الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بإسم الدين ، لا خير في أمة أخرجت للناس

بن جبار محمد

2014 / 1 / 14
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم



حتى نكون واضحين مع أنفسنا دون التستر وراء قشة تستر عقولنا و تخفي عوراتنا أن أي مشروع ثورة في أي بلـد عربي لا يمكن أن نرجو منه النتائج التي طالما نرددها ونتحمس لهـا أو نرفعها و قد تبين لنا أنها مجرد شعارات مثالية لا علاقة لها بالوضع الراهن العربي المتأزم المركب . هذا يزداد سوءا في ظل عدم الفهم لهذه الهشاشة العربية ، و الهشاشة لا تكون إلا عربية التي تشهد تردي فكري وثقافي و إجتماعي والسياسي . لم نفهم بعد أن القيم البدوية الأعرابية و الدينية تحديدا و تكريسها في الحياة العربية هي السبب في تخلفنا و هي السبب في تعقيد أمورنا و هي السبب في حالة الغشاوة التي تحجبنا عن رؤية الحقائق كما هي . الدين أصبح الهاجس الوحيد الأوحد لذواتنا و بدلا من العيش في سلام و تسامح و محبة و رفاهية أصبح محركا للفتن و الحقد و اللاإستقرار للأوطان ..أصبح عاملا لتفشي الجهل و العصبيات القبلية و التضخم الكاذب على حساب الحكمة و على حساب العقل وعلى حساب الإبداع الإنساني لنعيش كل العصور القديمة إلا العصر الحديث التي لم نفلح في وضع أقدامنا فيه و لم نفلح في فهمه و امتثاله في سلوكياتنا و في وعينا الجمعي ، الدين أصبح مثبطا لكل الهمم وكل إبداع وخصوصا النهوض بالإنسان العربي ، لا زلنا نفكر بأننا خير أمة أخرجت للناس و في الفترة التي نرددها هذا الكلام ، الكل يتبول علينا و أيضا نتبول على بعضنا مدرارا ، الدين أضحى بفعل قدسيته عاملا خطيرا في علاقتنا مع الحضارة و أهل الحضارة ، فبدلا ان نكون في علاقة شراكة معهم أصبحنا مجاري و مصاريف لكل تفاهات العالم بفعل تفاهات التي أصبحت جزءا من تكويننا ، لا نعدو سوى مستهلكين حمقى لإنتاجهم و لتراثنا . الدين أصبح مشكلة عويصة ليس في فهم أنفسنا و لكن حتى في فهم ما يحيط بنا ، الآخرون أصحاب الحضارة درسونا جيدا و من خلال دراستهم لنا تلاعبوا بمصائرنا و أحتلوا أوطاننا و أستنفذوا ثرواتنا و أشعلوا الحروب بينا بإسم الدين ، لأنهم يعرفون المقدار الهائل للتخلف الذي يضربنا . بإسم الدين لم نتمكن من معرفة صديقنا من عدونا ،بإسم الدين قسمنا إلى العالم إلى دار الحرب و دار السلام رغم ان هذا المصطلح يرافقنا سرمديا في كل عصور التخلف التاريخي ، بإسم الدين تحجرت عقولنا و تكلست مفاهيمنا و صدأت لغاتنا ولم تعد تحتفي سوى بكلام الفقهاء و مشايخ السوء .بإسم الدين تعطلت ملكات النقد عند أوسع الشرائح المثقفة و المتعلمة و بإسم الدين أصبح رعاة إبل أسيادنا و تقهقرت أعظم حضارة في مواجهتهم كحضارة وادي الخصيب و حضارة الفراعنة في بلادنا العربية .بإسم الدين عزفنا عن العمل و الإبداع و الإنتاج و أصبحنا نتطلع للأخرين أن يطعموننا من فتاتهم ومن تحت اليد و دأبنا على تكسير أراضينا و هدر ثرواتنا الزراعية بكل ما أوتينا من قوة التدمير و التخريب في أملاكنا مع الإشارة أن تراث الديني يحتقر كل عمل يدوي لأن هذا الدين لا يزال يقسم أعضاء المجتمع إلى ملوك و طبقة الفقهاء و طبقة التجار و العبيد . أما العبيد كل من يمتهن فلاحة الأرض و العمل اليدوي .بإسم الدين لا نزال نساير تخلفنا بوسائل التخلف وفي وقت نفسه نرفع شعارات لا تقل تخلفا بالعودة إلى العصور الرشيدية رغم أننا قرأناها أنها لا تصلح كنموذج حكم أو نموذج سياسي يقتدى به بل تاريخ او فترة غارقة في الدموية بفعل تسييس الدين الذي أبعاد خطيرة نتجرع مرارتها الآن .بإسم الدين نضحي بمزيد من وقتنا الثمين و دفع بمواكب الرجال نحو نار الإقتتال و بمزيد من القتلى و الشهداء و الأيتام و الثكلى باسم الدين نميع كل مفاهيم المواطنة و الديمقراطية لنحولها إلى كفر و مروق عن الدين لنبقى ندور في فلك المشايخ و الفقهاء بمزيد من الحقد التاريخي الدفين و بمزيد من تزييف الوعي ومزيد من الانحطاطي الإنساني . با سم الدين لا نرى في الرجال سوى عورات نسائهم و لا نرى في المرأة سوى ركوب المتعة و لا نرى في مآسينا سوى ركوب لحياة لا نعلم عنها شيئا سوى ما ورد في الأساطير .باسم الدين أصبح تجارة الدين رائجة و منها نصنع أقراص الأوهام و محاليل الميوعة البعيرية . باسم الدين نشهــد أننا أهدرنا كل فرص لنعيش بسلام على وجه الأرض .تبا لدعاة التخلف و تبا لمشايخ التخلف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - باسم الدين
عبد الله اغونان ( 2014 / 1 / 14 - 16:58 )

لاخير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة أومعروف أو اصلاح بين الناس
ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نوتيه أجرا عظيما


2 - لنساهم في تحررنا من الأوهام
مدحت محمد بسلاما ( 2014 / 1 / 15 - 10:18 )
مع كل التقدير لهذا المقال الرائع الذي يكشف لشعوبنا المغلوب على أمرها مدى تحكّم الأوهام في وجودها وفي مصيرها. وهم الرحمن الرحيم الذي لا يعرف معنى الرحمة بل -يهدي من يشاء ويضلّ من يشاء-. وهم رجال الدين والحكّام السياسيين المتعطشين إلى الإستبداد بعقولنا وحياتنا وأحلامنا والمتكاتفين متضامنين على إهلاكنا وإرعابنا. لقد آن الأوان للثورة على هذه الأوهام، وهم الإله المكّار المنتقم المضر المتكبّر القهّار، وهم تجّار الدين أهل الكذب والنفاق، وهم خير أمة أخرجت للناس، إذ تبيّن أنها شرّ أمة عرفتها الإنسانية. إني أثمّن مساهمتك في تحرير شعوبنا من هذه الأوهام الفتّاكة والمميتة. مع التحية

اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي