الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهل الكهف في القرن الواحد والعشرين

فريد جلّو

2014 / 1 / 14
كتابات ساخرة


مقدمة
قارئي العزيز : قد تجد في البداية تناقض بين العنوان والأطروحة ، ولكن مع الصبر ستلتقي الأطروحة مع فحوى قصة أهل الكهف .
يعتبر البعض إن النفط والغاز الذي ظهر في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي في دول فقيرة متخلفة حتى إن قسم منها لم يذكر آنذاك على خريطة العالم ، يعتبرون هذه الثروة هي هبة من السماء ، ومن طرف آخر يحسدهم الكثير من البشر على تلك الثروة ، ولكن لنتمحص قليلا أين تصرف ( تبذر ) تلك الثروات الهائلة ؟
نعم الخليجي مثلا يمتطي أفضل أنواع السيارات وتذهب به دولاراته إلى أرقى المنتجعات في العالم ، ويفاخر بأبراج تفوقت على ناطحات السحاب بارتفاعها ويمتلك بدل الزوجة كذا من الإماء ويسكن افخر الفلل أينما حل ورحل ، ولكن مع كل هذه التنمية فالخليجي ما زال يتعامل مع ظواهر الحياة كما كان يتعامل أجداده ، إذن التنمية لم تصل إلى الإنسان الخليجي بتعمد ، فالخليجي يحصل على جزء من تلك الثروات وهو جالس في بيته دون ان يؤدي نشاطا اقتصاديا حقيقيا فنشاطه الاقتصادي يقتصر على الإدارة التي عادة ما يكون فيها مستشارين أجانب ، هذا بالنسبة إلى دول الخليج أما بالنسبة إلى الدول الأخرى التي تتمتع بنفس الثروات من دول العالم الثالث والعراق طبعا من ضمنها باعتبار إن اقتصاده ريعي أيضا فلم يحظى بحكومة تهتم بتنمية بشرية بموازاة التنمية الاقتصادية إلا في فترات زمنية قليلة عندما تمتع العراق بنوع من الحريات الديمقراطية ( فترة حكم عبد الكريم قاسم والفترة الأولى من حكم البعث أي لغاية تقريبا عام 1978 ) وما تلا تلك الفترة هو ردة اقتصادية اجتماعية هائلة والمسببات معروفة الحكم الشمولي الفاشي والحروب التي خاضها واسقط مرة ثانية موضوعة التنمية البشرية ، وما زال لحد الآن في الجامعات والمعاهد وصولا إلى المدارس الابتدائية تخرّج أجيال اقل ما يقال عنها إن الفرق شاسع بين تعليمها وتعليم أقرانهم في دول قريبة مثل الأردن ، فقد خرّج النظام السابق أجيال من المعلمين والمدرسين وأساتذة جامعة غير كفوئين وليس لديهم شهادة سوى التزلف للنظام ، وطبعا هذه الأجيال تبوأت مراكز عسكرية وخدمية وإنتاجية وسياسية ، أما الآن فتتكرر القصة المأساوية ولكن بشكل آخر فالتعليم ينحدر بمنحدرات مظلمة جوهره طائفي واثني شوفيني فحتى التشريح في كليات الطب هناك من يحرّمه ، والحصيلة هي الهجرة القسرية مرة ثالثة ورابعة ووو عاشرة للكوادر العلمية بعد أن وجدت نفسها محاصرة بأطر ميتافيزيقية تحد من تطورها العلمي ، فلا غرابة أن نجد دكاكين للسحرة والمنجمين قريبا جدا من نقابة الأطباء والصيادلة والهلال الأحمر ، كما لا غرابة أن نجد إن المواطن يذهب إلى صناديق الاقتراع وتشده حبال الطائفية والمناطقية والعشائرية وهنا تكون المشكلة مركبة فبسهولة يمكن لمهندسنا في هذا الواقع المرير عندما لا يعرف كيف يحل مشكلة فنية أن يتهرب إلى مبررات ميتافيزيقية مثل وجود جن في هذه الآلة أو هذه المنطقة وهذا ما رايته وسمعته بنفسي .
العالم يخطو بخطوات ثابتة إلى الأمام ونحن إن كنا لا نرجع للخلف في أحسن الأحوال فنحن نراوح في موقعنا ، كل تغيير نوعي يأتي بسبب تراكم كمي فالتراكم الكمي للمعرفة لدى البشر يؤدي إلى تطور نوعي وأحيانا إلى قفزات والعكس صحيح أيضا فكل تراكم فكري ميتافيزيقي لدى البشر يؤدي إلى نقلة نوعية ولكن في هذه المرة إلى الوراء .
إني على يقين إن شعبنا وشعوب دول الخليج سوف نصحو يوما كأهل الكهف نجد إننا متخلفون لآلاف السنين عن العالم لذا سنعود إلى نومنا مرة ثانية ولا نصحو من جديد أبدا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟