الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحبكِ و كفى -قصة-

زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)

2014 / 1 / 17
حقوق مثليي الجنس


كلما أراقب أشعة الشمس تتسلل عبر تلك الستارة السميكة و أرى ذرات الغبار تتسلل من خلالها أردد أنه "ما أجملها"..أنها تذكرني براقصات البالرينا و بكِ..كلما حاولت الإمساك بإحداها تتسلل هاربة من بين يديَّ بخفة تثير جنوني..اقتربت يدايَّ من إحداها و لكن كالعادة لم أستطع أن أمسكها..لماذا يفر كل ما أحاول أن أمسكه بهاتين اليدين؟؟..هل تشاهدني الآن يا إلهي و تضحك ساخراً مني؟؟..و بالرغم مني ضحكت لتخيلك ضاحكاً.

و لكني أتجاهل ضحكات الرب لأشاهد جسدكِ النائم بهدوءٍ غريب بجانبي فأقترب منه طالبةً للأمن الذي أفتقده بعيداً عنه..فلطالما كان جسدكِ يمنحني نوعاً من السلام الذاتي مع النفس..فهو يخبرني دائماً بأنه هناك..ينتظرني في أي وقت و أية لحظة..ينتظرني بشغفٍ دائم التجدد حتى في لحظات اكتئابي و جنوني..سعادتي و اندثاري..مُنتشياً لقدومي ليمنحني حرية التصرف به كما يحلو لي..فأبكي بداخله و أضحك حوله و أنتشي فرحاً بحضوره و أرتعش خائفةً من سواه..و هو هناك..ينتظرني دون مقابل..ينتظرني ليمنحني ما أريده مهما كان.

يروقني كثيراً أنه معكِ لا توجد خطوط حمراء و لا مخاوف من أي نوع..فمعكِ كل الاحتمالات مطروحة..فليس لديكِ ذلك التمنع الزائف الذي تمارسه أغلب الفتيات في الشرق..كنت تعرفين ما تريدين و تعرفين كيف تحصلين عليه..فلديك رغبات لا تخجلين منها و لا من عِتقها معي.."أريدكِ و كفى" هكذا تلخصين كل ما تفكرين به و تشعرين به بكلمتين و حرف بينهما..حرف يعطفني و يعطفك بداخل لحظات نختلسها من جنة الرب المُؤجلَّة..تلك الجنة التي رُحلَّنا منها دون أملٍ قريب بالعودة إليها.

"أريدكِ و كفى" تصبح معكِ عبارةً مُتنصلةً من تعريفها السائد لدينا..فأنتِ تمنحيني لحظات تحمل في طياتها ما لم أجده مع سواكِ..لماذا لم يُجد الرجال الذين مروا بي الإصغاء كما تفعلين؟؟..لماذا لم يُجد الرجال الذين مروا بي الحب كما تحترفين؟؟..و لماذا "أريدكِ و كفى" مُختلفة كثيراً في معناها بينكِ و بينهم؟؟..فمعكِ أشعر بأني مع رجل فقد الرب انتباهه للحظة و هو يخلقه فمنحه جسداً كجسدي..لعل لهذا السبب لا أشعر بالذنب "كثيراً" تجاهنا..و لكن ماذا عنكِ؟؟..هل تلومين الرب على لحظة شروده تلك التي غيرت مصيركِ و مصيرنا بأكمله؟؟..لطالما سألتكِ هذا السؤال و لطالما كانت إجابتكِ واحدة:"لقد سامحني كما سامحته"..فقط دون أن تضيفي إليها أياً من عباراتكِ الأخرى التي تجيدين نسجها.

بجانبكِ يكفيني فقط الاقتراب منكِ لكي أفقد ما قال نيوتن أننا نمتلكه جميعاً ألا و هو جاذبيتنا إلى الأرض..ففي حضوركِ تسلبيني الروح فتصعدين بها إلى ما تحت عرش الرب..فإلى أي نقطة أبعد من ذلك نحتاج للصعود بأرواحنا لكي تفقد توازنها؟؟..و إلى أي حدٍ ستُرهقين تلك الأرواح التي تسكن أجسادنا صعودا؟؟.

بجانبكِ أراقب نومكِ الهاديء و بالرغم مني أشتاقك..أشتاق رائحتكِ..آه من تلك الرائحة التي تُخدرني عندما يقترب مصدرها مني..و آه كم تشتتني محاولة تصنيفي لها..فأحاول جاهدةً أن أعتصر ذاكرتي لأجد لها تشبيهاً مناسباً في ذاكرتي و أُضَّيع أثناء ذلك الاعتصار الذهني لحظةً أو لحظتين من متعة استنشاقكِ.

أشتاق لقبلاتكِ عندما أكون بعيدةً عنكِ أمارس ما يُشبه الحياة..دائماً عنيفة..فلم تُجيدي يوماً التقبيل بسلام..و كأنكِ ترشفينني لآخر لحظة فتريدين أن تمتلئي بي.."أنها آخر قُبلة لهذا يجب أن تكون بكل شغف الفقدان" هكذا ترددين دائماً..كل قُبلاتنا آخر القُبل و لعلها لهذا لم تكن يوماً هادئةً مُتعقلة..بل تحمل في ثنايا شفاهنا جنون الفقد و حزنه و شغفه.

لطالما كان جنوننا يفر من عِقاله نهاراً..ففي الليل و حين يكون الجميع يمارس شبقاً يتمنى أن يسترهُ به..نكون نحن بإنتظار النهار ليكون مسرحاً لشغفنا..ففيه يرحل الجميع إلى عالمهم القصي عنَّا و هم يرتدون أقنعتهم كما أحذيتهم..بينما نكون نحن في حالة عُريٍ نستلذ بها..و حتى عندما أحاول أن أتدثر بأغطيتي تلقينها بعيداً عنَّا..لتجعليني أتزمل بكِ و ليس بها.

و في كل مرة كنتِ فيها تأخذينني لما بعد حدود الرب و تنتهين مني كنت أسألكِ:"كيف تصالحتي مع الرب و عقدتي معه صلحاً دائماً لم أتمكن من عقده معه تماماً؟؟"..فكنتِ تجيبينني بكل هدوء:"لأن ما بيننا أطهر من أن يغضبه مِنَّا..ما نفعله هو النهاية و ليست البداية..لو كانت البداية لكان تشبيهي له بالذهاب لبيوت الدعارة و لكن لأنه النهاية فهو بالنسبة لي حق منحه لي الرب و يحاول الجميع أن ينتزعه مني بحجة دينٍ لا يكترثون لأمره و أخلاقٍ ينتهكونها يومياً".

لهذا "أحبكِ و كفى"..و أخاف أن يتم يوماً ما انتزاعكِ مني فقط لأن الآخرين يريدون أن يعيشوا من خلالنا ديناً و خُلقاً لا يملكونهما..لا أريد أن أفقدكِ..أريد فقط أن أتمكن من إمساككِ للأبد..لهذا يا إلهي لا تجعلها تُفلت مني كذرات غبارك..لا تنثرني خلفها..و أخبرني في حلمٍ ما هامساً ضاحكاً راضياً أنك تباركنا كما تبارك هي روحي في كل مرةٍ تقترب فيها مني لتُعيد فيها خلقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأونروا: ملاجئنا في رفح أصبحت فارغة ونحذر من نفاد الوقود


.. بعد قصة مذكرات الاعتقال بحق صحفيين روس.. مدفيديف يهدد جورج ك




.. زعيم المعارضة الإسرائلية يحذر نتنياهو: التراجع عن الصفقة حكم


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - مسؤول الأغذية العالمي في فلسطين:




.. تغطية خاصة | إعلام إسرائيلي: الحكومة وافقت على مقترح لوقف إط