الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسئلة بسكويتة صالحة

محمود القبطان

2014 / 1 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



أسئلة بسكويتة صالحة

اليوم تدور على ألسنة الناس والفضائيات والسياسيين والطائفيين وحتى الإرهابيين أسئلة ساخنة حول جريمة البسكويت التي "أهدتها" للعراق منظمة الغداء العالمي.ولكن أسئلتي البسكويتة,فقط بالمناسبة,ولن تطال كثيرا هذه الجريمة وإنما أسئلة تحتاج الى أجوبة من المعنيين وأهل "الحل"والذين يمسكون بالدولة المحاصصاتية قوميا وطائفيا.

1:
أحدث وأخطر وأهم تصريح للنائب باقر الزبيدي رئيس كتلة المواطن في البرلمان صرّح علنا:بأن المجلس الإسلامي الأعلى يؤمن بالحكومة المدنية لأنها الحل في العراق ولا نريد حكومة دينية تحكمه والتي ستنعكس سلبا على الشارع العراقي.نعم وألف نعم كلام معقول ومنطقي,لكن...كيف يريد هذه الحكومة ومن يقودها؟قبل أشهر وعلى أحدى الفضائيات كان له جواب على سؤال فيما إذا لم يحصلوا على الأكثرية لوحدهم فهل تتحد القوائم الشيعية لتعاد التجربة القاسية مجددا:قال نعم سوف نتحد.هنا يأتي السؤال ماذا حدا مما بدا ليؤمن اليوم الزبيدي بحكومة مدنية؟هل تنازل المجلس الإسلامي الأعلى عن مشروع أسلمة الدولة؟إذا جاءت الحكومة المدنية هل يبدل المجلس الأعلى تسميته ليكون وطنيا عراقيا بدل أن يكون حزبا إسلاميا يعني طائفة واحدة؟ يضيف الزبيدي:"إن الدولة المدنية هي الحل وسنسعى إليها من خلال الفترة المقبلة".هل يؤمن الزبيدي بما يقول أم تعاد تجربة بداية المعارضة العراقية قبل سقوط النظام ألصدامي الفاشي حيث ادعت كل الأحزاب الدينية بمدنية الدولة القادمة على أسس ديمقراطية ,وما أن وصلت الى الحكم حتى انفردت به وسعت الى تبديل كل مادة في الدستور تدلل على مدنية الدولة,في إجتثاث قانون الأحوال المدنية ومشروع سن قانون الأحوال المدنية الجعفري من قبل حزب الفضيلة ممثلا بوزير العدل ألشمري وإن لم يكن من صلب واجبات وزارته,التستر على الفاسدين في كتلهم الطائفية,خنق الحريات العامة والخاصة ,قتل مواطنين من الأديان الأخرى ,فرض أسلمة الجامعات ,ضرب المتظاهرين السلميين, ويمكن سرد الكثير من" بسكويتيات" الدولة الإسلامية العراقية الحديثة.هل يكون هناك من بين نواب كتلة المواطن من يكشف عن الفاسدين في كتلتهم أولا وفضح باقي الفاسدين في الكتل الأخرى؟وهل يؤمن السيد عمار الحكيم قولا وفعلا بالدولة المدنية وما تتطلبه تلك الدولة من فصل الدين عن الدولة ويكون الدين محل احترام وتقدير وتقديس أيضا من المؤمنين وترك الدولة تعمل بشكل صحيح بعيدا عن المزايدات السياسية وتقدم الخدمات ؟ولكن ما هو سر عقد الشرف الجديد الذي طرحه السيد الحكيم,وكم عقد شرف يجب أن يوقعه الفاسدون ليكون لهم كلمة شرف حقيقية ويحترمون تعهداتهم؟

2:
صرح رئيس البرلمان الأسبق محمود المشهداني,وكعادته يفجر قنابل سياسية موقوتة لكنها واقعية,حيث قال :لقد فشل مشروع:الإسلام هو الحل في العراق.فهل يعرف ويعترف باقي الرتل الاسلاسياسي بما قاله المشهداني؟

3:
معروف على إن الفساد انتشر بين المعممين وأصحاب اللحى المستوردة والسبح والخواتم المتعددة,ومن بينهم محمد تقي المولى المتهم بتزوير شهادات علمية له ولابناءه "البررة" العاملين معه في "حكومة"الحج والعمرة التي يديرونها,اليوم أصبح أكثر من مهم وحتى بعد اتهامه بالتزوير ذهب على رأس وفد الى إيران لتبادل الخبرات في الحج والزيارة مع الجهة الإيرانية وتقديم الخدمات وتبادل الخبرات في لقاء له مع ممثل قائد الثورة الإسلامية في إيران قاضي عسكر.هل يعلم العراقي إن العراق لم يبدأ بالذهاب الى الحج إلا بعد تولي المولى منصبه ليأخذ الخبرات من الأخوة في الدين في إيران؟لماذا لم يستمر في المباحثات لمناقشة الوضع الأمني أيضا؟لان لم يبقى سياسي واحد إلا وجلب المساكين من السفراء والمسئولين من دول العالم إلا و بحثوا معهم الأوضاع الأمنية في المنطقة والعالم,ولم يبقى إلا المولى ,وهل سافر في طائرة خاصة به أم في الدرجة السياحية الخاصة لعامة الناس؟ولم يكتفي المتقي المولى بكل هذا وإنما تفتق ذهنه لان يطالب الحكومة بأن تكون منطقة تلعفر محافظة,وربما بعد حين إقليم حاله حال باقي المحافظين المهددين بتأسيس الإقليم .هل قرأ الدستور هذا الشيخ أولا ومن ثم ليطالب بما يريد من حيث السياقات الأصولية,ولماذا؟
السيد تقي المولى كان الأولى به أن يجيب ,لابل ان يُحقق معه لماذا ومن أين جاء بتزوير شهادته وشهادات أبناءه قبل أن يطالب بتأسيس محافظة ربما ليكون هو المحافظ أو أحد أولاده؟؟

4:
امرأة باسلة قتلت أربعة إرهابيين في حادث في الانبار بعد أن عرفت أن أخيها وهو تابع للقوات الأمينة قد أصابه المجرمين بعد خدعة له,ومن ثم استشهدت هذه السيدة,مما حدا بوزيرة المرأة أن ترسل رسالة تهنأة لسيدات عشيرة شمر تشيد ببطولة هذه السيدة.هذه الوزيرة لم تشيد ببطولة هذه السيدة وجرأتها لعائلتها وإنما لعشيرتها لتثبيت النهج العشائري المقيت على النساء وهي,الوزيرة,مشهود عليها بأنها عندما تخرج من البيت الى العمل تخبر زوجها ,في رد ساذج على سؤال لها في سبب قبولها بتشريع قانون يحرم على المرأة الخروج بدون محرم أم السفر بدونه.وكأن من يخبر الزوج أو الزوجة عن وقت خروجه للعمل يكون في الإسلاميات فقط وليس من الالتزام العائلي احتراما لقدسية العلاقة الزوجية أو العائلية.

5:
كل هذه الأسئلة البسكويتة الحارة,حيث يدور النقاش الحاد حول البسكويت المنتهية صلاحيته هل بسبب خلل في المنظومة الاستيرادية أم في الفساد ,وهو الأرجح,أم في تقاعس وزير التربية أم الصحة أم مَن؟ لماذا تشترك حتى منظمة عالمية في إيذاء أطفال العراق بهذا الحجم الكبير من انعدام الضمير؟من هي الجهة المصدرة ومن هو التاجر الذي غيّرَ مدة الصلاحية المطبوعة على الأكياس و العلب؟هل سوف تأخذ الحكومة الجريمة هذه مأخذ الجد وتحقق بها دون "ضملي واضملك"ولجنة تحقيق تنام ولن تستيقظ وينتهي الفاسد الى ترفيع في درجته وما يترتب صحيا على الأطفال لا يهم احد من المسؤولين؟

وهنا يأتي الحل,كيف؟
الانتخابات القادمة سوف تجري في موعدها مهما حاول المغرضون تحول مسارها وتوقيتها,لكن ما لم تبعد الأيادي المشبوهة والطائفية والعنصرية من كراسي الدولة فلن تفيد الترقيعات و الادانات,ولن تنتهي مهزلة الفساد والرشوة والقتل إلا بأن يستلم العراق أصحاب الأيادي النظيفة والنزيهة أصحاب المشروع المدني الديمقراطي والذي فيه الأمل لانتشال العراق من القاع العفن الى الهواء الطلق والنظيف.فهل يعي العراقيون أهمية الانتخابات القادمة,أم يبقون يركضون واهمين خلف سياسيين تخندقوا خلف طوائفهم وقومياتهم لتمرير تدمير العراق ونهب ثرواته؟
د.محمود القبطان
20140116








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابدعت سيدي
علي العبيدي ( 2014 / 1 / 17 - 03:39 )
ماكنبته في موضوعك صديقي العزيز حقائق وتفسيرات جميله تصفع كثير من الوجوه المغبره والكاذبه والمنافقه والمغامره!!!!
ولكنني اختلف معك في فهمك لموضوع البسكت (الزوبعه الاردنيه الكاذبه) الذي اثارته الحكومه الاردنيه لاجندات معينه منها الابتزاز بكل تاكيد!!!
السكويت الطبي والذي تم استخدامه في العراق منذ سنوات هو صالح لمدة سنتان وليس لمدة 9 اشهر ولكن هناك اجتهاد في السيطره النوعيه العراقيه مفاده ان اي بسكويت له صلاحيه لمدة 9 اشهر فقط ولم تاخذ بالحسبان ان هناك انواع من البسكت ومنها البسكت الطبي له صلاحيه لمدة سنتان!!!
هنا هو الاشكال الذي استثمرته بذكاء الحكومه الاردنيه والتي تروم من ذلك اثارة زوبعه تغطي بها على عدة شؤون عراقيه -اردنيه منها اسعار النفط التفاضليه والاستمرار ببناء ميناء البصره ومنها استيراد المتجات الزراعيه الاردنيه التي لاسوق لها سوى سوق العراق والذي اغرقت اسواقه المنتوجات الزراعيه العراقيهوبعد نجاح المبادره الزراعيه العراقيه
واعتقد ان ذكائك الصحفي او المثقف لايمكن ابدا ان تخدعه اجندات اردنيه خائبه ومعروف توجهاتها المريبه

اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا