الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم ليست الجبال وحدها أصدقاء الكورد

عوني الداوودي

2002 / 11 / 19
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

إطلعت في موقع النهرين والحوار المتمدن على مقال الكاتبة والحقوقية كورده أمين بعنوان " ليست الجبال وحدها أصدقاء الكورد " تذكرت فجأة ما كتبه الكاتب والصحفي الأمريكي جوناثان راندل في كتابه الموسوم " أمة في شقاق دروب كردستان كما سلكتها " حيث يقول كلام مشابه لعنوان المقال، ويذكر لنا أسماء العشرات من الصحفيين الغربيين وسفراء الدول الأوربية من أصدقاء الشعب الكوردي الذين تحركوا بشكل فعال أثر الهجرة المليونية للكورد في عام 1991 بعد قمع إنتفاضة آذار من قبل النظام العراقي، وضغطهم وتأثيرهم المباشر على الرأي العام في أوربا وأمريكا لحماية الكورد وتوج نشاطهم الإنساني آنذاك في صدور قرار دولي يحمي الكورد من بطش صدام، وجاءت فكرة المنطقة الآمنة لجزء من كوردستان العراق .

نعم للكورد أصدقاء في جميع أنحاء العالم، وأصدقاء الكورد الحقيقيين هم أبناء شعبنا العراقي بكافة تلاوينهم وانتماءاتهم، ومن الرموز الكبيرة من أبناء الشعب العربي في العراق الشاعر الراحل محمد مهدي الجواهري والفقيد الراحل العلامة هادي العلوي والشاعر سعدي يوسف والدكتور منذر الفضل والدكتور كاظم حبيب، وآخرين لا يسع المجال هنا لذكرهم .

فمن يطالع مواقع الإنترنيت ويقرأ هذه الهجمة الشرسة والظالمة من بعض الأقلام ضد كل ما هو كوردي، يتصور للوهلة الأولى بأن الحرب الأهلية قادمة لا محالة في حالة سقوط النظام الصدامي في العراق، وهذا هو ما يريده النظام بالضبط لخلق حالة من التشرذم والإنشقاق بين ابناء شعبنا العراقي وصفوف المعارضة العراقية، لا أخفي سراً إن قلت بأن التأثير السلبي للكثير من تلك المقالات الطائشة والتي لم تحافظ على الحد الأدنى من الشعور بالمسؤولية إتجاه الوطن، تركت أثراً سيئاً في نفوس العديد من ذوي الثقافة المحدودة، لكنها سرعان ما كانت تتبخر، بإلتفاتات كريمة من أقلام آخرين يشعرون بالمسؤولية أمام شعبهم وبلدهم, والاعتراف بالظلم والحق المغتصب للكورد في وطنهم كوردستان، ومن المفارقات المؤلمة بين هؤلاء الرواد من مناصري كلمة الحق والعدل، وبين ما نقرأ ونسمع يومياً من إفتراءات وتهم جاهزة لم تتغير منذ عشرات السنين ضد الكورد أقلها الخيانة والعمالة وقد أشرت سابقاً في كتابات أخرى بأن هذه التهم لا تخيف الكورد ولا يلتفتون إليها ولا تأتي بنتيجة إيجابية لصالح العراق، بل العكس هو الصحيح .

أعرض هنا رأي العلامة الراحل هادي العلوي في حوار طويل نادر لم ينشر والتي انفردت  مجلة حجلنامة فــي العــدد المـزدوج (5ـ6) 2002 في نشرها، أجراها معـه الكاتب الكـوردي "جان دوست" في دمشق في أيلول عام 1997 في معرض إجابته لسؤال حول إنشاء الدولة الكوردية. 

السؤال : الدولة الكوردية، حلم الملايين من الأكراد .. هذا الحلم يتعرض للاغتيال مع كل محاولة جادة لإقامة دولة كردية مستقلة، ويلاحظ المرء من خلال قراءة الواقع والتاريخ، أن هناك حالة فوبيا عامة من طرح مثل هذه المسألة، سواء في الغرب أو لدى الذين يسيطرون على أرض كردستان. ترى ما مصدر الفوبيا ؟ وما الذي ستخسره شعوب المنطقة وحكّامها بعد نشوء دولة كردية ؟ ربما تساهم في خلق استقرار أمني كبير في المنطقة، بعد خروج القضية من ساحة اللعبة الدولية كورقة في يد الجميع، لخلق حالة توتر دائم ؟

الجواب : نعم، هو رهاب الكرد، مرض مشترك للغرب كله عدا استثناءات، وللعرب كلهم عدا استثناءات، وللفرس والأتراك باستثناءات أحادية. لقد استوعب كلهم دولة إسرائيل التي قامت في غير أرضها، وتألفت من مهاجرين، ويتعذر عليهم استيعاب دولة كردستان، التي يراد اقامتها على أرضها ومن سكانها أنفسهم. أمة عريقة تسبق شعوب المنطقة كلها إلى التوطن في إقليمها لا يحق لها إقامة وطن قومي باتفاق الجميع ! وتبلغ المفارقة حدّ الاستفهام من بعض الأكراد أنفسهم، إذ تتحدث جريدة " ريكاي كردستان " عن حق اليهود في إقامة وطن قومي، وكأن هذه هي مهمتها كجريدة كردية! وهذه من معادلات الفكر الغربي في وعي سياسيينا ومثقفينا، بيسارهم ويمينهم. وليس لدي تفسير لهذا الرهاب الذي يصيب الكثير بسبب الأكراد، مع أنهم أقاموا دويلات عديدة ناجحة في أنحاء من كردستان على أمتداد العصر الإسلامي، ومنهم ظهر أعظم قائد إسلامي بعد" محمد " وأصحابه، وهو " صلاح الدين " الذي ينتمي، كما يقول " إبن كثير " في " البداية والنهاية " إلى " أشرف شعوب الأكراد ". الدولة الكردية يجب أن تقوم. وهذا هو شعاري الذي أرفعه، وأهتف به : " لتذهب دولة إسرائيل، وتأتي دولة كردستان " ، ولا يعنيني أن يغضب عليّ القوميون العرب، الذين تستفزهم هذه الكلمة المحرمة، بينما يتعاملون مع دولة إسرائيل الغاصبة براحة ضمير ! وقيام الدولة الكردية، حق مطلق، ولا يرتهن باعتبارات، أو ذرائع، أو مصالح تتعدى كونه حق مطلق.

أكتفي بهذا القدر من الحوار، ولنقارن بين هذا القدر العالي من الصراحة ونكران الذات والاصطفاف بجانب الضحية والشعور بالمسؤولية، دون الخوف من لومة لائم وغضب فقهاء السلطان، وبين أولئك الذين يستكثرون على الكورد حق اختيار الصيغة المثلى للتعايش ضمن العراق الموحد وهو الخيار الفدرالي لكن وكما يقول المثل العراقي الدارج " أشجاب ألكاب "

  

     

                                                                                   عوني الداوودي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قارورة مياه تصيب رأس #دجوكوفيتش بعد تأهّله


.. الداخلية العراقية تؤكد عزمها ملاحقة عصابات الجريمة المنظمة ف




.. مخاوف من تلف المواد الغذائية العالقة أمام معبر رفح بسبب استم


.. واشنطن تنتقد طريقة استخدام إسرائيل لأسلحة أميركية في غزة




.. قصف وإطلاق نار مستمر في حي الزيتون جنوب مدينة غزة