الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات! لماذا نشارك في هاجس يؤرقنا ويهدد مستقبلنا؟

كاظم الحناوي

2014 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الانتخابات!
لماذا نشارك في هاجس يؤرقنا ويهدد مستقبلنا؟
كاظم الحناوي
تثير موضوعة الانتخابات عند المواطنين العرب ضرورة حيوية لارتباطها الوثيق بحرية الانسان في التعبير ولكونها عملية لاغنى عنها للمرء لتحديد اختيارة وتواصله مع الاخرين ودونها يصبح التعامل حتى في ابسط الامور مبنيا على قدرة المرء وتمكنه من امتلاك ادوات القوة والتواصل والتعبير التي تصبح احلاما في اذهان الاخرين غائمة وبعيدة بينما ياسرها ويتقن استعمالها اشخاص عبر توظيفها لخدمة اغراضهم في مختلف شؤون الحياة .
لذى تصبح قدرة الفرد في التعبير والتواصل مرهونة تماما بدرجة علاقته بالسلطة المالكة للادوات .وهذه السلطة عندما تدخل الانتخابات تثير اشكالات متعددة امام انظار العالم واهمها فيما يتعلق بادارة الانتخابات فحتى الان لم تجري انتخابات عند العرب لم تخلف ورائها خللا لايمكن التغاضي عنه في التجارب التي جرت وفي اغلب الاحيان ان هذه الانتخابات تدار من قبل المرشحين انفسهم!.
لان الهدف ليس منهج الدولة المبني على تداول السلطة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب بقدر ماهو اعلان يهدف الى تكوين صورة غائبة وغير حاضرة في ذهن العالم عن العرب ينتخبون وكيف ينتخبون؟!
هذا التحايل حرم المواطن العربي من امتلاك تجربة تؤهله لكي يفهم معنى الديمقراطية مما اثر ذلك في الوعي الاجتماعي والاتجاهات السياسية والفكرية في آن واحد مما جعل اللامنهجية في عمل الدولة سببا بعدم استيعابها لكل مواطنيها وأصبحت سيطرة جهة وحرمان جهة او جهات من الحكم عبر تصعيد الخلافات في الامور الدينية والسياسية والقبلية عبر شعارات معينة لمنع اقامة علاقة واعية ورابطة بين ابناء الوطن الواحد.
والسؤال الان لماذا نقيم انتخابات تظل هاجسا يؤرقنا حتى انه يمكن ان يهدد مستقبلنا ؟
اذا كان من يفوزون وينظمون الانتخابات هم رجال الدين والعسكر وهم ابعد االناس عن الديمقراطية .اذا لماذا علينا الالتزام بالنتائج اذا كانت لاتراعي المعايير والسياقات الدولية ونقصد بالدولية هي الاسس المنهجية للانتخابات في العالم الغربي وليس البيانات التي تعطيها الامم المتحدة عن الانتخابات.
وهنا قد يتسائل البعض اليس العسكر ورجال الدين مواطنون يحق لهم مايحق لغيرهم وماذا يحول بينهم وبين ممارسة احد حقوق المواطنة؟
نعم ولكن رجال الدين والعسكر اذا دخلا اللعبة الانتخابية حكم عليها بالفشل برمتها وعدم دخولهم في عالمنا العربي ضربا من ضروب المستحيل لان اي عملية اعادة بناء سلطة بعد الدكتاتورية تبدآ بالمنافسة بين اعداء الامس الفرقة المعزولة والمعارضة لها لامتلاكهم ادوات اللعبة .
وبعبارة اخرى ان عملية اعادة بناء دولة يجب ان تبدأ بدستور لكن بعد مدة عشرة سنوات على الاقل تضاف مادة الى هذا الدستور تنص على عدم مشاركة رجال الدين والعسكر الا بعد خمسة سنوات من تركهم للمؤسسة الدينية او العسكرية.
ان الديمقراطية لاتقوم في بلادنا العريية الا باجتماع رجال الدين والعسكر ولكن علينا ان نتمكن من ايجاد لغة مشتركة بينهما يستطيعان العيش المشترك والقبول بتطلعات ابناء الشعب والتفاهم والتواصل كل من مكان عمله وعمله فقط هو اختصاصه الذي هو في نهاية المطاف مؤسسة تخدم المجتمع وليست قوة مسلطة عليه.
ان الديمقراطية الحقيقية هي قوة داعمة للتفكير والتعبير والتواصل عبر انهاض الموروث القديم ومواريث الاخرين والعمل على اتقان وتعليم الديمقراطية في مراحل النمو الاولى للدولة بعد نهاية الدكتاتورية وعبر التنشئة الاجتماعية لان اتقان الديمقراطية يبدأ من البيت وتعليمها هو شرط للحياة الانسانية السوية والسليمة.
لذلك فإن الخبرة في التوعية والتواصل تساعد على تجاوز اشكالية الخضوع للقوى المالكة لادوات السلطة التي تحدد الحقوق وحدود السلطة ولنا مثالان في ذلك الآول دخول ادوات التواصل الاجتماعية في بيت المواطن العربي الذي كان يعبد سجانه ليتحول من سجين الى متمرد وهو في الحالتين لم يذق او يعرف او يغرف من الديمقراطية.والمثال الثاني حدود السلطة عندما خرج كلكامش من مدينته اوروك ليقدم لنا صورة في ملحمته تعلم الانسان منها اين تبدأ حدود تطلعاته واين تنتهي.
لذلك ان تحديد قوى محركة وحامية للمجتمع ضرورة لكنها يجب ان تكون بعيدة عن اللعبة الانتخابية لكي تكسب المصداقية لدى ابناء الشعب.
فالعملية الديمقراطية لاتنجح الا في عوامل ذاتية خاصة تتمثل في الوعي واستخلاص النتائج من التجارب الانتخابية السابقة عبر وجود مؤسسات يقظة حية مبدعة تستفيد من اعادة تنظيم العملية الانتخابية في ابتكار وسائل لانجاحها واتقان المهارات والطرائق وتوفير البيئة السليمة لممارسة العملية الانتخابية وان تكون هذه الاساليب والطرائق تعزيزا للايجابيات وتلافيا للسلبيات مما يدعو المواطنين الى الثقة والانغماس في العملية الديمقراطية وقبول نتائجها ويلغي لديه هاجس التوجس والقلق من نتائجها.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين في البحر الأحمر والمحيط الهن


.. لجنة مكافحة الإرهاب الروسية: انتهاء العملية التي شنت في جمهو




.. مشاهد توثق تبادل إطلاق النار بين الشرطة الروسية ومسلحين بكني


.. مراسل الجزيرة: طائرات الاحتلال تحلق على مسافة قريبة من سواحل




.. الحكومة اللبنانية تنظم جولة لوسائل الإعلام في مطار بيروت