الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفقراء نبض الوطن

عباس ساجت الغزي

2014 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الفقراء نبض الوطن
ان الموجودات عند افلاطون تنقسم الى الحقيقة والظاهر فالحقيقة هي المُثل ويمكن لي ان اشبهها في مقالي بالفقراء , وان الظاهر او المحسوس هي المظاهر ويمكن لي ان امثلها بالأغنياء وتلك المظاهر تعتبر محاكاة للمُثل , أي بمعنى ان الاغنياء هم محاكات للفقراء وحين يكون الفقراء نبض الوطن فان اولئك الاغنياء الصوت الذي يسمعه الناس فيعتقدون بانه صاحب الفضل في استمرار الحياة لديهم .
اما ارسطو في سفره القيِّم ( الكون والفساد ) يقول " نرى دائما حادثاً يوجد بعد اخر , وظاهرة تتكون على اثر اخرى " ومن هنا نفهم بان المتقدم يكون لنعلم ان المتأخر لابد ان يكون بعده , أي بمعنى حديث الامام علي في فلسفته الاجتماعية للأيمان بالحقوق " إِنَّ الله سبحانهُ فَرضَ في أموالِ الأغنياءِ أقواتُ الفقراء ، فما جَاعَ فقيرٌ إلا بما مَتَّع به غَني " , ومن هنا فان الاثر المترتب على الفقر كان السبب الرئيسي فيه هم الاغنياء باعتبار ان الغنى متقدم والفقر ترتب عليه .
ولنترك الفلسفة لنلامس هموم الواقع المرير فالفقراء احباب الله والوطن والاغنياء هم من اورثنا الشقاء والمعاناة وهم من يحاولون تشويه صورة الوطن ليستمر الفقير بمعاناته ليزدادوا سحت في ما ذهبوا اليه من المطامع , فحينما يتوسل المريض المسكين لطبيب يتقاضى ( مليون ونصف دينار عراقي ) يومياً من عيادته ويعمل لدى الحكومة براتب شهري يقارب ( الاربعة ملايين دينار ) ويجري عمليات في مستشفى خاص ابسطها واقلها تكلفة تقارب ( ثمانمائة الف دينار ) ويطالبه ذلك المريض بتخفيض الاجور او مساعدته , لتاتي اجابة الطبيب : ان المشكلة في الحكومة فهي من يجب ان توفر العلاج للفقراء وعلى الفقير ان يطالب بحقوقه , ليشعر الفقير بان الحكومة هي السبب في ما وصل الحال اليه .
حينها يتفكر الفقير بحسرة وهو يصارع الموت ليتمعن في الكلام فيجد ان الطبيب كان صائبا في التشخيص بشأن الحكومة دون حالته التي لم يجد لها علاج , فالحكومة تبيح للبعض ممارسة الجشع وجمع الاموال الطائلة بطرق غير قانونية ليخلق الطبقية بين افراد المجتمع والتي تكون السبب لما يأتي بعدها من احداث كثيرة تفرزها تلك الطبقية اللعينة .
وكذا يفعل التجار واصحاب المهن الاخرى وسط غياب الرقابة والتخطيط في جميع مفاصل الدولة نتيجة اهتمام الحكومة بجوانب دون اخرى , واهمال المتابعة والمراقبة وتفعيل النظام الضريبي الذي يحد من نفوذ الاغنياء ويخدم شريحة الفقراء التي حق ان يقال عنها نبض الوطن لأنها مقياس عدالة الحكومة في التعامل مع شرائح المجتمع من اجل الوصول الى الغاية الاسمى للجميع وهي العدالة الانسانية والتكافل الاجتماعي , ولا يرجونَّ احدكم رحمة من الله ان لم يجدها في نفسه ( ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ) .
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط