الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميت في حانة

عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب

(Abderrahim Tourani)

2014 / 1 / 14
الادب والفن


وجد نفسه يفكر في الموت، تخيل جنازته وهو في النعش يراقب مشيعيه. من حضر منهم ومن تخلف. من يبكي على رحيله المفاجئ، ومن لم يكترث بموته. قام من نعشه وجرى يتبعه الفقيه، لما وصل إلى حانة دخلها وسأل النادل:
- هل علي بقية من حساب شراب ليلة البارحة؟ أريد أن ألقى ربي غير مدين لأحد ولو بنصف سنتيم.
أمسك به الفقيه صائحا:
+ يبدو أنهم هنا لا يدينون لك بأي كأس، أنا من تدين لي بثمن كفن وست سور قصيرة وبعض الدعاء لك بالمغفرة وحسن الخاتمة.
- لكني لم أمت بعد، كيف تطلب مقابلا عن عمل لم تقم به؟
+ أنت من تتخيل أنك ما زلت حيا، تب إلى الله يا رجل فإنك الآن في عداد الموتى.
- وما معنى مجيئي إلى الحانة؟
+ اللهم اغفر له، هذه ليست حانة، هذه مقبرة.
- وهذه ليست طاولات بل توابيت، وأنا ميت من أهل القبور.
+ عين العقل، إذن هات ما عليك ...
- ومن أين لي الفلوس ولا جيب في كفني.
هنا أمسك الفقيه بالميت وشد بخناقه فاستفاق من تخيلاته، كان النادل يحاسبه ويطلب منه أداء ما عليه، وكانت الحانة قد خلت من روادها وحان وقت الإغلاق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة


.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات




.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي