الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 8-10 )

كور متيوك انيار

2014 / 1 / 16
السياسة والعلاقات الدولية


الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 8-10 )

كور متيوك
إن رجال الدين المسيحي لا يقلون خطورة من رجال الدين المسلمين ففي إجتماع اداء القسم للتشكيلة الجديدة في شهر اغسطس من العام الحالي الذي حضره و خاطبه احد رجال الدين الكبار قال : ( لا تعتبروا انفسكم وزراء للحكومة فقط بل انتم مختارون من الله ) و ماظلت اسال نفسي ليلاً و نهاراً لو افترضنا إنهم مختارون من الله فلماذا يسرقون اموال الشعب اليس تناقض في حد ذاته ايفترض بمن اختير من الله إن يسرق و يفسد و قال الناطق الرسمي و وزير الاعلام عقب انتهاء مراسم القسم في مؤتمر صحفي إن الحكومة الجديدة مباركة و محظوظة لان كبار رجال الدين كانوا حاضرين لحظة اداءهم القسم لكن ماذا لو افسد بعض الوزراء و سرقوا المزيد من اموال شعب جنوب السودان بعد إن تم مباركتهم ؟ من سنسال وقتها هل نحاسب الوزراء ام نحاسب رجال الدين الذين باركوهم ام نشتكي لله ؟ – لقد إستخدمت في العديد من مقالاتي كلمتي " الذاكرة الزهايمرية " بالإشارة إلى القفز للامام و نسيان كل الماضي الذي لا يُنسى ، لكنها ليست قفز للامام و ليس فقدان ذاكرة بل المقصود هو العمل من اجل إن ينسى اي شخص ماضيه ، نعم نسيان الماضي فلا ينبغي لك إن تتذكر شيئاً ما قبل 9 يوليو 2011م ، فإذا قلت إننا كنا في حرب مع السودان طيلة خمسين عاماً فسيقال لك متى حصل هذا ؟ و سيطلب منك البرهان و الدليل القاطع ؟ و سينتهي الامر إنه لم يكن هناك حرب مع السودان لكن سيقال لك لقد إستقل جنوب السودان من السودان لكنه لم يكن في حرب معها و إذا اسعفك ذاكرتك و تذكرت إن إضطهادات وقعت ضد شعب جنوب السودان من قبل الانظمة السودانية المتعاقبة فستوصف بالمجنون و ستحقن بحقنة لجنون البقر و يُلقى بك في احد مستشفيات الامراض النفسية لهرطوقيتك و لخطورتك على المجتمع لكن لكي يصبح تلك السياسات ( النسيانية ) واقع سيستخدم منهج التفكير المزدوج لتحقيق ذلك و يعرف جورج اورويل التفكير المزدوج بانها ‘‘ تعني القدرة على اعتناق معتقدين متناقضين في آن واحد وقبولهما معاً ‘‘ و يواصل اورويل ‘‘ إن إزدواجية التفكير تقع في صميم مبادئ الاشتراكية الانجليزية باعتبار إن المنهج الرئيس للحزب هو إستخدام الخداع الواعي مع الاحتفاظ بثبات الغاية التي تظل محاطة بالصدق ‘‘ و بالتالي وفقاً لمنهج التفكير المزدوج فليس كل ما كتب في دستور الحركة الشعبية هو نفس ما يقوم به اعضاءه و ليس كل ما يقوله قيادات الحركة الشعبية نهاراً هو ما يقومون به ليلاً إن الماضي و التاريخ اصبحتا العوبة يكونا موجودتين عندما يراد لهما الوجود ووقتها يجب على ذاكرة الوطن إن يتذكر جزءاً من الماضي و يتم إبتعاثه كحالة استثنائية و إستدعائه قصراً ليشهد شهادة زور لكن التاريخ ليس سبورة نقوم بمسحها عندما نحس بإمتلائها و من ثم نعيد الكتابة عليها ، فإذا قلنا إن ما قام به باقان في لقاءه الشهير الذي وصف فيه الحكومة و الحزب بالفاشلة ليس جديداً لانه سبق له إن قال نفس الكلام في السودان ، لكن وقتها ليس هناك ماضي لباقان و حادثة وصف باقان للدولة السودانية بالفاشلة غير موجود و لم يسمع بها احد ! لان ذاكرة الوطن مدتها 3 سنوات فقط لا غير ! فمن سيصدقك لو قلت إن باقان في العام 2008م وصف السودان بالفاشلة اليس هذا الجنون بعينه فكيف يستقيم عقلاً إن يكون ذاكرة الوطن رسمياً تبداء من 9 يوليو بينما تتحدث عن حادثة وقعت في العام 2008م ، اسبق لك إن سمعت بذاك الحديث من قبل ؟ .
في احد اللقاءات الصحفية مع الطيب المصطفى صاحب الغفلة في زمن الانتباهة قال إنه سيزور جنوب السودان لان باقان و الذي يصفه بالشيطان الكبير تم الإطاحة به لذلك يمكنه إن يزور جنوب السودان وقتما شاء طالما إن باقان بعيد من مركز السلطة ، اتعرف عزيزي إنه سيطلب منك الخروج و معك زهور حمراء في يديك لاستقبال بطل السلام الطيب مصطفى و اُخرى وردية لتضعها على ضريح بن مصطفى الراحل ! و لما لا فوفقاً للمشروع المستولد من رحم السودان الجديد فليس هناك ما يسمى بصحيفة الانتباهة و ليس هناك كراهية للجنوبيين و لم يسمع احد ( بالحشرات ) و لم يسمع احد ( بالحقنة ) لا احد يعرف شخصاً يسمى دكتور جون قرنق !! لا احد يعرف شيئاً عن حقيقة تمثاله ؟ لكن الجميع استيقظ في صبيحة 9 يوليو و وجدوه جاثماً في صدر العاصمة جوبا ! . و فيما يخص الحقيقة و الخداع و العكس ياتي في متن رواية 1984م لجورج اورويل ‘‘ و لكني اقول لك يا ( ونستون : احد الشخصيات الرئيسية في الرواية ) إن الواقع ليس له وجود خارجي ، إن الواقع موجود في العقل البشري و لا يوجد في مكان سواه ، إنه ليس موجوداً في مكان سواه ، إنه ليس موجوداً في العقل الفردي الذي هو عرضة للوقوع في الاخطآ كما انه يفنى بفناء صاحبه إنه لا يوجد إلا في عقل الحزب الذي يتسم بإنه جماعي و خالد و ما يعتبره الحزب حقيقة فهو الحقيقة التي لا مراء فيها ، و من المستحيل إن ترى الحقيقة إلا بالنظر من خلال عيني الحزب تلك هي الحقيقة التي يجب إن تتعلمها من جديد يا ونستون و هذا يحتاج منك إن تدمر ذاتك و هو امر يتطلب قوة الارادة يجب ان تذل نفسك و تقهرها حتى يمكن ان تكون عاقلاً ‘‘ إن ما نعتبره بالانهيار الايدلوجي في الحقيقة ليس إنهياراً بل إعادة بناء على جسد السودان الجديد ، إنه تلقيح إصطناعي في رحم الحركة الشعبية ، لكن قبل فوات الاوان ابحثوا لكم عن ( ثوم ) إشتروا اكبر كمية من ( الثوم ) بقدر ما تستطيعون لانها ستصبح اغلى السلع في السوق و ( قطعة حادة من الفضة ) ! نعم هذا ما ستحتاج إليه عزيزي ! إن المولود و نتيجة التلقيح الاصطناعي سيكون مسخ و مشروع ميت يمشي فوق اجسادكم الحية !! .

نواصل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا