الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لم يظهر -السيسي - العراقي الفرق مابين التغيير المصري والعراقي

جاسم محمد كاظم

2014 / 1 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا لم يظهر "السيسي " العراقي
الفرق مابين التغيير المصري والعراقي

ينظر البعض متسائلا بدون أن يجد جوابا شافيا لسؤال ملح :-
" لماذا نجح المصريون بتغيير الحكومة في أربعة أيام ولم يستطع سكان ميسوبوتاميا ذلك مع أنهم وقفوا لأكثر من سنة في ساحات الرفض ".
بل وصل الأمر بالعراقيين في آخرة بمسك السلاح والاقتتال مع السلطة المنادية بعبارات الديمقراطية .

وللإجابة على السؤال لابد من الرجوع أولا إلى الفرق الشاسع مابين القوى المحركة للاقتصاد ونوعية التغيير الذي أطلق علية التاريخ ونعته بالربيع .

بدء التغيير في ارض العراق من خارج قوقعة المحيط بدخول دبابة أبرامز وأدركت الإدارة الأميركية منذ البد حجم المهمة الصعبة والخطر الحقيقي الذي تواجهه في العراق وربما وصلت تلك الدارة إلى دراسات معمقة بكيفية مواجهة الواقع العراقي الصعب بأجنحة الثلاث المتمثلة بالشيعة .الأكراد والسنة غير المتفقة على الطيران بخط مستقيم .


فهم "بول بريمر " ذلك فكانت أول القرارات التي أصدرها هي تفكيك كل المؤسسات المهمة في صناعة القرار العراقي بدئا بحل الجيش والمؤسسة العسكرية وإعادة هيكلتها وملى المناصب السيادية والقيادية فيها من منتسبي وعناصر الأحزاب القادمة مع دبابة أبرامز وصناعة جيش جديد من نفس لحمة السلطة القادمة .

ولم يختلف القرار السياسي الثاني لخليفة " برسي كوكس " باستبدال كل المؤسسة القضائية القديمة بمسميات جديدة ابتداء بهيئة النزاهة إلى مجلس القضاء الأعلى إضافة إلى حل الهيئة العليا لكافة لوزارات وإشغالها بمنتسبي الأحزاب الحاكمة.

وهكذا استطاع "بول بريمر" بضربة معلم من خلق دولة جديدة تختلف تماما عن النظام السابق يضمن لها البقاء والاستمرار لمدة طويلة من الزمن بإعطائها جرعة زائدة من ترياق الديمقراطية .

وهكذا أصبحت الديمقراطية في العراق تستعير تعريفا جديدا يختلف عن كل التعاريف الأخرى بمعناها الجديد الذي يقول بأنها ممارسة صندوقية تعيد نفسها كل أربع سنوات يضع الناخب ورقته في صندوق الانتخاب ليرشح للبرلمان والمجالس الأخرى موظفيها فقط .

لكن التغيير المصري اختلف بالشكل والمضمون عن نظيرة العراقي ابتدأت بمظاهرات عفوية مطالبة بالخبز وتحسين الحالة المعشية في بادي الأمر إلى أن تطورت المطالب وتقدمت مع جدل الوضع لتأخذ شكلا جديدا يطالب برحيل رأس النظام فقط مع بقاء كل جسد الدولة الباقي في حالته الطبيعية .
وقفت مدرعات الجيش مع الشعب ولم تنفذ قرار السلطة القمعية التي استعانت بالبلطجية عند احتضار أمرها .

وأصبحت الديمقراطية في مخيال المصري ممارسة وسلوك وليست حفلة صناديق يستطيع معها الشعب بممارسة التغيير في كل حين لان الشخص المصري هو الصانع للدولة بمؤسساتها المتعددة المنتجة للبضاعة والخالقة للنقد على عكس الشخصية العراقية التي تسير بالطريق المعكوس بأنها بضاعة تشكلها السلطة الريعية المعتمدة فقط على أموال النفط كيفما تشاء .

ولهذا كان "السيسي" المصري واقعا ونتاجا حقيقيا للموضوع المتشكل من قبل الشعب لذلك كان قراره التاريخي حل السلطة مهما كان شكلها حين تتعارض مع رغبات الشعب .
على عكس "السيسي" العراقي الذي تكونه السلطة والذي لا يكون قراره سوى حل الشعب حين يعارض قرارات السلطة كما يقول "بريشت " في قصيدته الساخرة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال
فيصل البيطار ( 2014 / 1 / 12 - 12:17 )
طبقيا ، هل لكم أن توضحوا لنا الفرق بين أنظمة الحكم في العراق ومصر الجديده وغيرها من الدول العربيه الريعيه بما فيها سوريا حتى نفهم أكثر ؟
وشكرا لكم مقدما .


2 - تحية للاخالبيطار
جاسم محمد كاظم ( 2014 / 1 / 12 - 12:39 )
انتظرنا في مقالة اخرى


3 - التاريخ المختلف و الحروب و الدمار و غزو العولمة
علاء الصفار ( 2014 / 1 / 12 - 20:47 )
تحية طيبة العزيز جاسم محمد
لقد انتفض الشعب العراقي قبل كل الشعوب العربية في عام 91, كتب عن الانتفاض نؤام تشومسكي, حول الرؤيا التي اراد بها القائد الاعلى للقوة الامريكية (لا يحضرني أسمه) إلى ابادة المنتفضين, وهكذا طار الطيران الامريكي رغم الحظر الجوي ليرافقه الطيران العراقي بالبطش بالانتفاضة ولا خبر عن كل ذلك الحدث والتاريخ و دخل في طي النسيان إذ ان المخطط الامريكي كان غزو العراق واغتصابه عسكريا وسياسيا و تحويله الى ارض مدمرة بلا احزاب سياسية اصيلة.فجاء الجلبي,علاوي,النجيفي ومشهداني ومن لف لفهم.السيسي العراقي زور مع الغزو!وهكذا قد تم استغفال الشعب والاحزاب والشخصيات السياسية لتقف مجبورة ام مدفوعة بلا حساب او تحليل لتصدق ان الزمن السوفيتي انتهى وان امريكا تريد ترتب منطقتها ولتنتج ديمقراطية لتكون مثال للشعوب العربية.هكذا دخلت افواج القاعدة تحت جناح ابرامز ومع حماية للخمير القذر للمخابرات البعثية! وهكذا ليتم ضمان عدم خروج سيسي او اي حزب يقود الشعب نحو الديمقراطية. وكما يقول جومسكي في كتابه دول الشر, ان عدو امريكا الحقيقي هو الديمقراطية والقادة على شاكلة هوشي منه و كاستر.المخطط محبوك لمرحلة


4 - اصبت ولكن
جاسم محمد كاظم ( 2014 / 1 / 13 - 14:28 )
لم تكن انتفاضة 1990 تحمل برنامج تغييير بل كانت هبة انتقام وتخريب وحتى اليوم لم تحمل اية قوة او طائفة تريد التغيير اي برنامج بناء وتغيير حقيقي بل انها تريد فقط الانتقام من الطائفة الاخرى وهذا هو حال العراق الذي يختلف جذؤيا عن واقع مصر الذي لم يتغير ولم تتهاوى فية الدولة كما تهاوت مرتين نحو الحضيض في العراق اميركا لاتريد السيسي العراقي بل انها تحاول نفخ بوق الطائفية من اجل مصالحها وانها وجدت ذلك في كل زعماء الطوائف يوم فتحت لهم ابواب السرقة على مصارعها مع اعز تحية

اخر الافلام

.. تغطية خاصة - لبنان بعد اغتيال نصر الله • فرانس 24 / FRANCE


.. عاجل | نتنياهو: مقتل نصر الله سيغير موازين القوى لسنوات في ا




.. بدأت باختراق تردداته.. إسرائيل ترسل رسائل مبطنة باستهداف مطا


.. نتنياهو: تصفية نصر الله هي الشرط الأساسي لعودة مواطنينا إلى




.. موازين | الاحتلال وحق مقاومته