الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب اندحر الى غير رجعة

حسين القطبي

2014 / 1 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


عبارة نسمعها بعد كل مواجهة بين الجيش والارهابيين، "الارهاب في العراق قد اندحر الى غير رجعة"، عبارة صدقها الجميع في المرة الاولى، ثم بدأ التشكيك بها مع استمرار العمليات الارهابية ثانية، حتى فقدت مع التكرار بريقها، ثم صارت مجرد "تغريدة" اعلامية.
فمن سلسلة عمليات بشائر الخير في ديالى (بشائر الخير 1، وبشائر الخير 2) الى معارك ام الربيعين في نينوى، الى عمليات دجلة في كركوك، كانت كلها تتزامن مع هذه البشرى، وكأنها قطعة حلوى.

ولم تقتصر على الحملات العسكرية الكبرى، فكان البعض يكررها مع كل حدث، من تصفية عدي صدام في الموصل(2003)، الى مقتل ابومصعب الزرقاوي (2006) ثم بعد فرار طارق الهاشمي(2012) الى تركيا.

والطريف ان السياسيين ومجموعة الاعلاميين المرتبطين بالسلطة، كانوا يزفون للشعب دائما خبر "اندحار الارهاب بلا رجعة"، ثم يعودون انفسهم ليكرروا نفس البشرى بعد عام او اثنين، حتى صارت العبارة اشبه بمباراة تلاسن مع قوى الارهاب التي ترد هي الاخرى بالمزيد من العمليات وبتسجيلاتها على موقع يوتيوب لتكذيب الخبر!

المهم ان الحملة العسكرية الجارية في الانبار الان قد بدأت تستلهم قريحة هؤلاء السياسيين المشهورين بوعودهم، حتى قبل نهايتها، ليبشرونا بانتهاء الارهاب في العراق "بلا رجعة"، ولم يكلفوا انفسهم عناء الصبر حتى استنفاذ هذه العمليات لاهدافها التي حفظناها، وهي رفع درجة التوتر قبل الانتخابات القادمة.

البشرى، هذه المرة، او السبق المعلوماتي الاخير حققه مكتب السيد حسين الشهرستاني، فقد اصدر بيانا مستعجلا عن عمليات الانبار بان الارهاب "سوف" يندحر هذه المرة، في الانبار، وبلا رجعة، و"سوف" السيد حسين الشهرستاني، تذكرني دائما بـ "سوف" ـاه الشهيرة ابان مطالبة العراقيين بتوفير الكهرباء، بان العراق (تحت ادارته) سوف لن يكتفي ذاتيا فقط في العام 2012، انما سيبدأ بتصدير الكهرباء الى دول الجوار في العام 2013!

ولا ادري هل هي ابر تخدير يزرقونها في جسد الوعي العراقي، ام انها استصغار لعقل المواطن، ام بلادة من السياسيين، فالارهاب اقوى من ان يندحر بالامنيات، او حتى بالعمليات العسكرية المتقطعة هذه، بل هنالك حلول واضحة ومعروفة ولا تتطلب عبقرية من نوع خاص وهناك تجارب وفيرة امام الحكومة العراقية لعل ابرزها واقربها لنا هي تجربة اقليم كردستان.

فالارهاب في العراق له جذور طائفية، يعتاش على هذا التوتر والاستقطاب المذهبي، اي بامكان تصريح واحد لمسؤل سياسي (لا مسؤول) ان يثير حرب اهلية، فكيف برئيس الوزراء وهو يستخدم لغة الغمز المذهبي الطائفي في تصريحات مثل "اخذناهه وبعد ما ننطيهه"، او "انا شيعي اولا وعراقي ثانيا"، و "كربلاء بقداسة الكعبة"!! وكل ذلك باجواء ملتهبة، بحيث تسوق هذه التصريحات للمواطن البسيط في المعسكر الاخر بالشكل الذي يصب بمصلحة المتطرفين والاذرع المسلحة التي تمارس الارهاب؟

فكيف يندحر الارهاب، الطائفي النزعة، والحكومة، متمثلة برئيس الوزراء تقوم بتغذية التطرف الطائفي؟

عبارة سمعناها كثيرا، وسوف نسمعها ايضا، بعد ان تنتهي عمليات الانبار، بعد الانتخابات القادمة، وربما تقوم وجوه جديدة بترديدها، واخال السيد المالكي نفسه، بعد عمليات ارهابية جديدة على ابواب انتخابات العام 2018، وقد اشتعل الشيب، او زحف الصلع اكثر على رأسه، وهو يقول: "الارهاب في العراق اندحر الى غير رجعة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أثار مخاوف في إسرائيل.. حماس تعيد لملمة صفوفها العسكرية في م


.. ساعة الصفر اقتربت.. حرب لبنان الثالثة بين عقيدة الضاحية و سي




.. هل انتهى نتنياهو؟ | #التاسعة


.. مدرب منتخب البرتغال ينتقد اقتحام الجماهير لأرض الملعب لالتقا




.. قصف روسي يخلف قتلى ودمارا كبيرا بالبنية التحتية شمال شرقي أو