الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اصحاب العقد النفسية

عباس ساجت الغزي

2014 / 1 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


اصحاب العقد النفسية
العقد في علم النفس هي فكرة أو مجموعة من الأفكار المركبة والمترابطة تسري فيها شحنة عاطفية ، وتتكون لدى اشخاص تعرضوا للكبت الكلي أو الجزئي فتغدو تلك العقد مصدرا للتنازع والتصارع مع أفكار ومجموعات أخرى , وهي السبب الرئيسي في التصرفات اللا واعية التي تصدر عن الاشخاص المعقدين, وليس بالضرورة ان يتذكر صاحب العقدة السبب او الحدث في تكوينها , فقد تكون ظروفها منسية نسيانا تاما أو نسيانا جزئيا والشيء المؤكد هو ان الفرد يتعرض لنسيان تلك التفاصيل المهمة المحيطة بنشأة تلك العقدة.
والعقد انواع كثيره منها ( عقدة الام , الاب , اليكترا ( اوديب) , الذنب , الغيرة , قابيل .. وهنالك عقد اخرى اشدها وهي الكراهية ) , ولطبيعة الحياة البشرية ورغبة الانسان في العيش على شكل مجاميع , ترى ان اصحاب العقد يجمعهم مكان واحد بإرادة او بدونها وذلك بسبب تأثير تلك العقد والقوة النفسية المحركة لها , ومن نفس المكان يمكنهم ان يمارسوا تجليات عقدهم دون نقد او توبيخ وذلك لتأييد بعضهم البعض فيما يذهبون اليه من نشر سمومهم في البيئة الاجتماعية المستقرة , والشخص السليم يتلمس العقد في اصحابها حين يدخل الى مكان يأوي اولئك او يحضر نقاشاتهم او يتلمس اطروحاتهم في الهدم فهم الاقرب الى صفة ( المنافقون ) التي حذر منها ديننا الحنيف والقرآن الحكيم بان نهاية اصحابها في الدرك الاسفل من النار.
مدينتنا الحبيبة الناصرية شانها شان محافظات العراق كافة ابتلاها الله بأصحاب العقد المتراكمة نتيجة سياسات الانظمة السابقة من ( الظلم والاضطهاد والقتل والتهجير ..وغيرها ) لنجد ان الرواسب الكبيرة لتلك العقد بقية دون علاج او تأهيل لتجد لنفسها نفوذ بين اصحاب القرار اليوم لتمارس سطوة عُقدها بالانتقام بعد ان تجمع لها حواضن من مثيلاتها من اجل التأييد وكسب الثقة من المقربين , والكثير من دوائرنا الحكومية تزخر اليوم بالعاملين من اصحاب العقد.
لكن من المؤسف ان تجد اصحاب العقد من بين دعاة الثقافة , ومن شرائح قريبة من مصدر القرار في الحكومة المحلية وقد تكون صاحبة كلمة في اتخاذ الكثير من القرارات , هنا لابد من وضع علامة استفهام كبيرة على بعض المسؤولين ؟ الا اذا كانوا من اصحاب العقد ليسمحوا لأولئك ببث سمومهم من خلال المؤسسة الحكومية ليفككوا النسيج الاجتماعي المتلاحم لهذه المدينة العريقة بتاريخها واصالة اهلها بالقيَّم والثوابت الراسخة.
هي رسالتنا التقويمية لأصحاب القرار لتبديل المرضى بأناس اصحاء ( خوفاً على الصحيحة ان تجرب ) ان كانوا جادين بتقديم الخدمة للمدينة وابنائها , وهي رسالة لمن يجد في نفسه تلك العقد ان يسارع بعلاجها واستئصالها قبل ان يفضح على رؤوس الاشهاد , وليعيش بسلام وطمأنينة دون تقاطعات مع الاخرين.
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في وطننا
ماجدة منصور ( 2014 / 1 / 16 - 10:25 )
في أوطاننا التعيسة..لا يصح أن يكون هناك سوى الجربانين..لذلك فالصحيح هو الشاذ و ليس العكس
لك احترامي

اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح