الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السؤال الأول ومنه نتحول

احمد مصارع

2005 / 6 / 19
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


السؤال الأول ومنه نتحول
العبارة نستخلص الدروس من المرحلة المنصرمة , الانتقالية ومعها الانتخابات , الى الوصول الراهن في صياغة الدستور الذي ينبغي أن يكون(فيدرالي ديمقراطي) , ومدنيا علمانيا , ولن يكون ذلك بدون افتراق اختياري , والابتعاد عن الأوضاع التي تصطنع الحب الوطني الإجباري , فهو موجود في الأمة العراقية , ولكنه حب اخوي يمر بامتحان عسير للغاية , فلو شعر الناس فيه بحرية الفراق , لانبعثت في روحه لوا عج الاشتياق , وهو أحوج ما يكون الى نشر روح الطمأنينة لأجزائه المكونة , والمواطن العراقي مشتاق جدا ( لميناء سلام ) , لكي يشعر حقيقة بزوال سيف ديمو قليس المسلط عليه ,أو نصل (أوكام ) الذي يقطع لحمه , بل وعظمه , ويقول بسادية مرعبة , تلك زوائد لا لزوم لها , وهو أمر يبعث على الخوف العميق .
ويخيل لي أن العراقي المصاب بالرهاب من الماضي القريب العفن , على وشك الشعور باليأس من امكان حياة السلام , نحو الوضع الأفضل , ولم تزل أزمته تشتد , وهو يحلم عبر الكوابيس الدموية بأمل انفراجها , لقد استمر مخاضه الدموي دهرا من الألم , وأوشك أن يصير بلا حدود ,وهو اليوم لا يكاد يشعر أو يتقبل أي فكرة تتعالى وتجعله ضحية مؤبدة للتضحية المجهولة , ومن اعتباره مجرد رقم في إحصائية الحكومة والأحزاب والقوى المسلحة , وهو الأمر الذي سيشعره بالمزيد من الخوف والقلق , ويبدو أن محطات راحته المفقودة اليوم , مازالت بعيدة , ( أمشي وأقول وصلت , والقنطرة بعيدة ) , ( أركض حافي , أصيح وأطيح , ودمائي تسيح ) ,
المتبرع بالدم يعطى له فرصة لتجديد دمه و والكل يعرف المطلوب اللازم , وسياسة إغراق السوق باليأس , ملموسة , بينما سياسة إغراق المجتمع في بحبوحة العيش اليومي باتت من أضرب الخيال , وهي جريمة دولية بامتياز و أن يسمع الفقير برنين الدراهم , والجائع ببخار اللحوم , بأرقام من المليارات الخيالية , والتي لا نرى أثرا لها , بل مازلنا نلمس باليد الفقر والجوع , وعصر ما قبل الكهرباء , بل وحتى الماء الصالح للشرب , فكم سيبقى الجهد , وضغط الإجهاد , مسلطا على رقاب العباد ؟
دولة عظيمة في شباك الاحتلال , وأبشع أشكال الاستغلال , دولة تحت الاحتلال الأمريكي , وهو احتلال (فاخر جدا ) وعلى الطريقة التجارية ( نخب أول ) , فمارشال يته أحيت أوروبا , ولم تكن عظامها رميما , بل أضناها الجوع والفقر والموت ؟ , ومن أخذ بيدها , هاهو اليوم عاجز تماما , بل ويصفق يدا بيد , ليضعنا في منتصف الطريق , وليقف عاجزا عن إطفاء الحريق ؟
لقد خرج الشعب العراقي و ومع الأسف البالغ لينتخب , كما قلت سابقا , تحت الحراب , وبدون أن يتضح الخطاب , لالشيء , سوى أن يقول كلمته نريد وضعا جديدا يكون أفضل ؟
لا للماضي , ونعم للمستقبل , وبات بصبغته القرمزية يحلم بكابوس أجمل ؟ولكن ليل القيس السيد كان أطول , وحباله شدت بأمراس فولاذية , حتى لم يعد يعرف المرء هل هو ذاهب أم عائد ؟ من شدة ما ذهبت به المذاهب سيئة الصيت , وهي مذاهب تلغي الحدود النظرية , وتنصب الحدود العملية , تنشر سيناريو الموت الأسود , وتدعي أن الحياة ستكون أفضل وأسعد , ولكن عبر مسلسل الموت الفظيع , فهل ستبقى مسلسلاتهم مولعة بالخاتمة المرعبة والمفتوحة على المزيد من نهم الدماء , وهو الطريق غير المعبد نحو حرب الدمار الشاملة , بدون جوار مع الجدار غير الصيني وغير العظيم ؟
أنا لست أنا , وان كنت قمرا فقد قررت الخروج من هالتي , دعوني أعيش , هذا لسان حال العراقي المنكوب ببرنامج الشرق الأوسط الكبير ,وهو برنامج صار مفتوحا على اللا نهايات المفتوحة , بل والغامضة , وهو أمر مريع , فماذا بعد القول نعم للعهد الجديد , نعم للدولة الحديثة , نعم( للتمن والمرقة ), ولا للمبالغات الأمنية القاتلة ولل(ميلشيا ) , والقتل و والموت , والتجهيل والجهل , فلماذا لا يكون الدستور ديمقراطيا فيدراليا , بل ومدنيا علمانيا , ولماذا لاتكون النهاية ملتزمة بالبداية , ولماذا تتفا رق المقدمة مع النتيجة , وهكذا بقدرة قادر , وفي الأخير لا توجد معجزة للعراقي العظيم , والباقي ( زلا طه ) ؟
احمد مصارع
الرقه - 2005

******************************************************
دعوة للمشاركة في الحوار حول العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=39349








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: هل سيصمد تحالف اليسار بوجه اليمين المتطرف؟ وماذا يريد


.. تحالف اليسار في فرنسا يتفق على قائمة مشتركة في الدوائر الانت




.. حزب العمال يطلق برنامجه الانتخابي ويتعهد بإحداث تغيير يتوق ا


.. ماذا يريده الأغنياء من العالم؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. مفاوضات -صعبة- بين أحزاب اليسار الفرنسي للاتفاق على اللوائح