الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الاوضاع في الفلوجة والرمادي

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

2014 / 1 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


شهدت الايام القليلة الماضية صراعا عسكريا شرسا بين قوات الحكومة وتنظيمات دولة الاسلام في العراق والشام (داعش). وقعت خلال القتال عشرات الضحايا بين المدنيين والمسلحين في مدينتي الفلوجة والرمادي نتيجة قصف الجيش للاحياء السكنية التي كمنت فيها مجاميع القاعدة. وادى الحصار الذي فرضته قوات الحكومة على تلك المدن الى فرار سكان المدينة هربا من القصف العشوائي للمناطق السكنية والحصار الغذائي ورعبها من سيطرة العصابات الاسلامية للقاعدة.

الصراع الحالي والذي شرعته السلطة بهجومها على الاحتجاج المطلبي في مدينة الرمادي لا يمثل تحولا جذريا في مجرى الاوضاع السياسية في العراق. انه تأكيد كارثي اخر على المنزلق الامني الذي وضعت السلطة الجماهير على مساره وعلى عمق فشل سياساتها الاسلامية الطائفية. فحصيلة سياساتها لم تؤدي سوى الى المزيد من الارهاب والقتل وحمامات الدم اليومية واخيرا استيلاء عصابات اسلامية بربرية على مدن بأكملها!. هذه هي نجاحات حكومة المالكي الطائفية في تحقيق الامان والطمأنينة للمواطنين!.

يدعي القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي بان هجومه على المعترضين وحصاره لمدن الفلوجة والرمادي هو"حربا مقدسة" ضد "أسوأ الخلق". هذا الادعاء هدفه تدعيم نفوذه المتهاوي خاصة ابان الانتخابات الطائفية القادمة. ولكن الواقع يشير الى ان هذه "الحرب" ليست سوى صراع رجعي بين قوى ذات ماهية واحدة. انها حصيلة لسياسات حكومة نصبت بالقوة في ظروف احتلال امريكي وارهاب اسلامي وانعدام اي معايير. اي ساذج لن يصدق ان ظبط الحدود ومنع تسرب المقاتلين هو مسؤولية المواطنين وليس الدولة. وبالتالي فان رمي المالكي المشكلة على الاوضاع في سوريا هي محاولة لتجنب تحمل مسؤولية سلطته في توفير الامن في العراق.

ان من يصور نفسه بمثابة البطل الخارج لانقاذ الجماهير من الوحوش الضارية للقاعدة، عليه ان يتذكر كيف هجم هو نفسه على الجماهير التي لم تفعل سوى الخروج للمطالبة بالحرية والكرامة في ساحة التحرير ببغداد، وكيف ضرب المعترضين في البصرة المطالبين بالمياه النظيفة والكهرباء، وكيف قمع جماهير الناصرية وكربلاء والنجف والحلة المطالبين بفرص العمل وانقاذهم من البطالة وشظف العيش، وعليه ان يتذكر بطولته حين امر باقتحام اعتصام الحويجة بالرصاص وقتل اكثر من خمسين شخصا. هذا البطل الذي يراهن عليه مجلس الامن الدولي يبدو في ادعاءاته اكثر عجزا من اي وقت مضى.

اما مجاميع القاعدة والتي تبدو وكأنها تحوز على موطئ قدم في بعض المناطق فان رصيدها في الواقع ليس باكثر من صفر. هذه التنظيمات البربرية لم تحرز على تقدم نتيجة دعم الجماهير بل بسبب عجز وتراجع الدولة. هذه العصابات المكروهة تواجه الافول في كل خطوة تقوم بها. الا ان تراجع هذه القوى البربرية النهائي غير ممكن مادامت ارادة الجماهير باقية اسيرة للصراع الطائفي بين قوتي الاسلام السياسي الذي يحكم قبضته على حياة وارادة وامان الجماهير في عموم الشرق الاوسط.

ندعوا الجماهير في كل العراق؛ في الفلوجة والرمادي ومدن وقرى وقصبات الانبار والموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك وجميع المناطق التي تشهد توترا طائفيا، الى عدم الانجرار وراء القوى الاسلامية او العشائرية الرجعية سواء التي تشكل قوى السلطة او تلك المعارضة لها، الى تقوية اعتراضاتها المطلبية التحررية المعادية لكل طائفية ومذهبية وعشائرية، الى تقوية مطلبها بازاحة هذه السلطة الطائفية التي فشلت على مدى السنوات وتشكيل حكومة علمانية محلها؛ حكومة تفصل الدين عن الدولة وتحقق مجتمع مدني قائم على اساس المواطنة بدلا من الدين والطائفة والعشائرية والاثنية.

الحرية والامان والكرامة الانسانية لجماهير الانبار وكل العراق !
لا للارهاب الاسلامي !
لا لقمع وارهاب السلطة !

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
11 كانون الثاني 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داتشيا داستر: سيارة دفع رباعي بسعر معقول | عالم السرعة


.. بوناصر الطفار: كلمات لا تعرف الخوف ولا المواربة • فرانس 24 /




.. الاتحاد الأوروبي: تعيين الإستونية كالاس المدافعة الشرسة عن أ


.. ما رأي أنصار بايدن وترامب بأداء المرشحين للرئاسيات في المناظ




.. سفير ووزير وسجادة حمراء.. افتتاح مطعم فاخر في #العراق يشعل م