الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب هو الركن المفقود

محمد فريق الركابي

2014 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


ان الاحداث الاخيره في العراق و ضبابية المشهد العام تجعلنا نتسائل بأستمرار عن الاسباب التي اوصلتنا الى هذه المرحله الخطيرة على مستقبل العراق التي تضعه بين امرين لا ثالث لهما فاما استمرار اعمال العنف و حالة الفوضى السياسيه العارمة التي يشهدها العراق منذ اكثر من عقد و اما ان نتجه نحو التقسيم و بناء دويلات على اسس طائفية دينيه و ان كان هذا التقسيم هو اصلا موجود في الا انه غير معلن بشكلاً رسمي ليريح السياسيين و يمنحهم فرصة تعديل خطط السيطره على الدويله الحديثه و لاراحة الشعب و تخليصه من القتل المستمر بلا ذنب او خطيئة ارتكبت منه سوى انه ينبذ هذين الخيارين و و يأمل ببناء دولةً مدنيه حديثه بعيدة عن القتل و الاباده الجماعيه اليوميه و بعيده ايضا عن فكرة التقسيم التي لن تأتي بالنفع الا لمن سيكون قائدا او مسؤولا و يبقى الشعب هو الشعب سواء في الجنوب او الغرب او حتى الشمال ذلك لان الدويلات التي ستنشأ ستعمل جاهده لتكميم الافواه الغاضبه من التقسيم و بالتالي استمرار لدوامة العنف و مصادرة الحريات كما هو موجود الان.


ان البحث عن الاجابه يتطلب اعادة النظر في اركان المثلث الذي يوضح الصوره في العراق و الذي يتكون من الشعب بأعتباره مصدراً للسلطات النظام السياسي في العراق و الذي نص عليه دستور 2005 و ايضا و السياسيين بأعتبارهم ممثلي الشعب الحريصين على تأمين حياته قبل توفير مظاهر التطور و الرقي التي يتمناها المواطن العراقي منذ زمن و بعد معرفة اضلاع المثلث لنتكلم عن الدور الذي يلعبه كل منهم فالشعب الذي يعتبر مصدرا للسلطات كما اشرنا نجد ان دوره لا يتعدى ذهابه الى صناديق الانتخاب لاختيار من يمثله في البرلمان دون ان يتعداه الى ما هو اهم علما ان هذا الدور ينتهي من الجانبين فالمواطن يكتفي بادخال ورقة الاقتراع داخل الصندوق و ايضا السياسي المنتخب يكتفي بأعلان فوزه بعد الانتخبات لتنتهي العلاقه التي تربط المواطن و المسؤول بعد العلاقه الطيبه ابان حملات الانتخابات التي نرى خلالها المرشح يحاول ان يقدم الغالي و النفيس لكسب ثقة المواطن ليدخل على حسابه الى عالم الثروه و الشهره و ما الى ذلك من امتيازات السلطه دون ان يعلم الشعب انه السلطه نفسها و انه قادر على تغيير من اختاره عبر صندوق الاقتراع ان لم يكن جديرا بمنصبه و فشل في اتمتم مهامه سواء من خلال انتخابات جديده او من خلال المظاهرات التيي تعتبر من صور الديمقراطيه المباشره.


اما بالنسبه للسياسيين العراقيين ممثلي الشعب فلا داعي لاطالة الشرح و الكلام عنهم فهو عرفوا نفسهم بنفسهم دون ان يكبدوا القاصي و الداني عناء البحث عن منجزاتهم فهي ماثله للعيان في أي وقت و في كل مكان و ربما الوصف الافضل لهم هو (فاشلون) و بكل المقاييس سواء الاقليميه او العالميه و بكل تأكيد نجد ان المواطن العراقي هو المتضرر الوحيد و هنا نجد ايضا انه (الشعب) يناصف فساد المسؤول كونه اعطى صوته لمن لا يستحقه و لاكثر من مره لاعتبارات قد تكون اجتماعيه و قد تكون دينيه او غيرها من الاسباب التي كانت نتائجها تقع على كاهل المواطن اولا و اخيرا و ايضا لم يحرك ساكنا و هو يرى الجرائم التي يرتكبها السياسيين بحقه يوميا.


اما النظام السياسي و حسب اعتقادي هو الخلل المباشر او على اقل تقدير الوسيله التي تمكن من خلالها المسؤول العراقي تحطيم مؤوسسات الدوله و ابرزها المواطن و احباطه الى الدرجه التي لم يعد يشعر بوجود نظام من الاساس فمن خلاله (النظام) اعطى المبررات الكافيه للفشل و الاستمرار فيه و المحاصصه في المناصب ما هي الا واحده من مئات الذرائع التي يحتج بها المسؤول امام جميع من يطالبه بالتوقف عن التخريب الذي يتم تحت غطاء العمل السياسي المحمي دستوريا و الذي اوصلنا الى نتائج لا يمكن ترميمها في يوم او يومين و لعل ما يعانيه العراق اليوم من فقر و قتل و سرقه للمال العام و اشاعة الروح الطائفيه بصوره متعمده حفاظا على المناصب و امتيازاتها هي ابرز هذه النتائج و هنا نجد ان النظام السياسي او الغطاء للتوضيح بصوره ادق و السياسيين اللذين احتموا به افقدوا الركن الثالث للمثلث اهميته و وجوده و اصبح عباره عن خط يوهم الناظر ان الشكل مكتمل بالاضافه و بصوره غريبه اهمال الشعب لدوره و الاكتفاء بموقع المشاهد فقط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-