الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار العيون

الرفيق طه

2014 / 1 / 14
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


دخل الوكالة التجارية ، ادار وجهه يمينا ثم يسارا ، حرك بذلته و لملمها . بذلة متناغمة مع وسامة وجهه و قامته الكاملة .
كان المكان هادىًا جدا ، لا يمزق صمته الا صوت الهواتف النقالة و اشارة اللوحة المنظمة للزبناء.
اتجه احمد نحو الة موزعة الارقام . سحب رقمه و ادار وجهه نحو كراسي الانتظار . تصادفت عينه نحو منقبة تسحب محفظتها من الكرسي المجاور و عينيها تقول من تحت الثوب هذا كرسي فارغ لك .
من شدة حياىًه اكمل دورته على الجالسين ليجد مكانا فارغا بجانب شيخ طاعن في السن . قبل الجلوس سلم على الشيخ الذي دعا له بالربح و الرضى ، قال امين و جلس .
جلب ورقة الترقيم من جيبه و تاكد من رقمه و نظر للوحة الاليكترونية و اعاد الورقة لجيبه .جلب هاتفه النقال . لم يكن يقصد اظهار نوعه الفاخر ، و لكنه فقط يشعر بحرج وسط اناس لا يعرفهم، لذلك يبحث عن اي شيء يشغل به نفسه .
رن الهاتف و وضعه على اذنه اليمنى ليجيب بثبات و بصوت خافت ، رفع عينيه دون هدف لتسقط على المنقبة . لم ير منها غير عينيها وسط كومة من الثوب الاسود الداكن . انفتحت عينيها بين الثوب طويلا ثم اغلقت و فتحت مع حركة تشير لابتسامة واضحة .
يتكلم احمد لمخاطبه في الهاتف دون ان يسمع احد ماذا يقول ، بل هو نفسه لا يعرف ماذا يقول . بقدر ما يشعر باهمية المكالمة في هذه اللحظة ، يشعر بصعوبة الاستمرار فيها خاصة ان المخاطب على الهاتف لم يالف التمتمة في اجوبة احمد .
لم يعد احمد يشعر لا بسعة المكان و لا بمن فيه و لا بمن يكلمه على الهاتف ، لكنه وجد نفسه في بحر ليس له حدود غير اهذاب عيون المنقبة . فقد كل الاحاسيس بذاته كاملة . يشعر بذاته و كانها كرة تتقاذفها امواج البحرالعاتية .
انقطعت المكالمة ، و اعاد احمد الهاتف لجيبه ، يشعر بحرارة في اذنه اليمنى و بعرق ينزل من اعلى ظهره الى وركه ، و عيناه منحنيتان للاسفل . لحظة و انتابته رغبة في اعادة اكتشاف ما عاشه و شعر به اثناء المكالمة .
رفع عينيه بحذر شديد نحو المنقبة من الاسفل نحو الاعلى ، الثوب المتدلي و الفضفاض لم يسمح لعينيه بالرسو على شيء ما ، الا حركة اليدين المخفيتين و هي تقلب اشياءا بمحفظتها . و كان السيدة تقصد التنكر للحوار الذي دار بين عينيهما . لكن احمد اصر ان يبقي نظره على المنقبة حتى يعرف ما حقيقة الامر . اطالت السيدة البحث في محفظتها و اشياء داخل ثوبها دون ان تهتم بمن حولها .
رنت اللوحة الاليكترونية و نهضت المنقبة من الكرسي . سرقت نظرة من عيني احمد و هي تتجه نحو الشباك . تابع هو خطواتها دون احتسابها الى ان توقفت امام الشباك .
ركز نظره عليها من خلف دون ان يعرف عنها شيىًا سوى قامتها و شكل وقوفها الذي يظهر انها شابة في العشرينات من عمرها . الثوب الاسود يخفي كل شيء سوى كتفيها ، و رغم ذلك بقي احمد يلقي نظره عليها الى ان رنت اللوحة معلنة رقما اخر و مشيرة لنفس الشباك . استدارت السيدة و اتجهت لكرسيها ترتب اوراقا و اشياء اخرى داخل محفظتها دون اي اهتمام بالحضور .
بعد لحظة وقفت و رمت نظرتها لاحمد و اتجهت نحو باب الوكالة . تابعها احمد بعينيه الى ان خرجت و غابت عن نظره . في هذه اللحظة لمسه الشيخ بركبته و قال له اعطني رقمك و خذ هذا .
مد احمد الورقة للشيخ و اخذ منه الاخرى دون ان يعرف السبب لان وقار الشيخ لم يسمح له بالتفكير او التردد .
قال الشيخ و يده على ركبة احمد ،و بصوت جد منخفض لا يسمعه الا احمد، انا لا ينتظرني شيء غير صلاة الظهر و موعدها بعيد ، اما انت فان السيدة المنقبة ستتاخر عنها خارجا .
ابتسم احمد بحرج و حشمة ، و نهض نحو الشباك .(...). جمع اوراقه و بطاقته و عاد للشيخ شاكرا على الجميل بهدوء تام ،.
اتجه الى خارج الوكالة . بلهفة غير متناهية و كانه يبحث عن شيء مفقود، ينتظر روًية اللون الاسود .
المنقبة تقف قرب الساحب الاليكتروني .ابتسمت بعينيها و من تحت ثوب حركات وجهها تشير لابتسامة الوجه . اتجه احمد نحوها بخطوات متسارعة و هي تقترب منه بثقل . سحبت ورقة بيضاء بين سواد الثوب و امدتها له و اتجهت نحو سيارتها الفاخرة المتوقفة بالقرب .
يراقب احمد خطواتها الى ان تحركت السيارة و اشارت له بقبلة بيد على الفم .
فتح الورقة التي كتب عليها : " لن اضيع وقتك اكثر و هذا رقم هاتفي الشخصي و عنواني ..............."
قبل الورقة ووضعها في الجيب الايسر لقميصه و هجر المكان .
طه 13/01/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أغنية قالوا سعيدة في حياتها


.. نساء فلسطين عندما تصبح الأرض هي القضية




.. مشاهد تدمير منطقة الزيتون وحي الصبرة بعد انسحاب القوات الإسر


.. رائدة في علم المحيطات حققت نقلة نوعية في علوم الأرض




.. موريتانيا.. دعوة لإقرار قوانين تحمي المرأة من العنف