الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية

جان كورد

2005 / 6 / 19
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


السؤال الأول:
ما هي الدروس التي يمكن لقوى التيار اليساري والديمقراطي العراقي استخلاصها من المرحلة المنصرمة ومنها الانتخابات الانتقالية للاستفادة منها في نشاطها الراهن وفي المشاركة الفعالة في صياغة دستور ديمقراطي علماني مدني للعراق ؟

جواب: فقد التياراليساري أكبرسند معنوي له بانهيارالمنظومة الاشتراكية، ولكن هذا لا يعني عدم وجود حاجة لليسار في مجتمعاتنا، بل على العكس من ذلك طالما هناك خلل في النظام الاجتماعي والاقتصادي تبقى هناك ضرورة لقيام ونشوء أحزاب وقوى يسارية تضغط لصالح الطبقات المستضعفة من أجل إعادة بناء التوازن في المجتمع..وفي غرب أوروبا حيث الأنظمة الديموقراطية العريقة نجد أحيانا تنسيقا وتضامنا واسعين بين قوى يسارية وأخرى يمينية بهدف حل إشكال اجتماعي معين ، فكيف بمجتمعاتنا التي تراكمت فيها المشاكل إلى حد كبير؟ إن التعاون بين اليساريين الديموقراطيين وتحالفاتهم مع القوى الأخرى من أجل إنقاذ العراق من غمرة المشاكل المعقدة التي يعود جزء كبير منها إلى العهود السابقة ضرورة وطنية ملحة. ولا يمكن للعراق أن يخرج من دوامة صراعاته دون تنظيم واسع بين محاوره السياسية الكبيرة وتنسيق بين مؤسساته المختلفة، وهذا لايتحقق دون دستورعصري ، يلقى القبول من معظم الأطراف ويتم تنفيذ بنوده باهتمام كبير، وأول ما فعله الألمان بعد سقوط النازية كان وضع دستور ينظم العلاقات في المجتمع الألماني ويضمن لمختلف التيارات العمل بحرية ويصون حقوق الإنسان... والعراقيون بمختلف اتجاهاتهم، ومن ضمنهم اليساريون لايمكنهم أن يتقدموا في هذا الشأن دون الاستفادة من تجارب ألمانيا واليابان.. فالانتخابات والمشاركة فيها لايكفيان لبناء مجتمع معطاء وانما تنظيم العلاقة بين مكوناته عن طريق دستور تعمل على التقيد ببنوده سلطات منتخبة وديموقراطية وخاضعة لهذا الدستور خضوعا تاما.

السؤال الثاني:
أين تكمن أهمية وضرورة قيام تحالف لقوى التيار اليساري والديمقراطي العراقي في المرحلة الراهنة و ما هي تاثيراته على تقارب وتحالف الأحزاب اليسارية والديمقراطية في دول الجوار و الشرق الأوسط ؟

جواب: تحالف القوى اليسارية والديموقراطية العراقية في المرحلة الراهنة يجب أن ينصب على مساعدة العراقيين للعيش في أمان وسلام قبل كل شيء، إن مرحلة الصراع على السلطة وتوزيع خيرات المجتمع أفقيا أو شاقوليا لم تبدأ بعد، وإنما هي مرحلة التخلص من شرور وآثار العهود المظلمة، وتثبيت أركان المجتمع المؤسساتي الديموقراطي، وعلى اليساريين الديموقراطيين أيضا يقع جزء هام من المسؤولية الوطنية، باعتبارهم يملكون وعيا اجتماعيا ووطنيا كبيرا، وحقيقة إن تأجيج الصراع الطبقي اليوم في العراق قد يفهم خطأ على أنه سير في الاتجاه المعاكس لبناء الديموقراطية، لذا على اليساريين ، قبل غيرهم المساهمة الواسعة في ترسيخ الديموقراطية والمجتمع المدني وبناء المؤسسات العراقية التي ستكون لهم كما لغيرهم، دون التخلي عن مبادىء النضال الاجتماعي لصالح الطبقات المتضررة، الفقيرة والمحتاجة. هناك بنود واضحة في الدستورالألماني مثلا تؤكد على أن الدولة مسؤولة عن تطوير وحماية النظام الاجتماعي الذي يضمن الحد الأدنى من العيش المشترك، وهذا الجانب الاجتماعي يجب ترسيخه في الدستور العراقي أيضا، فحقوق الإنسان ليست سياسية فحسب وانما تتطلب الأمن الصحي والغذائي والاجتماعي ... أما التعاون والتنسيق مع القوى اليسارية والديموقراطية في البلدان المجاورة فهذا شيء ضروري لأن اليساريين الديموقراطيين في أوروبا استعانوا ببعضهم على الدوام ولا يزالون ضمن مؤسسات الاتحاد الأوربي لصالح الطبقات التي يمثلونها، دون الاضرار بالمصالح المشتركة لمختلف الشعوب كبيرة كانت أم صغيرة، وقبل كل شيء للوقوف في وجه قيام أية دكتاتورية جديدة...

السؤال الثالث:
ماهي المهمات التي ترون ضرورة أن تكون اساساً صالحاً لهذه التحالفات المنشودة؟

جواب: المهام الأولية لليساريين الديموقراطيين على الصعيد الوطني العراقي تتمثل في المساهمة والدعوة لتحقيق الأمن والاستقرار في كل أنحاء العراق، في منع تسلل الإرهابيين من حدود الجيران، في عدم السماح بأن يصبح العراق سوقا للمخدرات المهلكة للمجتمع أو ساحة للإجرام والنهب الاقتصادي ، في تثبيت الأسعار وتأمين فعالية السوق العراقية التي يستفيد منها صغار التجار والمتسوقين، في صيانة الإعلام الحر الذي يستفيد منه الجميع، في استئصال كل جذورالدكتاتورية التي كادت تودي بالعراق كدولة نفطية غنية، في تعميق النظام الفيدرالي لتحقيق التوازن بين المركز والأطراف، وعدم نشوب حروب اثنية أوطائفية مستقبلا، وفي بناء مؤسسات محايدة لدراسة الرأي العام العراقي بصورة علمية كل يوم وفي جميع المسائل وتمنح القوى السياسية ومن ضمنها اليسارية أفضل المعلومات وأدقها حول كل الموضوعات المطروحة، وفي بناء جهاز دفاع وطني متناسق ومتكامل ليشعر المواطن العراقي بأنه في مأمن على حياته وحياة عائلته حتى يتفرغ للانتاج ولايفكر في الهجرة وليعود الاستثمار وتوظيف الأموال المكدسة او المهاجرة إلى السوق العراقية. أما على صعيد منطقة الشرق الأوسط، فإن مزيدا من التلاحم بين سائر الوطنيين واليساريين والديموقراطيين والإسلاميين المعتدلين مطلوب باستمرار ، إذ لايمكن بناء شرق أوسط ديموقراطي وآمن ومتطور دون هذا التعاون والتكاتف والتضامن والتقارب، بل هذا ضروري للغاية في المرحلة المقبلة، ليس للعراق فحسب وانما لسائر البلدان المجاورة أيضا.

جان كورد – ألمانيا / 17/6/2005

******************************************************
دعوة للمشاركة في الحوار حول العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=39349








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Messages to the Tories: -Get Out- Socialist issue 1275


.. The Arab League - To Your Left: Palestine | الجامعة العربية




.. أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل


.. حزب العمال يكسب الانتخابات المحلية في بريطانيا ويخسر أصوات ا




.. موريتانيا.. الشرطة تعترض مسيرة احتجاجية نظمها 6 مترشحين للري