الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آخر قصيدة

جوان سوز

2014 / 1 / 16
الادب والفن


أتأسفُ
على صور طفولتي
وعلى حذائي القديم
الذي سيمضي معي لعامٍ جديد .

وكذلك على كل خرائط المدن
التي مشيتُ عليها وحيداً دونكِ
وعلى كل الجرائد والمجلات
تلك التي كتبتُ بها ولم أقرأها .

تلك التي حرقتها لأُشعِل بها مدفأتنا المُثقفة
كإبنة جارنا المُتكبرة دوماً أمام بابها المُقفل
تلك التي لم تولي إهتماماً بمعجبيها
وحصلت على لقبِ " شَريفة " .

أتأسف على قلبي الذي لم يعد يحتمل
مَن أتى ومَن رحل ؟
وكذلك في أي عامٍ سيعشق؟
وفي أي سنةٍ سيترك؟

أتأسف على الحطب الذي حملته البارحة
كي أتغلب على البرد الذي يحيطُ بي
والضيف الذي سيزوروني في رأس السنة .

أتأسفُ على جيوبي
التي تحتوي على بضعةُ أعوادِ كبريت
وقروشٌ تركية لا تجتمع بها في الميلاد
ولا في عيد الإستقلال .

أتأسف على كلِ ما درسته
وعلى مَن رسبتُ لأجلِها
أتأسف على النجاح
الذي لم يأتي
والفشل الذي
سيغادر يوماُ
مثلكِ تماماُ .

لأنكِ لم تأتي
كي تغادري
ولم أراكِ
كي تتأسفي .

في أسفٍ أكتب لكِ
كعادتي التي لم تتغير
على مدى خطوط الطول والعرض
في الثلج الذي يغطي رؤوسنا .

آهٍ منكِ
لقد تجمدَ الحِبرُ
وبقي الدم .

فقط الدم
في عروقي
أني أموتُ
ومازلت أتنفسكِ .

أني أموت
ولا أعرفُ المقابر
وأكره " أديب الدايخ "
الذي سيدعوكِ لحضوري
في أغنيتهِ التي أسمعها .

سنواتٌ
وأعوام
" علاك مصدّي "
يا بلدي .

" علاك مصدّي "
يا ولدي ...
هذا ما ورثته عن أبي .

وهذه هي الثقافة التي رمتني في الشارع
والإشارات التي لن تنير أبداً
والقلب الذي ما زال ينبضُ .

المجهول
لأيامٍ وساعات
كم أكره من وضعَ أساميها .

أكرهُ الجمعة والسبت
وأتأسف على كل الأيام التي ستأتي
وعلى العطل الرسمية في دوائر دولتنا
والثكنات التي تقع فوق بيوتنا .

الأشهر
أكره منها تشرين
و " نزار قباني "
الذي ختمته في مراهقتي
مع ابنة الجيران
وفيروز عند صغري .

الآن كبرت
وبدأت أكتب
سأقول وبالمناسبة :
"يلعن زياد الرحباني"
ولا تسألوني ـ كيفك ؟
وأخبروا والدتهُ : زوروني كُلِ سنة مرة .

فلن تأتوا
أنا على يقينٍ بذلك
ولن تسمعوا أغنيتي .

فقط
سأراكم من بعيد
وأبكي وحيداً دون شيء .

فلا تذكروني بدرويش
والحصان الذي تركهُ وحيداً
وذكرى الغائبين
والفودكا ...
والطين
والمدنُ العتيقة
والأرصفة التي لم تستوعبنا .

هذا هو قلبي الصغير
مدينة بحجم وطن
عضفورٌ في الغابة
مصورٌ خلف كاميرته .

أنا الوطن
الذي يعيش في ملفِ صور
وتصاريحٍ دبلوماسية
في نشرةٍ للأخبار .

أنا الذي سيعرف نفسهُ
سيعرفُ نفسهُ ذات يوم
وذاتُ عامٍ سيأتي
ليؤلمني من جديد .


أنطاكية 31 . 12 . 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب