الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السنكاوي اغتالَ نفسه قبل مَصرع الكرمياني

صباح كنجي

2014 / 1 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


اصبحت قضية اغتيال الصحفي الشيوعي الشاب كاوه كرمياني ، قضية رأي عام مازالت تتفاعل في أكثر من محور يمتدُ بين القاتل المجرم والقتيل الشهيد تخطت وتجاوزت عقدة الصمت والسكوت بغير حق عن هدر الدماء البريئة.
الضحية لم يعد مجرد صحفي كادح جريء ينتسبُ للحزب الشيوعي الكردستاني سفك دمه من قبل مؤسسة امنية تخضع لسلطة استبداد تسعى من خلال اغتياله لقمع المعترضين على سلوكها ونهجها وكتم انفاسهم كما يضنُ البعض ممن استهوتهم الاعيب السلطة وانغمسوا في دجى الفساد يستجمعون الاموال دون حساب ورقيب كأنهم وحيدون في الارض اصطفتم الثورة بعد أن تحولوا من مكافحين ومعارضين للدكتاتورية الى تجار سياسة ولصوص طفيليون يستحوذون على كل شيء يدمجون السياسة بالتجارة ويتحكمون بحركة رأس المال في شتى فروع الاقتصاد ..
والمتهم محمود السنكاوي ليس شخصية عادية .. هو قائد ثوري من زمن الكفاح المسلح تدرج في المناصب ليصبح عضواً في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني ومساعداً عسكرياً للطالباني زارَ اكثر من بلد وعاش فترة في السويد واطلع على تجارب الشعوب والحكام وطبيعة العمل السياسي والاجتماعي في مؤسسات الاحزاب الليبرالية التي لها علاقة بالاتحاد الوطني الكردستاني بحكم انتسابه للاشتراكية الدولية.
نشرت صورته في فحوى مقال عن الفساد قبل عام وكانت ردود فعله كرجل سلطة عنيفة ومتسرعة اسفرت عن تهديد الضحية بالقتل وقد حفظت اجهزة التسجيل الالكترونية المكالمة المباشرة للسنكاوي مع الكرمياني وفيها عبارات مبتذلة يندى لها الجبين لا يمكن أن تصدر من انسان سوي يحترم نفسه ناهيك عن قيادي يتحمل مسؤولية بناء مجتمع يُعول عليه حزبه في خضم صراعات اجتماعية وسياسية متأزمة كما هو الحال في العراق وكردستان ..
هذا الصراع الذي تفاعلت اطرافه مع حادثة اغتيال الكرمياني ابتداءً من عائلة الضحية وحزبه وانتهاء بأطراف السلطة ومؤسسات الحكومة واحزابها التي شجبت الجريمة وطالبت بالكشف عن المجرمين ومحاكمتهم ابتداءً من نقابة الصحفيين في كردستان التي لعبت دوراً مهماً في متابعة الحدث ومروراً بالنشاطات الفاعلة لمجموعة السويد ـ ستوكهولم التي نددت بالجريمة دون أن نغفل ما اعلن في الإقليم من بيانات شجب ونداءات استنكار من اعلى الجهات في المقدمة منها رئاسة الاقليم والحكومة وأيضا ما صدر عن الاتحاد الوطني الكردستاني وقياديه رغم انشغالهم بمرض الطالباني ونتائج الانتخابات وتشكيل الحكومة، التي عمقت حادثة الاغتيال من حالة الأزمة والتداعي في وضعهم خاصة وان المتهم في الجريمة قيادي من بينهم .
من هنا تكتسب التصريحات والبيانات الصادرة من قبلهم كحزب وقيادة تسعى لتجاوز تداعيات الأزمة السياسية اهمية استثنائية ويشكل ما صدر عن القيادي عادل مراد الذي يترأس المجلس المركزي للاتحاد موقفاً يتجاوز حالة التنديد الشكلية للحدث الى ما يمكن اعتباره كشفاً للغطاء عن المتهم في حالة ثبوت الأدلة عليه في مجرى المحاكمة التي بدأت بالتحفظ على السنكاوي وحجزه قبل ايام من قبل قاض جديد استلم ملف الدعوة التي لم يحرك حيثياتها لأكثر من سنة القاضي السابق له ..
في هذا التداعي بعد مقتل الكرمياني اعلن السنكاوي في تصريحاته استعداده للدفاع عن نفسه وفقاً للقانون وشكل سابقة مهمة في تاريخ القضاء العراقي حيث سلم نفسه للقضاء من يوم .
اياً تكون الاحتمالات و الافاق في هذه الدعوة سواءً خرج السنكاوي بريئاً منها ام ادين فيها سيكون لها تفاعلات لاحقة تتعدى حدود دوره السياسي والاجتماعي تطال المؤسسات الحزبية ودور القضاء في كردستان ..
لأن ما فعله السنكاوي يشكل مفصلاً في الثقافة الثورية تتحكمُ بالعلاقة بين رجل الثورة وقيمه الانسانية الراقية وتفاهة وانحطاط رجل السلطة وابتذاله ونذالته ووضاعته .. من هنا يمكن القول ان السنكاوي قد اغتال نفسه وحكم على مصيره السياسي بالموت والزوال قبل أن يُصرع الكرمياني ..
أجل لقد قتلَ وإغتالَ السنكاوي نفسهُ .. حينما تناسى انه قيادي مؤتمن على سلامة الناس ومصيرهم بعد ان تحول في لحظة غضب الى معتوه شرس ومتفوهاً مبتذلاً لا يصلح ويليق به أن يُحسب على من يقود الاتحاد ويتطلع الى دورهم الفاعل في تجاوز المحن والصعوبات وضمان مستقبل افضل للكُورد في كرميان وبقية مدن كردستان .
تحية للقضاء العادل
تحية لكل مدافع عن حقوق البشر
تحية لكل من يقف ليذرف دمعة على نقطة دم تسيل في طريق الحرية
المجد لك يا كاوه
العار كل العار للقتلة المجرمين
ــــــــــــــــــــــــــ
صباح كنجي
بداية عام 2014
ـ نص ما كتبه القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني عادل مراد عن الجريمة.
(اغتيال كاوه كرمياني لطخة عار على جبين الذين يقفون وراء هذه الجريمة البشعة
استنكر بشدة اغتيال الصحفي الشاب كاوه كرمياني في مدينة كلار واطالب الجهات الامنيه في حكومة الاقليم بفتح تحقيق فوري والقاء القبض على مرتكبي هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة لينالوا عقابهم . ان هذه الحادثة المؤسفة تثبت بان هنالك اياد مخفية مرتعبة من شيوع ثقافة الديمقراطية وتعمل على خنق الحريات الاعلاميه. لكن ليعلم هؤلاء بان المسيرة لن تتوقف وان الكلمة الحرة لن تسكت ما دامت العدالة الاجتماعية غير متوفرة في مجتمعنا .
اتقدم بالتعازي القلبية إلى أسرة الفقيد واتمنى لهم الصبر والسلوان)
اخوكم عادل مراد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تتسبب يورو 2024 في أزمة ديبلوماسية بين أنقرة وبرلين بسبب


.. فـرنـسـا: مـا هـي الـسـيـنـاريوهات في الانتخابات التشريعية؟




.. هل الكائنات الخرافية في الأساطير موجودة حقيقة؟ مدينة أمريكية


.. -الأدنى منذ عامين-.. مراسل CNN يلقي نظرة على أسعار -مفاجئة-




.. لمن الغلبة في حرب أوكرانيا؟.. تشاؤم أوروبي | #التاسعة