الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشريعة والإرهاب

هنادي محمد الغلابي

2014 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


الإرهاب باعتباره ترهيب وترويع وتخويف للإنسان وإلقاء الرعب في قلبه ليس في نظر الشريعة الإسلامية كله ممنوعا وليس كله مشروعا لكن يختلف حسب الغرض منه فإذا كان الهدف منه تخويف العدو وإلقاء الرعب في قلبه فهذا جائز في نظر الشريعة بل هو مطلوب ومأمور بيه لقوله تعالى " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون بيه عدو الله وعدوكم "
كما يكون الإرهاب مشروعا إذا كان الهدف منه هو حصول الإنسان على حقه مع عدم وجود وسائل أخرى لهذا الحق غير الإرهاب إذ يعد ذلك نوعا من المقاومة مثلما يحدث في فلسطين هذا من جهة .
ومن جهة أخرى فإن الإرهاب يكون غير مشروع إذا كان الغرض منه ترويع الآمنين والمدنيين مما نهت عنه الشريعة الإسلامية حتى لو كانت هناك حرب دائرة بين المسلمين والأعداء طالما أن هؤلاء المدنيين لم يقاتلوا مع العسكريين أو مع جيش بلادهم وفي هذا الإطار جاءت وصية النبي "صلى" لأصحابه عند خروجهم في الغزوات وهذه الوصية يمكن تقسيمها إلى ثلاث وصايا للعسكريين وستة وصايا للمدنيين يقول النبي "صلى" : "لا تغلوا ولا تغدوا ولا تمثلوا" وهذا خاص بالمقاتلين إما المدنيين فيقول "صلى" فيهم " ولا تقتلوا وليدا ولا شيخا فانيا ولا عبدا ولا امرأة ولا راهبا في صومعة ولا رجلا أعمى ولا رجلا مقعدا ولا مجنونا "
ولا جدال في أن الإسلام يعد من أولى الديانات والشرائع التي كشفت عن الوجه القبيح للإرهاب وفرضت له عقوبة قاسية هي من الحدود التي لا يجوز للحاكم العفو أو التنازل عنها .
يقول تعالى : "مثل الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفعوا من الأرض جميعا "
وقد بلغت درجة تحريم الإرهاب في الإسلام إلى اعتبار أن العدوان على نفس واحدة كأنه عدوان على البشرية جميعا بصرف النظر عن ديانة الإرهابي أو ديانة الضحية .
ففي أعقاب تفجيرات لندن يوم 7/7/2005 والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 56 شخصا وإصابة نحو 700 آخرين بثلاث محطات لمترو الإنفاق فأشار "توني بلير" رئيس وزراء بريطانيا إلى إن منفذي هذه التفجيرات قد عملوا باسم الإسلام ولكنه استدرك فقال :
"نحن نعلم إن هؤلاء الناس يعملون باسم الإسلام ولكننا نعلم أيضا إن الأغلبية الكبرى والساحقة من المسلمين سواء أكانوا هنا أم في الخارج هم أشخاص محترمون ملتزمون بالقانون يمقتون هذا النوع من الإرهاب بقدر ما نمقته نحن "
ودعا بلير إلى تصحيح الصورة الخاطئة عن المسلمين عن طريق نبذ الإرهاب الذي تحرمه جميع الأديان السماوية منوها بالجهود التي بدأت تتجه في هذا المسار من جانب المسلمين المقيمين في بريطانيا .
ونحن نرى من جانبنا أن تصحيح الصورة الخاطئة عن المسلمين لدى الغرب إنما يأتي من خلال التزام المسلمين بشريعتهم الغراء وتمسكهم بدينهم السمح القائم على الإسلام والمحبة بين البشر جميعا ولا شك إن الشريعة الإسلامية قد عمرت بأفكار ومبادئ سامية كفيلة بتصحيح سلوك الآخرين مع المسلمين بما تتضمنه من دعوات إلى الآخاء والوفاق والى التعرف والتعاون والى المحبة والسلام بين الناس جميعا لأن الدين الإسلامي لم يوجد في الحياة إلا لسعادة البشر جميعا وحماية الإنسان من الشرور والموبقات وإرشاده إلى مايحقق له الخير في دنياه وأخواه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة :كارثة في الأفق ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم




.. هل تمتلك السعودية سلاحًا نوويًا؟| #التاسعة


.. روسيا تحذر...العالم اقترب من الحرب النووية!| #التاسعة




.. رئيس الاستخبارات الأميركية يلتقي نتنياهو لإنقاذ المفاوضات وم