الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاملات في الخطاب السياسي للسيد عمار الحكيم

احمد عبدول

2014 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لا يخفى على احد مقدار ما مثله آل الحكيم من تحد صارخ بوجه تلك الأنظمة التي حكمت العراق بالنار والحديد ,فقد كان لتلك الأسرة العريقة التي سكنت العراق منذ أربعة قرون خلت قصب السبق في مضمار المواجهة والتحدي بوجه الأنظمة القومية الطائفية والبعثية الفاشية التي لم تخف معاداتها للإسلام ورجالاته , فكان ان تصدت مرجعية السيد ( محسن الحكيم ) لأجندة وتوجهات البعث فعملت بكل قوة على فضح مخططاته وكشف نواياه ومقارعة سياساته , وهذا ما عرضها لجملة من المضايقات والاستهدافات إضافة إلى ما تعرضت إليه تلك المرجعية الحركية الميدانية إلى شتى أنواع الحرب النفسية والإعلامية التي تعتمد التسقيط والطعن والتشكيك والاتهام لأبناء السيد الحكيم بالتبعية لأجهزة مخابرات بعض الدول الأجنبية كما حصل مع السيد ( مهدي الحكيم ) الذي تمت تصفيته على أيدي عناصر المخابرات العراقية في الخرطوم في العام (1986 ).
في العام (1984)انقضت أجهزة الأمن العراقية على رجالات أسرة الحكيم من المشايخ وعلماء الدين إضافة إلى العشرات من مقلديهم البارزين بتهمة التراسل بين السيد ( محمد باقر الحكيم )والذي كان يتخذ من الجمهورية الإسلامية مقرا له وبين بعض أفراد أسرته لإغراض سياسية معادية حسب ادعاءات رجال الأمن العراقي انذاك .
شخصية السيد (محمد باقر الحكيم رحمه الله )كانت الشخصية الأبرز ضمن قائمة الأسماء الأكثر خطورة بالنسبة للنظام الحاكم لما تشكله من ثقل ديني وسياسي وعسكري واجتماعي ,ولعل هذا ما يبرر كثرة محاولات استهداف الحكيم من قبل أجهزة الأمن حتى وهو يتخذ من إيران مقرا لمختلف نشاطاته الأمنية والعسكرية التي كانت تستهدف رموز ومقرات الحزب الحاكم من خلال عمليات نوعية والتي امتدت الى العاصمة بغداد في بعض الأحيان .
لقد تعرض السيد الحكيم لأكثر من (6) محاولات اغتيال حتى وهو يتفقد العراقيين داخل أقفاص الاسر خلال الحرب العراقية الايرانية , الى ان انتهت تلك المحاولات باستشهاده مع اكثر من ( 83) مدني وهو يخرج من ضريح الإمام ( علي بن أبي طالب ) بعد ان أكمل صلاة الجمعة بتاريخ 29اب2003 على يد ذلك الحلف البعثي التكفيري والذي لم نسمع به كمصطلح في الأدبيات السياسية لما بعد السقوط إلا على لسان السيد المرحوم ( عبد العزيز الحكيم ) , والذي كان يحرص اشد الحرص في معظم مقابلاته وخطاباته ان يشير الى آثار وبصمات ذلك الحلف الذي لا يمكن الحوار معه بحال من الأحوال وإنما يجب ان يقتصر الحوار مع من يؤمن بالعراق وتجربته الديمقراطية إلا ان ما يثير الاستغراب ويدعو للدهشة ان خطاب السيد عمار الحكيم اخذ ينحو منحا مغايرا لما ألفناه من خطابات من سبقه في التصدي للعمل السياسي لاسيما عمه وأباه فقد طالعنا السيد عمار من خلال الصوت والصورة وقد توسط جمعا من الوجوه الاجتماعية وهو يدعو الى طمأنة الإرهابيين ومحاولة افهامهم ومحاورتهم إذ ان مثل ذلك الأمر سوف يخفض مناسيب الإرهاب الى اقل من 60/. في يوم واحد على حد قوله .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي دفع السيد عمار لهكذا طرح يشرعن الحوار مع من لا يؤمن بالحوار ويجنح للسلم مع من يكفر به, أما كان الاولى بالحكيم ان يحذو حذو إبائه وإسلافه من الذين افنوا أعمارهم في تحدي وكشف ومقارعة ذلك الإرهاب الذي أصبح السيد عمار يدعو الى طمأنته ومداراته وإفهامه .
كيف غابت عنه خبائث وجنايات وغدر هؤلاء ، فيدعونا الى الحوار معهم؟ ومع من نتحاور هل نتحاور مع قتلة الشعب العراقي وهي الجملة الأشهر والأبرز في قاموس أباه السيد (عبد العزيز الحكيم )(رحمه الله ) ما الذي يريده السيد عمار من هكذا حوار يتجاوز به كافة الأطر والثوابت الشرعية والوطنية والإنسانية التي كان يحرص على تقديسها والتمسك بمضامينها إسلافه ممن قارعوا الظلم وناصبوا الباطل وجاهدوا في سبيل الوطن والإنسانية حق جهاده .
أخيرا إذا كان السيد عمار يتصور انه بذلك الكلام إنما يكون سياسيا دبلوماسيا فليرجع ولينظر من ورائه هل نفعت السياسة وهل جلبت الكياسة مع تشكيلات مثل البعث والقاعدة والتي تحتفظ بسجل حافل بالمكر والخداع والقتل والتنكيل والتمثيل بجثث الضحايا ,لذا ينبغي على السيد عمار الحكيم ان يراجع خطابه السياسي وان يواصل مشوار من سبقه في التصدي والمواجهة لكل ما هو من شأنه ان يعيق مسار العملية السياسية داخل العراق دونما مجاملة أو مزايدة أو لف ودوران .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأميركي: دمرنا محطة تحكم و7 مسيرات للحوثيين في اليمن


.. درجات الحرارة بالعراق تتجاوز الـ50 والمختصون يحذرون من الأسو




.. ما آخر تطورات العملية العسكرية بحي الشجاعية شمال غزة؟


.. رقعة| تدمير الحي الإداري برفح نتيجة العدوان الإسرائيلي على غ




.. وزارة الداخلية الإيرانية تعلن التوجه إلى جولة ثانية من الانت