الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنصار الوهم

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2014 / 1 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


فى عالمنا المعاصر لا بد لنا من القول: الإعتراف بالحق فضيلة، منذ 30 يونيو وبالتحديد يوم 3 يوليو لحظة القبض على محمد مرسى ممثل جماعة الإخوان فى الرئاسة، والشئ الواضح للعيان أن الصدمة كانت صاعقة وكبيرة لم تتحملها عقولهم الأصولية التكفيرية، فلم يهدأوا يوماً عن أسترداد كرسى مرسى والسلطة التى بها تحكموا فى كل مصرى ومصرية، ووضعوا فى كل مؤسسات الدول رجالها المخلصين لأفكارهم التى جل أهتمامها إعلاء شأن القبيلة والعشيرة والأستحواذ على الأموال والسلطان وإهمال شئون شعب مصر التى كثرت مشاكلها، وهذا التفكير يذكرنى بما قاله ابن كثير فى كتابه البداية والنهاية بعد غزو مصر على يد عمرو بن العاص، وأستيلاءه على مداخل ومخارج مصر وكان يقوم بتحصيل الجزية وإرسال جزء منها كمعونات للمدينة المنورة، وعندما تزايدت شكايات العرب بعد وفاة عمر بن الخطاب حتى ولاية عثمان بن عفان من تناقص المعونات الآتية من مصر، قام الخليفة عثمان بعزل عمرو بن العاص وولى عبد الله بن أبى سرح على خراج مصر، فقال ابن العاص ساخطاً: أأكون كماسك بقرة وغيرى يحلبها؟

كان عمرو بن العاص يعرف جيداً بعد سنوات حكمه أن مصر كالبقرة الحلوب بخيراتها الكثيرة، فكان شاقاً عليه أن يترك تلك البقرة لشخص آخر يستمتع بخيراتها وذهبها، وهو نفس الموقف الذى عاشه أنصار الجماعة والمعزول وأعتقدوا أنهم وكلاء الآلهة وأعتقدوا أنهم أقوى من الشعب وكل من يقف معارضاً أمامهم، تلك النرجسية أصابتهم بالعمى عن رؤية الواقع من عشرات الملايين الذين طالبوا بخروجهم من حكم مصر، ومنذ 3 يوليو وحتى الآن أى أكثر من ستة أشهر لا يريدون الأعتراف بالواقع بل أصبحوا يتلذذون بالفوضى والتخريب والأعتداءات المستمرة على الشعب المصرى من رجال شرطة أو مواطنين عاديين يدافعون عن أمن بلادهم من التظاهرات الهمجية التى لا محل لها من الإعراب، وهذا ما يجعلنا نسأل بأعتبارهم جماعة إسلامية كانت تقوم بالدعوة للأسلام وتقدم الأعمال الخيرية، فهل الآن بعد أن تذوقت حلاوة السلطة وإستعباد المصريين، هل ما يقومون به منذ ستة أشهر من عنف ورعب وفوضى وإرهاب وقتل هو من مبادئ دعوتهم للإسلام كجماعة إسلامية؟ هل هذه الأعمال التخريبية النموذج الذى يجب أن يحتذى به كل مسلم؟

إن الشعب المصرى لا يستحق كل هذا الإرهاب الذى يدمر كل خطط التنمية والنهضة التى يمكن أن تتيح حياة كريمة لكل مواطن عانى من الفقر والفساد والمحسوبية وغيرها من المشاكل التى كانت تصيب فقط الفقراء لصالح طبقة الأغنياء، إن اليأس الذى يعانى منه أفراد الجماعة بعد ان أرتفعوا عالياً إلى سماء مصر ووسط نشوتهم تناسوا أشياء كثيرة وسرعان ما أسقطتهم من جديد إلى الأرض التى صعدوا منها إلى حكم دولة ذات حضارة أعتبروها قبيلة سهلة القيادة والأنقياد بأوامر السمع والطاعة، لذلك زادهم اليأس عناداً حتى لجأوا إلى الإنتقام وسيلة للقصاص من معارضيهم وكل الشعب المصرى الذى يقف ضدهم، وتقلصت أحلامهم فى حلم القضاء على معارضيهم وأعداءهم الذى يمثلهم الوطن المصرى الذين كفروا به وبهويته، وجالوا فى شوارع مصر يواجهون الجميع بالفوضى والحرائق والتدمير والقتل وتخريب الجامعات والأزهر.

وأختفى العقل والمنطق وظهرت الحيرة على كل مصرى وطنى يحدث نفسه قائلا: لماذا كل هذا الخراب الذى يرتكبه إخوتنا فى الإسلام؟ ما الفائدة التى تعود عليهم من تخريب بلادهم؟

ستة شهور مضت ولم تتوقف فيها أحلام الوهم بهزيمة عدوهم اللدود ألا وهو الجيش والشرطة والشعب المصرى المعارض لهم، أنصار هذا الوهم لن يتوقفوا عن عدائهم للوطن لأن هذا الوهم عمره من عمر نشأة الجماعة المحظورة نفسها، ولن ينتهى إلا بالإيمان بقيم التنوير الإنسانى والقضاء على التخلف والأمية التى يعيشها المجتمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل