الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 7-10 )

كور متيوك انيار

2014 / 1 / 17
السياسة والعلاقات الدولية


الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 7-10 )


في يوم 15 نوفمبر 2013م نقلت وكالات اعلامية مختلفة نقلاً عن سودان تريبيون إن الرئيس كير قام بحل كافة مؤسسات الحركة الشعبية على الرغم من إنه لم تصدر بيان رسمي بهذا الخصوص إلا إن وزير الاعلام و الناطق الرسمي باسم الحكومة نفى ذلك و اكد عدم حل الرئيس لمؤسسات الحركة ، لكن دعنا من الحركة الشعبية و اجهزتها لماذا وزير الاعلام هو الشخص الذي ينفي الخبر على الرغم من إنه الناطق الرسمي باسم الحكومة و ليس الحركة الشعبية فاين الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لينفي الخبر فإما إن يكون سيادته لا يعرف إختصاصاته بالفعل و حدوده الادارية او إنه تم تعيينه ناطقاً رسمياً و سكرتير للاعلام للحركة الشعبية او إن السكرتارية محلولة !! اعتقد إن الوزارة الذي كان ينبغي إن يشغله سيادته ليس وزارة الحقيقة بل وزارة الحب فهو اقرب لذلك اكثر و اميل إلى الاعتقاد إن سيادته سينجح اكثر لو شغل منصب وزير الداخلية ، إن الإجراءات الذي يطالب بها سيادة الوزير الصحفيين لم تتم حتى في كوريا الشمالية .
إستحضرني احد المواقف الطريفة و يُحكى إن احد رؤساء دولة افريقية كان يبحث عن قلم للإمضاء على احد الاوراق و عندما لم يجده نادى على احد مساعديه و اخبره لعله يساعده في العثور على القلم لكن المساعد خرج ، و عندما عاد المساعد كان معه هذه المرة خمسة عشرة شخصاً و الإعياء بادئ عليهم يجرجرهم المساعد من الخلف اُصيب الرئيس بالدهشة !! لكن دون مقدمات بدأ المساعد يشرح للرئيس كيف إنهم تمكنوا من القبض على المجرمين الذين سرقوا قلمه في وقت قياسي و إن ( 10 ) منهم إعترف بسرقة القلم . عاد الرئيس ينظر للقلم الذي بين يديه بعد إن وجده مخفي في احد الصحف في المكتب ، اُصيب الرئيس بالصدمة من هول المفاجاة كيف يمكن إن يعترف عشرة اشخاص بسرقة قلم يحمله في ايده ؟ .
في مزرعة الحيوان يصبح الاوضاع اسوء من سابقاتها اي ما قبل الثورة و فترة الاستعمار الانساني فالخنازير الذين تم إختيارهم لتمثيل الحيوانات في المزرعة اصبحت تنتهك كافة القوانين و اللوائح و حتى المبادئ الذي تاسست عليه الفكر الحيواني Animalism ، فلقد اصدر الخنازير قوانين يلزم كافة حيوانات المزرعة بمناداة بعضهم البعض بكلمة رفيق لكن القانون إستثنى الخنازير فلكي ينادي حيوان عادي خنزيراً كان ينبغي له إن يضيف إليه الزعيم و ابي الحيوانات ، قاهر الانسانية ، حامي الغنم ، صديق البط الحكيم بعد كل ذلك كان ينبغي للمرء إن ينهمر دموعه و يضاف الى كل تلك الالقاب ، صاحب القلب الرؤف الذي يتسع لجميع حيوانات الارض و خاصة الحيوانات التعسة الطالع التي تعيش تحت عبودية الادميين و يختم التبجيل هكذا : عاش الرفاق من الخنازير .. عاش الرفاق ذخراً للوطن ..
بالاضافة الى الحملات الجارية للتضييق على وسائل الاعلام و تقييد حريته هناك ايضاً احداث لا تقل شناعة من تضييق على حرية الراي و كل هذا يثبت مدى فشل الحركة الشعبية ؛ قد تجد في عنوان المقال بعض التنافر و التعارض ( الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ) فلقد قمت بتقديم الانهيار على المستقبل وكان ينبغي إن يحدث العكس فعندما ينهار شيء فمن المفترض إن ليس هناك مستقبل لها ، لكن في حالة الحركة الشعبية فهي استثناء لانها منهارة ايدلوجياً منذ 9 يوليو 2011م لكنها ظلت باقية هيكلياً ، الان يصيبني الحيرة من ما يحدث داخل البلاد فنفس الحركة الشعبية هي التي ظلت ترفض اي اتفاق مع المؤتمر الوطني بسبب قضية الدين و الدولة و هو ما جعل قرنق يقول عبارته الشهيرة " إن الدولة لا تذهب للمسجد للصلاة و كذلك الكنيسة لكن الافراد هم الذين يذهبون " و وفقاً لذلك تم الاتفاق على وضعية استثنائية للعاصمة القومية فيما يخص قوانين الشريعة الاسلامية و تم استثناء المسيحيين منها بتكوين مفوضية شؤون غير المسلمين لكن اليوم الدولة الذي يديره الحركة الشعبية اصبحت تذهب للكنيسة و الكنيسة اصبحت تذهب للدولة و كذلك المسجد في وضع غريب لا تحتمل ! ففي اي مناسبة وطنية يفتتح بايات من القران الكريم و الانجيل و ذلك يشمل اعياد الاستقلال و الشهداء و غيرها من المناسبات الرسمية للدولة في توغل غير مسبوق لرجال الدين في اجهزة الدولة لذلك لا تستغرب إذا اعلنت الحكومة الذي يمثله الحركة الشعبية كحزب حاكم فرض قوانين الشريعة الاسلامية بالبلاد بل إنني اعتبر إن النظام المطبق اليوم له طابع اسلاموي و ربما هي تمهيد لتطبيق كامل لقوانين الشريعة الاسلامية او ربما شريعة موسى من يعرف و وقتها سيتم إجبار كافة المحلات التجارية على إغلاق محلاتهم في ايام الاحاد و السبت و ملاحقة كل من لا يذهب الى الكنيسة و محاكمته ، إذا نسيت يوماً و انت تاكل دون إن تسبقها بقولك ( بسم الله ) او ( الاب و الابن ) و ما شايعه فهذا انتهاك للقوانين و سينبغي لك إن تسلم نفسك لاقرب قسم للشرطة و تعترف بجريمتك ، قد يبدوا ما اقوله خيالاً لكن إذا إستمر الامور كما هي اليوم فلن يكون صعباً تطبيقه بمعاونة الطفيليين و رجال الدين المسيحي المستعدين للقيام باي شي من اجل بناء دولة طاهرة و شعب مؤمن ، و كما سبق و اشرنا فإن الطفيليين هنا اقصد بهم قيادات المؤتمر الوطني و الحركة الاسلامية ، إن قوانين النظام العام مترسخة و اوجدت مكان لها في عقلية العديد من القادة في جنوب السودان لذلك يمكنك إن تسمع من حين لاخر عن منع المريسة ( الخمر ) في اعالي النيل او إن عدة شباب تم القبض عليهم لانهم كانوا في رحلة برفقة بنات فمنذ متى اصبح الخمر عائق امام تطور اي دولة ؟ و منذ متى اصبح الاختلاط بين الجنسين يعيق التطور ؟ ، و لقد سمعت مؤخراً إن السلطات في واو إتخذت قراراً بملاحقة الشباب و الشابات الذين يلبسون الازياء ( الغير لائقة ) لكن كيف يمكن تحديد إن كان الزي غير لائق فقد يكون البدلات غير لائقة في نظر البعض فهل يعني هذا إن يتم منعها ، لعلك سمعت عزيزي القارئ بمشكلة الصحفية السودانية لبنى من قبل و قضيتها بما يسمى في السودان ( الزي الفاضح ) بسبب لبسها للبنطلون و وقتها دافعت الحركة الشعبية بشدة عنها و طالبت بإيقاف العمل بقانون النظام العام الذي تقوم بتطبيقه اليوم في الجنوب ؛ عزيزي ايمكنك إن تخبرني او تخبر الشخص الذي يجلس بالقرب منك عن الفرق بين ( الزي الغير لائق ) و ( الزي الفاضح ) ؟ اللبس و الممارسات لم تكن يوماً سبباً يدعوا لتقييد حريات الناس بل إن الظواهر التي تتجاوز حدود القانون مثل الشغب الذي ينجم عن شرب المريسة ( الخمر ) يحسم وفقاً للقانون و ليس بالمنع و التقييد .


نواصل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخرج من قائمة أكثر 10 دول تفضيلاً لأصحاب الملايين |


.. قتلى فلسطينيون جراء قصف إسرائيلي على الطريق التجاري في رفح




.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تفوز على النمسا بصعوبة وتخسر خدمات مبا


.. هوكستين يشدد على ضرورة إنهاء النزاع بين حزب الله وإسرائيل بط




.. ما الرسائل العسكرية من مشاهد حزب الله لمواقع عسكرية وبنى تحت