطرها.
لماذا الحديث على أن هناك بالضرورة من يقف وراء الاحتجاجات و أنها مبرمجة ومدروسة ومخطط لها
لماذا يريدون دائما تسقيف الفعل الثوري الجماهيري الذاتي بفاعل من فواعل الضبط البيروقراطية هذه التنظيمات المسخرة المقرفة وهم يعرفون أنها بعيدة كل البعد عن الانخراط في عمل ثوري والحسم في مسار التعاون الطبقي والوفاق الذي انخرطت فيه.
لماذا لا ينبس هؤلاء ببنت شفة عن أسباب الاحتجاجات .
لماذا يسكت هؤلاء عمّا هو أبعد من الأسباب أيضا .
هل لا يعلم هؤلاء أن الأسباب هي هي : هي هي تلك التي دفعت بالبوعزيزي إلى حرق جسده كتعبير ملحمي مقاوم وممارسة أعلى من الثورية لرفض الواقع القائم ورفض تواصله بأي صورة من الصور . لماذا يتجاهل هؤلاء أن الأسباب هي هي في 2010 حرق البوعزيزي جسده رافضا القهر والتطويع والدجل والقمع والتهميش من أجل تغيير جذري وقطيعة مع منظومة الفساد والاستبداد ووصلت رسالته بسرعة البرق إلى كل الجميع و إلى كل الواقفين مثله على الجمر وكان 17 ديسمبر الثوري.
لماذا ينسى كل هذا الآن في انتفاضة جانفي 2014 ؟
ماذا تغير؟
لم يتغير شيء:
الفاعلون هم أنفسهم .
النظام هو نفسه.
أجهزته هي نفسها.
فلماذا نستنكر النار ولا نستنكر العاز السام إذن ؟
بماذا يمكن أن يواجه مقهور مقصي مقموع ؟
بماذا يمكن أن يواجه عبيد رأس المال ديكتاتورية رأس المال؟
بماذا يمكن أن يواجه عبيد رأس المال عصا رأس المال ؟
بماذا يمكن أن يواجه عبيد رأس المال سياسة راس المال؟
بماذا يمكن أن يواجه عبيد رأس المال فوضى رأس المال؟
بماذا يمكن أن يواجه من لا سلاح له غير ساعديه؟
لن يواجه بغير الحرق و الإبادة .
حرق و إبادة كل من يعتبره مسؤولا عن بؤسه وإقصائه :
إنها الدولة أي البوليس ورأس المال.
حرق مقرات البوليس ومقرات حزب النهضة يا سادة يا متحضرين يا بيروقراطيين يا متأنقين يا قوادة ليس مؤامرة ولا تقوم به عصابات منظمة ولا تقوم به مليشيات أحزاب لهدف معين. حرق مقرات البوليس هو ترجمة على الأرض لمهام المحاسبة ترجمة على الأرض لمهمة تحميل الأزمة للمتسبب فيها و ترجمة بالفعل وليس بالكلام لشعار وزارة الداخلية وزارة إرهابية وترجمة على الأرض لا خوف لا رعب الحكم حكم الشعب وترجمة بالفعل لمهمة الشعب يريد اسقاط النظام وترجمة بالفعل الشعب فد فد طرابلسية جدد ولكلام بذيء في السياسة لا أكتبه وكلكم تعرفونه .
الجماهير اليوم تعبر عن ثورتها ورفضها للنظام القائم بالاحتجاج والتظاهر والحرق وستواصل احتجاجاتها حتى وإن وقع إخمادها بطريقة أو بأخرى لكن الثابت أنها ستعود أقوى غدا لما تهتدي إلى أنه يجب أن تواجه منظمة ومستقلة عن كل مضطهديها يومها ستتوجه ليس فقط لمقرات النهضة ومراكز البوليس بل سيكون هدفها أيضا أحزابكم جمعياتكم نقاباتكم الخائنة و إداراتكم ".
يومها ستتوجه أيضا لرأس المال وليس للدولة فقط .
يومها سيكون هدفها:
معاملكم
مصانعكم
احتكاراتكم
بورصاتكم
بنوككم
ليس لتحطيمها وحرقها بل لتسييرها بدونكم لصالحها كحق مطلق. هذه هي حركة التاريخ وهذا حكم التاريخ ولن يبطئ
ــــــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
11 ـ 01 ـ 2014





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


اخر الافلام

.. نحن والإعلام الغربي، 7 أكتوبر نموذجاً - د. احمد عبد الحق.


.. فرنسا: كيف نجح اليمين المتطرف بالصعود؟ • فرانس 24 / FRANCE 2



.. هل يتداعى -السد الجمهوري- أمام اليمين المتطرف؟


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: اليمين المتطرف على أبواب السل



.. فرنسا: ماكرون -يخسر الرهان- واليمين المتطرف -على أبواب السلط