الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل الهواجس حوله

سماح عادل

2005 / 6 / 20
الادب والفن


بدأ بزوغ(ه) مؤلما , شعرت بألم في المنتصف , لكن الألم الاكبر تمثل في تأملي له وهو يتضخم , ومتابعة آراء الآخرين وملاحظاتهم حول اني اصبحت انثى , مع تكور(ه) فوق ضلوعي بدات اخجل من النظر لعيون الاخرين خاصة الرجال . تزامن ذلك مع ازدياد في طولي ولم تأبه مؤخرتي بالتغيرات فظلت على خالها ضامرة .

امتنعت عن النزول للشارع في غير اوقات الذهاب للمدرسة ,وكنت عندما افعل على مضض ,وانا ارتدي فساتين امي القديمة ,التي كانت تتناسب وموضة السبعينات, في قصرها واتساع فتحة الصدر ,وقصر الاكمام, وربما الضيق الذي يظهر حجم خصري الرفيع , اظهر كبلهاء في الشارع .اخاف ان ينظر لي الرجال نظرة غريبة ,فانظر لهم لأستشف ردة فعلهم عني .واظل اتسائل لأيام (لماذا عندما اسير في الشارع ينظر لي الجميع وقد يعلق بعضهم ؟) اكتشفت بعد مران ان حملقتي لعيونهم هي السبب ,فكانت النتيجة ان اعتدت على النظر لأسفل, أثناء السير ,ولم ينجني ذلك من الكلمات الرذيلة. ومن الظهور كبلهاء ايضا .

أول من لاحظ ظهور(ه) أبي, الذي لم يكف عن متابعتي ,أثناء تواجده في المنزل ,ورغم أنه لم يصرح بالكلام .إلا ان تجاهله المتعمد ,ونظراته المختلسه ل(ه), نبهتني لسرعة معرفته بالنبأ .كنت أود لو استطعت ان أحادثه بالأمر. دوما ما يبدي الآباء تجاهلا في أقصى اللحظات حاجة للانتباه. لا اعلم ماذا كنت اود قوله ؟ ربما كنت احتاج فقط لحضن مشجع, او لكلمات ساخرة تلطف من حدة الحدث .

وكعادتها تجاهلت امي ,واكتفت بنصيحة ارتداء المشد, ليبقي(ه) صغيرا .استمعت لنصيحتها وارتديته, وكنت أحكمه تماما ,حتى يخفي اي بروز ,حتى وصل الامر الى ان جرح جلدي ,وبدأ ظهري من الجانبين ينقسم الى هضبتين , يتوسطهما حزام المشد ,واستمر ينمو وحد(ه) .هداني عقلي الى التخلي عن المشد ,ظنا منى انه السبب ,فالضغط على عضلتي المسكينتين ربما يجعلهن يثوران ,تركتهما تنطلقان .تزامن ذلك مع نمو احساسي بأنوثتي .ودخولي المدرسة الثانوية .

كنت وقتها لا افهم سر نمو(ه) في سن مبكرة ,رغم اني لن استخدمه الا بعد فترة, عندما انجب طفلا يصبح علي ارضاعه .وانتابتني افكار حاقدة حول ان(ه) كان يجب ان يظهر فقط عندما انجب, ويختفي بعدها .واصبح نمو(ه)المتسارع حديثي المفضل مع قريباتي من الفتيات ,عندما كانت ابنة خالتي ,وصديقتي القريبة, تسألني عن اخباري, كنت اخبرها فورا بأن ما يؤرقني هو نمو(ه). وكنت اقارن بيني وبينها ,خاصة وان تفاصيل جسدينا كانت متشابهه .فقط اختلفت مصيبتها عني ,حيث اصابتها في الجزء الاسفل ,فقد نمت مؤخرتها هي ايضا, ولم استمر في حسدها كثيرا, لاني كنت أفضل التحكم به بالمشد ,على مؤخرة كبيره ,لا استطيع التحكم بها ..هذا لم يمنعها من اغاظتي, في بعض الاحيان, ومعايرتي بكبر مقاس المشد.

وما آلمني حقا هو دخول امي الى فريق الاستفزاز, واصبحت الضربة القاضية ,في المشاجرات التي تنشب مع اختي ,وتتدخل امي لتناصرها, هي الحديث عنه .ولم تنج محاولات المزاح ايضا من ذلك ,حيث كان يحلو لأمي ان تنعت عصفوري المسكينين بالبطيخ ,وانا أحب أن أصفهما بأرنبي البريين ..

كتب صديق لي ,ذات مرة, قصة عن أنفه الكبير ,متخيلا انه بدأ في شفط الاشياء, حتى وصل الامر الى شفط الناس ,داخل أنفه, الذي تضخم ليسع قارات العالم. لم استسغ فكرة ان اكتب عنه بمنظور ساخر ,لأن ذلك سيزيد من عقدتي .خاصة عندما يستمرىء الاخرون ذلك, ويزيدون من كلماتهم الساخرة حول(ه). كذلك الشكل المأساوي للكتابة سوف لا يستدر عطف الاخرين – منهم من يرى انه هدية أحسد عليها ,ومنهم من لا يخجل من التعبير الصريح عن رغبته في التهام(ه),ومن يكتف بسبب الحياء بالنظر خلسة اليه – واستكمالا لسردي الذي قد اتجرأ على وصفه بالمحايد .أثناء حديثي مع إحدى زميلاتي في المدرسة ,ذكرت لي, في خبث, ان الرجل في مداعبته للمراة ,الى جانب انه يرتشف ريقها اثناء القبلة – وهذا صدمني – فهو ايضا يداعب نهديها ,ولم تكترث لفزعي, وصرحت بانه يمتصه كالطفل.

كانت لحظة الكشف هذه بداية التصالح مع(ه), وتخيلت كل المتزوجات ,من اقاربي, في هذا الموقف .واحسست انني ساموت خجلا اذا فعل رجلي ذلك. ولاني لم يكن لي رجل وقتها .او بعد ذلك بسنوات ,فقد كان التصالح (نصف كامل). لانني تحملت لأجل حمله, كل هده السنوات ,الكثير من الألفاظ البذيئة ,والاستفزازات العائلية, وظهرت مشاكل أخرى بدخولي الجامعة ,منها مناداة الغرباء لي بلفظة ( مدام ), وايضا الاستسلام لاختيارات ابي للملابس الفضفاضة. وبدأت بوادر التصالح الكامل تلوح في الأفق .مع سماع توصيفات طريفة من اصدقائي الذكور, مثل كلمة ( فرس )و(جامدة) و( مزه ) ,وهذه اللفظة الاخيرة كانت تجعلني اتشاجر مع من يداعبني بها ..

وظهر اول فارس لي, ولم يكن فارسا بالفعل, إلا في خيالي, كان اقترابه تعليميا, حيث لقنني دروسا في وظائف الاعضاء. فكان يتحدث بالساعات ,أثناء جلوسنا في الاماكن الهادئة بالجامعة, في وقت هروبي من المحاضرات .وعرفت منه ماهية الاتصال الجسدي. ولم يكن يتوقع انني لم اعرفها بالفعل .

والسبب في ذلك هو انني, في حديثي السري مع صديقات المدرسة, لم اكن استمر طويلا ,كنت اهرب من مصاحبة الفتيات الجريئات ,عملا بنصائح امي, واتباعا لمقاييس ابي للفتاة المهذبة .

بقيت الدروس العملية ,لإتمام أمانته كأستاذ له رسالة ,وبعد مقاومة شرسة مني – ابتسم عندما اتذكرها – بدأ يغزوني خطوة خطوة ,بدأت بلمسه يد, ثم قبلة ,استغرق التمهيد لها شهر كامل .

كنا في الجامعة ,وسط مجموعة من المحبين ,قرر ان ينالها ,وألح كثيرا, وافقت, وتيبست في مكاني, اقترب, ولمست شفاهه الناعمة شفتي, فقط مسة خفيفة, انفعل بها فمد يده لتلمس أرنبي الأيسر , إستات لذلك ,وإنتابني شعور بالخزي .وقتها كانت القبلة تندرج تحت إطار الرومانسية, أما ما هو أسفل شفتي ,فهو في تصنيفاتي مبتذل .

ومع مجهوداته ,كمناضل شرس, نالا أرنبي اهتماما أكبر ,وتمتعا بمداعبات ,لا يحلم أرق جروين في العالم بها .وربما كان ذلك تعويضا عن المضي قدما نحو الاتصال الكامل .

سريعا حرم أرنبي من حبيبهما المداعب ,لأنه ذهب لأخرى أقل استنفاذا للمجهود.

ولكي لا يبدو السرد تصاعديا ,سأذكر أنني دخلت في نوبة صراع اخرى مع(ه). دشنها زوجي السابق ,حينما نعت نحلتي بأنهما ( قرصة ناموسة),وكرس لها بتعمده تجاهل ارنبي أثناء التحامه بي .وقتها كنت نحيفة جدا, مما جعله يتهدل, ويفقد رونقه وثقله, ولم تنجح مشاجراتي الشرسة, أثناء التواصل ,في استعادة احساسي بأنوثتي ,أو في جعله يشعر به ينبض تحت صدره,الذي كان يخلو من الشعر. وقد كان اعلان كراهية ذلك سلاحي في رد العدوان ..

أنقذ القدر كبريائي الأنثوي. حين أنهى زواجي سريعا ,حيث أني لم أكن قد توصلت لحل مرضي لأرنبي الجريحين .وأصبح الصراع يخلو من طرف ثالث. لكنه اتخذ مسارا جديدا .قد اطلق عليه (الرفض الكامل). فقد اختلط خوفي من مزيد من الفشل ,مع رغبتي في تحقيق شيء ما بفردي ,ليكون وصفة جديدة ,قضت بأن أقص شعري كذكر ,وأرتدي أحذية كبيرة ,وملابس رجالية .وان أسير كعامل بناء, أو كعسكري, كما يصفني البعض ,وان اتعامل بطريقة خشنة ,تنفر الذكور من حولي ,وتجعل الفتيات يشفقن علي ..



كان سبب الصراع الجديد, أو لنقل المرحلة الجديدة من الصراع ,هو منعه لي من إتمام التحول ,فقد وقف كحائل دون التقمص .اصبح الشاهد الحي على افتعالي وكذبي. ولم أغفر له وشايته بأني أنثى ,واني لن استطيع ابدا السير في الليل ,مدعية اني رجل,او اغرائه للذكور بتواصل ممتع ولذة كامنة, واصبح سببا قويا للتحرش, اذكر منها علاجي عند طبيب ,كان يلمسه في خبث, اثناء تنظيف اسناني من التسوس, وكذلك طبيب الآشعة الذي كان يفحص رقبتي, ويريح يده على وسائدي الهوائية .

والأهم هو قلقي اليومي في اختيار الرداء المناسب, الذي لن يضيق بتحمل بروز(ه) الاثير والايشارب الذي يستطيع اخفاء تكور(ه).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صراحة مطلقة في أجوبة أحمد الخفاجي عن المغنيات والممثلات العر


.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24




.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع


.. عوام في بحر الكلام - د. أحمد رامي حفيد الشاعر أحمد راي يتحدث




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يوضح محطة أم كلثوم وأح