الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانبار ... مفترق طرق أم ماذا

رفعت نافع الكناني

2014 / 1 / 16
الارهاب, الحرب والسلام


الانبار محافظة مترامية الاطراف وتحدها دول ثلاث ، السعودية والاردن وسوريا ، ونتيجة لهذا الموقع وطبيعة ارضه الممتدة الاف الكيلومترات على شكل هضاب وصحراء ووديان وتضاريس وعرة يصعب على الدولة مسك الارض ومراقبتها وحمايتها بسبب ما استجد من ظروف بعد عام 2003 وما تتعرض لة المنطقة من اضطرابات وحروب وقلاقل أتى بها ما يسمى الربيع العربي لينسف وضع الاستقرار الهش الذي كانت تتسم بة تلك المجتمعات والبلدان . هذا الوضع كان البيئة المناسبة لانتشار تيارات متشددة ومجاميع مسلحة منفلتة تتخذ من الدين والمذهب غطاء لانتشارها بدعم قوي وفعال ومؤثر من دول عربية واقليمية ودولية ، يضاف الى ذلك ما استجد من احداث في سوريا خلال الثلاث سنوات الماضية وما تعرضت لة من دمار وتخريب يثير الشكوك والاستفهام !!
ازدهر الارهاب القاعدي ومختلف المسميات لمجاميع ارهابية مسلحة ترفع شعار (لا الة الا اللة ) وتذبح الناس تحت نفس الشعار. هذا الوضع كان البيئة المناسبة والمشجعة لهذا الوباء في التغلغل والتمدد والانتشار، نظرا لظروف الانبار وطبيعة اهلها وما تعرضت لة من اهمال وتغييب وعدم مبالاة لمشاكلها ومعضلاتها وسيطرة نخبة من ما يسمى القادة والسياسيين الجدد وشيوخ عشائر على مقدرات المحافظة وكان همهم الاول جمع الثروة والسلطة وبناء مافيات فساد وتقسيم ثروة المحافظة بينهم من دون ان تشهد أي معالم بناء واعمار حقيقية وانتشار البطالة بشكل كبير بين شبابها ورجالها ، وشعورها بانها وعلى الدوام ينظر لها بعلامات الريبة والشك والتخوين من قبل الدولة الجديدة .
كل هذة العوامل افرزت على الساحة طبقة جديدة من مستغلي الفرص ومتصدري الموجة لايجمعهم جامع ولا يربطهم رابط مشترك , فرجل الدين المتشدد الذي يفتي بقتل الاخر يقف بجوار شيخ عشيرة الذي يبغي مجدا ضائعا على حساب الفوضى والانتفاع من خلخلة الاوضاع وضعف الرقابة ليسرق ويسلب على الطريق السريع ، وهناك البعثي القاتل لشعبة يريد استغلال الظروف وخلط الاوراق ويتقدمهم مجرمين مع سبق الاصرار من فصائل القاعدة وربيبتها داعش ومجاميع مسلحة دموية الجامع المشترك الخراب والقتل وحلم ببناء أمارة أسلامية تسيطر على الانبار للتتوسع بعدها الى مناطق اخرى . مثل هذا الوضع وهذة الظروف العصيبة تسيد المشهد حامل السلاح وجماعات الذبح ومروجي الدعارة والجنس المحلل شرعا وكل عصابات القتل والتسليب والاغتصاب .
لتضمحل وتتلاشى تأثيرالقوى المدنية الخيرة والحركات السياسية الليبرالية ورجال الدين المعتدلين رافضي التعصب والشخصيات الوطنية وضباط الجيش السابق من المعتدلين والوطنيين وبعض شيوخ العشائر الشجعان في مقارعة القاعدة سابقا . اذن الفرصة مواتية لقادة المافيات ومسلحي الارهاب والمحسويبن ظلما على اهل الانبارليعدوا العدة لتنفيذ مشروعهم الاجرامي بأثارة فتنة طائفية وقودها العراقيين بمختلف مسمياتهم (شيعتهم وسنتهم ) الذي خططت لة مخابرات دول معادية للتجربة العراقية الجديدة ،هذة الاهداف والنوايا ربما تنطلي بداية على البعض من مكونات شعبنا . المعركة مع الارهاب لاتقاس بالايام انها حرب طويلة لعدو متمرس وجبان وغدار ، ويوما بعد يوم تتكشف الاوراق على الساحة العراقية المتداخلة الخنادق والاهداف ويفرز الواقع الشائك اهداف ونيات ومخططات القوى والتيارات السياسية المختلفة ، واصبح الاهداف المخفية بالامس مكشوفة بوضوح اليوم والمستقبل واعد بالمفاجئات .
اذن معركة العراقيين ضد الارهاب ومن يدعمة تنبأ باحداث انقلاب كبير في موازين القوى المؤثرة على الساحة السياسية العراقية ، فالايام الاولى لصولة جيشنا ضد اوكار الشر والارهاب سقط كثيرون في نظر شعبنا من شخصيات وكيانات ورجال دين ومسؤولين دولة بسبب افلاسهم من خلال المتاجرة بدماء اهل الانبار والمكون الذي ينتمون لة لغرض الحصول على فرصة جديدة على الساحة وتصدر الصفوف ونحن على ابواب الانتخابات النيابية ، وبان سقوطها واضمحلالها حتميا لانها عبئت نفسها وقواها المؤيدة لاستغلال الظروف الصعبة والحرجة الذي يمر بها البلد ووقوفها ضد استهداف الارهاب بحجج واهية . اضافة لان البعض من هذة المسميات ترتبط باجندات خارجية تخطط لها وتسيرها في خدمة اهدافها ومصالحها المشبوهة فاصبحت هذة القوى أسيرة هذا الواقع .
وفي المقابل وقف كثيرون مع الوطن في معركتة الشرسة مع الارهاب ومن يقف معة ويدعمة ، وافرز الواقع رجال وسياسيين وشيوخ عشائر وقادة امنيون عملوا على تهدئة الامور وعدم التسرع في تحقيق الاهداف واصدار الاوامر المتسرعة لغرض اعطاء الفرصة والوقت اللازم لمراجعة المواقف من قبل الكثير من المغرر بهم والذين وقعت عليهم تأثيرات كبيرة من المحيط الذي يعيشون بة وخاصة عندما غيبت الدولة وقواتها في تلك المدن من خلال تريثها المحسوب والشجاع منطلقين من شعار الدولة للعراقيين كافة واعطاء الفرص الكافية لاهالي الانبار لتضييق الفرص امام عصابات الارهاب وتشجيعهم على مقارعتة بتوفير الدعم والاسناد وفسح المجال لمراجعة النفس لمن كانت مواقفة مؤيدة للجماعات المسلحة سواء كانوا مضطرين ام مؤيدين . اذن المعركة ضد الارهاب بدأت وتنتهي في الانبار وتحتاج لجهود ودماء وتضحيات لننقذ الوطن من هذا الكابوس ليعيش المواطن اينما كان حياة آمنة مستقرة وهادئة تحت ظل دولة المواطنة ، ويبقى المواطن صاحب الحق والمعيار الوحيد في معادلة الدولة والوطن مهما كانت هويتة العرقية والدينية والمذهبية لان واجبها رعاية وحماية ورفاهية الجميع ... اذن الانبار بوصلة الوطن وليس مفترق طرق .

رفعت نافع الكناني
[email protected]












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دور اكبر للدوله
علي العبيدي ( 2014 / 1 / 16 - 07:47 )
مقال جميل صديقي العزيز ولكنك لاتشير الى دور الحكومه العراقيه وما مطلوب منها باعتبارها تملك كل الخيوط السحريه كي تنسج دولة المواطنه
يجب ان يكون هناك دور كبير ومؤثر للحكومه العراقيه وان تكون حكومة الجميع وليست حكومة طائفه واحده او طيف واحد
الاشكاليات التي تقع فيها الحكومه العراقيه لتصريحات ومواقف القيمين عليها يجب ان تكون حذره
واعطيك مثل حي
صرح السيد رئيس الوزراء في احد زيارات للنجف ان المعركه الان مع الافكار المتطرفه او الافكار اللااسلا ميه والمستورده والملحده وهو يشير بذلك الى العلمانيين واليساريين
يمكنني صديقي العزيز ذكر مئات الامثله على طائفية وعدم عدالة كبار رجال الحكومه الحاليه باعتبارها حكومه لكل العراقيين وليست حكومة حزب الدعوه او الاسلاميين الشيعه والسنه
لتثبت حكومتنا انها لكل العراقيين ولاتميز بين عراقي واخر ستجد ان الارهابيين بكل اطيافهم قد اختفوا تماما

اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار