الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهامنا بناء المشروع الثوري مع الفاعلين الطبقيين أم بناء جبهة من فوق !!!

بشير الحامدي

2014 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


مهامنا بناء المشروع الثوري مع الفاعلين الطبقيين أم بناء جبهة من فوق !!!
ـ 1 ـ
في البداية أسئلة لابد منها
تنظم الثوريين اليوم هل يتطلب تنظمهم في جبهة ؟
هل التنظيم الجبهوي سيقطع مع عقلية المعالجة الفوقية البيروقراطية في رسم المهمات وفي إرساء الديمقراطية والمشاركة الواسعة في القرار بين مكونات الجبهة وفي علاقة الجبهة ككل بالجماهير العريضة؟
هل التنظيم الجبهوي سيقطع مع منطق أنه بتملك البرنامج نكون قد وَضعنا أنفسنا على طريق مباشرة تنفيذ المهام الثورية ؟
هل العطالة في التنظيم أم في السياسات أم في كليهما معا أي في المشروع المسمى ثوريا ذاته؟
هل هناك مشروع واحد ثوري لدى هؤلاء الثوريين أم هناك مشاريع وسواء مشروع أو مشاريع فما هو هذا المشروع وهذه المشاريع بالتفصيل أم أن المشروع أساسا غائب ويجب البدء في بنائه ؟
لماذا التنظيم الجبهوي إذا كان هناك مشروع ثوري واحد؟
هل التنظيم الجبهوي يضمن تنظيم الجماهير الحلقة المفقودة إلى الآن في السيرورة الثورية ؟
لماذا يطرح ثوريون لهم مشروع ثوري واحد تنظيما جبهويا ولا يطرحون التوحد والاندماج التنظيمي و الانصهار في تنظيم مقاوم واحد؟
هل سينهي التنظيم الجبهوي أمراض السكتارية والزعاماتية والصراعات على قاعدة الأيديولوجيا والمرجعيات والولاءات النظرية الخطية؟
هل العمل الجبهوي المنشود بين المجموعات الثورية التونسية التي نعرف لا يعيد في الحقيقة سياسيا وتنظيميا ديناميكية عمل حزب مشكل من اتجاهات متعددة ومسير مركزيا؟
هل العمل الجبهوي لا يعيدنا إلى المعالجات السياسية والتنظيمية القائمة على التوافقات والتي تكرس مصلحة التنظيم قبل مصلحة الجماهير؟
هل العمل الجبهوي سيضمن أن لا يكون عمل الجبهة على نمط وطراز عمل أي حزب ممركز وبالتالي سيتضمن إعاقاته يعني ألا تنتهي دائما الجبهة إلى حزب أو ينتصر داخلها حزب على بقية المكونات ووووو؟
هل المعركة الطبقية التي تواجهها الأغلبية في بلادنا تتطلب عملا جبهويا أم تتطلب أن يتحول مجهود تشكيل جبهة إلى مجهود لتنظيم الفاعلين على قاعدة مهام ثورية لا ينجزها غيرهم ولا بدلا عنهم؟
ـ 2 ـ
مهامنا بناء المشروع الثوري مع الفاعلين الطبقيين أم بناء جبهة من فوق !!!
في التاريخ الثورات الجذرية لم تقدها جبهات والجبهات كانت تنظيمات تجمع في صفوفها فئات وطبقات متناقضة المصالح لكن تلتقي على حد أدنى .
الجبهات تاريخيا مشاريع لا استراتيجية ولم تنته ولو تجربة واحدة إلى إنجاز مهام التغيير الثوري .
الثوريون الحاملون لمشروع تغيير ثوري المنادين بالثورة التي تقلب الأمور جميعا لا يحتاجون لتنظيمات فوقية سواء في شكل جبهة أو حزب ولا لبرنامج حد أدنى وحد أقصى إنهم يحتاجون لتنظيمات قاعدية ثورية مواطنية مقاومة من داخل الجماهير ويبذلون كل مجهودهم في تنظيم الجماهير في مجالس ثورية على قاعدة مصالحهم الطبقية وباستقلال تام عن كل المضطهدين .
إنهم يبنون تنظيمات المقاومة والتسيير الذاتي القاعدية ويحتاجون تنظيمات تقاوم من أسفل وديمقراطية تنظيمات تكون أنوية ثورية مواطنية للحكم الثوري اللامركزي على أنقاض النظام الاستبدادي القائم.
إن هدفهم هو المجلس الثوري العام المواطني المشكل من كل المجالس والتنظيمات الثورية القاعدية المقاومة والذي تنبثق عنه حكومة ثورية لامركزية مسؤولة أمامه على أنقاض السلطة القائمة.
لذلك فالوضع في بلادنا يتطلب أن تتمكن الجماهير من تحقيق استقلالها الذاتي التنظيمي والسياسي عن قوى الانقلاب وقوى رأس المال وكل البيروقراطيين ومن يدّعون تمثيلها عبر تنظيماتها هي في البلدات الصغيرة وفي القرى وفي الجهات وفي القطاعات كل القطاعات وفي الأحياء و أينما هناك إمكانية للتنظم الذاتي ومباشرة مواصلة تنفيذ المهام الثورية .
هذه هي المسألة الجوهرية اليوم للقطع مع التراجع الحاصل في مواجهة قوى الانقلاب وهذا هو أساس المشروع الثوري وهنا أين يجب أن ينتبه الثوريون .
إن مفهوم الجبهة مفهوم تحيط به استفهامات عديدة وفيه لبس كثيرو إن أسئلة عديدة تطرح بصدد العمل الجبهوي وعسيرة أيضا وتتطلب الفهم والحسم ويجب أن تباشر بين الثوريين لكن هذا لا يعني أن لا ضرورة لعمل مشترك على قاعدة مهام يقع التنسيق فيها بين المجموعات والمكونات الثورية.
موقفي هذا هو حصيلة تجربة طويلة في محاولة توحيد الثوريين فقد حاولنا ذلك مرارا سواء محاولاتنا تلك التي كانت في حركة عصيان أو منذ تأسيس الهيئات الثورية المستقلة ولكن للأسف لم تحرز نجاحات تذكر.
لذلك أعتقد أن الوضع لا يعالج بمجرد وضع برنامج وتجميع الثوريين عدديا بل برسم المهام وتنفيذها وبانخراط الثوريين فعلا في هكذا نضال من أجل تنفيذ هذه المهام و بالدفع لينتظم المعنيون بالثورة و بالتغيير الاجتماعي في تنظيماتهم هم الثورية وليس في الأحزاب والجبهات ويكونوا مستقلين .
إن الوضع اليوم يحتم علينا إعلان مبادرات ثورية على مهام محددة وتجميع الثوريين والمعنيين بها من أجل أن تنخرط الجماهير أكثر في التعبئة والنضال على قاعدة المهام الثورية لا إعلان تشكيل جبهوي جديد.
مبادرات سياسية تنظم لمعارك ونضالات نقابية وسياسية وعلى كل محاور النضال الاقتصادي و الاجتماعي تدفع لمواصلة تنفيذ المهام الثورية ويمكن مناقشة ذلك وتحديد ماهية هذه المبادرات مع من يهمه من هذه المجموعات الثورية عبر هيئة تنسيقية تنفيذية يقع التشاور حولها و تشكيلها كل مرة قبل كل مبادرة.
إني أرى ذلك مجديا أكثر وأهم من كل مبادرات البناء من فوق.
هذا الموقف موجه لكل الناقدين لمواقف الجبهة الشعبية وكذلك لبعض الذين ينقدون تجربة الجبهة الشعبية ويرون أن موقفهم ثوري وينسون أن ما يميزهم عن موقف الجبهة هو مجرد الموقف من التحالف مع نداء تونس بينما المطلوب أن يتمايزوا في طرحهم عن الجبهة بالانحياز للإستراتيجية الثورة ـ إسقاط النظام وبناء المجالس وتثوير النقابة وووووووووو والقطع جذريا مع استراتيجية الثورة على مراحل ـ
الجبهة حتى وبيافطة الثورية دون كل هذا لن تكون إلا مشروعا لن يذهب بعيدا لأنها لم تتمثل مهام تغيير الواقع تغييرا ثوريا وستعيد بالضرورة تجربة الحزب بكل فوقيتها وبيروقراطيتها وقصورها .
ـــــــــــــــــ
بشير الحامدي
13 ـ 01 ـ 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فوز الغزواني برئاسة موريتانيا وخصمه يشكك في النتائج |الأخبار


.. ما السيناريوهات المتوقعة في الجولة الثانية من الانتخابات الت




.. نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية.. هل هي


.. الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية بفرنسا.. تحالفات ومسا




.. ملء خامس لسد النهضة.. كيف تتفاعل مصر مع إعلان إثيوبيا؟ • فرا