الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاطر [ تجذير ] الهوية العربية الإسلامية في تونس .

الطيب آيت حمودة

2014 / 1 / 14
العولمة وتطورات العالم المعاصر




النهم العروبي في ابتلاع القوميات الأصلية ( كالنوبية و القبطية والأشورية والفنيقية والكردية والأمازيغية ) ، ورغبتها الجامحة في قتل التنوع حيثما كان، بصبغ الجميع بصباغ الهوية العروبية ولو بتوظيف الإسلام نفاقا بجعله ذيلا للعروبة وليس قائدا ومرشدا لها ، هو ما جعل ساساتنا المغاربيين ( شمال افريقيا ) منحازون للمسار البعثي - الناصري ، وكلما ارتفعت أصوات المهمشين هواياتيا إلا وازداد حرص العروبيين على خنق وقتل هوية المخالفين [ بالدين] و[بالقوانين] الوضعية البائسة .

ما قرأته هذه الأيام وتابعته عن كثب مصادقة المجلس التأسيسي التونسي على مقترح الهوية العربية الإسلامية في الفصل 38 ، والذي تم تعديله بإضافة عبارة [ التجذير] في تبيانها ، وجاء على النحو التالي : [ تجذير الناشئة في هويتها العربية الإسلامية] مع غياب كلي وتنكر بليد لمكونات أخرى يشملها المجتمع التونسي ذوي الأصول التاريخية الأمازيغية .

°°° كنت أعتقد أن المجلس التأسيسي ذو نظرة حصيفة ، ينظر لمقومات الشعب التونسي المنغرسة في جذوره الأصلية الثابتة ، لكنه أبان عن نظرة عنصرية متجذرة وليدة ( البعث العربي ) الذي يمكن نعته ( بالعبث ) لسلوكه الصادي تجاه هوية المكونات الأخرى غير العربية ، ظنا منه أن التنوع قاتل للتوحد في نظرية مستقاة من فكر المدرسة اليعقوبية الفرنسية !
°°° هذه المنحى الذي انتهجه من اقترح ومرر هذا الفصل -المشين - يدل على خوف من يحسون بأنهم عرب أكثر من عرب المشرق بخطورة الحراك الفكري الداعي لحقوق المخالفين في هويتهم وثقافتهم التي لن تتحقق إلا بصون لسانهم وتراثهم .

°°° مصادقة المجلس التأسيسي على هذا الفصل بصيغته التي أضاف لها وزير التربية السابق عبارة [ التجذير ] هو نكوصية و تراجع عن مبادي ء الحراك التونسي في ثورته ضد النظام القمعي لابن علي ، وضد كل المواثيق الدولية وحقوق الإنسان بما فيها الميثاق العربي لحقوق الإنسان الذي يمكن الإطلاع على مواده على الرابط التالي: http://www1.umn.edu/humanrts/arab/a003-2.html .


°°° الربط بين الهوية الإسلامية والهوية العربية بهتان ونفاق ، فهوية العرب ليست هي هوية الإسلام ، والفكر العروبي لا يمثل إلا جزءا من الإسلام وليس كله ، والدليل على ذلك وجود مايقارب ربع سكان العرب هم غير مسلمين في سوريا والعراق ومصر والأردن وفلسطين .

°°° حريُّ [ بالمغارب] أن يكونوا بهوية الأرض التي تجمعهم ، والدين الذي يعتقدونه [ الإسلام] ، فهم ليسوا عربا إلا في ذهنيات من سماهم [ محمد بودهان] المغربي بالشاذين جنسيا ، لأنهم غيروا وبدلوا نسبهم الأمازيغي الذي خلقهم الله عليه، والتحقوا بجنس غير جنسهم الأصلي تحت [ يا فطة سياسة الإستلحاق ] كاستلحاق زياد بن أبيه بنسب أبي سفيان لحاجة في نفس يعقوب ؟.
°°° [ فالتجذير ] تعبير خطير يعني قلع الأصيل من جذوره ، واستبداله بآخر دخيل ، وتجذير [ الهوية العربية الإسلامية ] يعني قتل الهويات المخالفة ومحق العقائد الأخرى غير الإسلامية باستخدام آليات المدرسة والقانون ، فالمدرسة بمناهجها وأهدافها وغاياتها ستكون بناء على هذا القانون صانعة لمح ناشئة عروبية في لسانها ، ولباسها وتقاليدها ، أي أنها ستكون بمرجعية إنسان شبه الجزيرة العربية ما قبل الإسلام وبعده ، مصدر المد العربي وأصله ، فنحن نقبل بغرس وتجذير قيم الإسلام السمح ، ولكن كيف نقبل بتجذير قيم غيرنا في أرضنا وبين أبنائنا فلذات أكبادنا ، إنه نوع من أنواع الإنتحار الهوياتي .
°°° التجذير سيكون [ بالعصا لمن عصا] وبقوة القانون وليس الحجة والإقناع ، وهو ما يولد جبهة معارضة ناقمة ، سيؤدي حتما إلى بروز قرون دولة (دكتاتورية ) بقرون أطول من الدكتاتوريات السابقة ، فقراءة المادة قد تكون مغرضة وقاصرة ، قد يستعملها الساسة الجدد الشوفينيون في قتل وخنق كل تنوع في البلاد .

°°° الهوية نرثها جيل عن جيل ، وهوية تونس الأمازيغية أصلية لا يمكن قتلها بسياسات وقوانين خرقاء ..... ، فبالرغم من سياسة الدول العروبية الشمولية في شمالنا الإفريقي المقصية للتنوع إلا أن الهوية الأمازيغية بدأت في لم شملها ، واستجماع مقوماتها وحشد ركائز هويتها للإبانة عن نفسها رغم عراقيل الشوفينيين العرب وأشباه المسلمين الذين فسروا دين (العالمين ) بأن جعلوه دينا ( عربيا خالصا ) .


°°°مجمل القول أن [ تجذير الهوية ] العربية الإسلامية هو تنكر للتنوع البشري ، وهضم للحقوق الهواياتية الأخرى، وانغلاق على ثقافة دون ثقافات عالمية متجذرة في العالمية والتقدم العلمي ، وطمس مقصود للهوية الأمازيغية الأصلية لتونس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بوابة الاستعمار
الشهيد كسيلة ( 2014 / 4 / 16 - 15:14 )
الاستعمار الفينيقي دخل من بوابة تونس والاستعمار الروماني والوندالي والبيزنطي ولحق به الغزو العربي وان كان هذا الاخير قد سلك طريق برقة وطرابلس الا انه اقام معسكره ومركزه الامامي في تاقروان (القيروان) بل ان العروبة التي جلبها النظام الجزائري بعد الاستقلال جاءت الى الجزائر مع جيش الحدود ذلك الجيش الذي ضخك على الساذج الطاهر زبيري قائد الولاية الاولى فقدم كل امكانيات الولاية لبومدين وجيش الحدود الذي انقلب على الحكومة المؤقتة ونصب جماعة وجدة على راس البلد وهم الى اليوم سبب خراب الجزائر
الحفصيون جندوا بني هلال وبني سليم وسلموا لهم مصلحة الجباية فاصبح هؤلاء سيفا على رقاب الامازيغ
اللعنة على الجهل فهو الذي جعل الامازيغ يسلمون رقابهم لاعدائهم بسذاجة

اخر الافلام

.. رفح والعلاقات بين مصر واسرائيل .. بين التوتر والحفاظ على الم


.. الجدل المتفاقم حول -اليوم التالي- للحرب في غزة.. التفاصيل مع




.. حماس ترد على عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-.. فما انعكاس


.. قتلى ومصابون في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #ر




.. جدل مستمر وخلاف إسرائيلي وفلسطيني حول مستقبل حكم غزة | #التا