الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجهاد بين التكليف والتكفير

عباس ساجت الغزي

2014 / 1 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



ان الحديث عن الجهاد ( وهو بذل واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أو فعل ويعني بذل الجهد من المسلمين في قتال الكفار من اجل اعلاء كلمة الله ) في الوقت الحاضر حديث مهم , وذلك لما دخل على هذه المفردة والمنزلة العظيمة من لبس وتزيف من اجل استغلالها في منافع دنيوية وحرفها عن قيمتها وقدسيتها وتأثيرها بين صفوف المسلمين من خلال الفهم والسلوك المنحرف , وللجهاد مراتب منها ( جهاد النفس، وجهاد الشيطان، وجهاد الكفار والمنافقين، وأصحاب الظلم والبدع والمنكرات ) .
وهنالك الجهاد الاكبر والجهاد الاصغر وقد بين الاسلام ان الجهاد الاكبر هو جهاد النفس اما الاصغر فهو الجهاد في مواجهة الكفار , ومن هنا يأتي التفضيل في مواقع الجهاد حيث ان جهاد النفس تعتمد عليه العديد من العوامل والتفاصيل والتحديات التي من خلالها يصل الانسان للاستعداد الكامل لبذل الجهد والطاقة من القول والفعل , وكل ذلك يمر بمراحل السيطرة على قوى النفس البشرية ومنها : القوة العقلية ( الملكية ) , والشهوية ( البهيمية ) والغضبية (السبعية) والوهمية ( الاختيارية بين الصحيح والخطأ) .
ومن هذه المقدمة ونتيجة الافرازات في المشهد اليوم اود الوصول الى الفرق بين المكلف لأداء فريضة الجهاد وبين الاشقياء من اصحاب التغرير بالناس بحجة الجهاد في سبيل الله , وعلى اعتبار ان المجاهد قد تجاوز مرحلة الاستعداد النفسي من خلال جهاد النفس فان عليه ان يتجاوز جميع اختبارات قوى النفس البشرية ومنها ان يمتاز بـ ( القوة العقلية ) والتي قال فيها النبيّ (ص) "لكل شيء الة وعدة وان الة المؤمن العقل ولكل شيء مطية ومطية المرء العقل ولكل شيء دعامة ودعامة الدين العقل ولكل قوم غاية وغاية العباد العقل ولكل قوم داع وداعي العابدين العقل ولكل تاجر بضاعة وبضاعة المجتهدين العقل ولكل اهل بيت قيم وقيم بيوت الصديقين العقل ولكل خراب عمارة وعمارة الاخرة العقل ولكل امرئ عقب ينسب اليه ويذكر به وعقب الصديقين الذي ينسبون اليه ويذكرون به العقل ولكل سفر فسطاط وفسطاط المؤمنين العقل" .
في حين ان اصحاب الضلالة من التكفيرين الذين يغررون الناس والذين يمتلكون ( القوة الوهمية ) والتي وضيفتها صناعة وجوه المكر والحيلة من اجل التوصل الى الاغراض ولو استدعى ذلك التلبيس بين الحق والباطل والخداع والمكر والتضليل , واذا ما سخروا القوة الغضبية معها فيصبح الانسان حينها جبارا وطاغية يعيث في الارض فساداً اينما حلَّ.
وهنالك الاخلاق الانسانية في فريضة الجهاد ومنها مسلك القرب من الله وفيها ان المؤمن المجاهد لا يجعل جزاء اعماله اموراً دنيوية فيبطل اجر الفريضة وتذهب حياته سدى , لذا من الضروري ايجاد العلاقة بين العمل والجزاء المترتب عليه .. فرفقاً بنا وبأبنائنا ايها المتفلسفون .
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا