الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سايكولوجيا الحرف-11

سامي فريدي

2014 / 1 / 17
الادب والفن


سامي فريدي
سايكولوجيا الحرف-11
جذور اللغة العامية واللغة الفصحى..
ثمة رأي سائد.. يرى ان جذور اللغة العامية واللغة الفصحى في بلد معين هي واحدة. وهو رأي توفيقي يسعى لعقد مصالحة مع الواقع أو تقديم خدمة للثقافة الرسمية. والواقع ان ازدواجية العامية والفصحى ليست عامة في كلّ البلدان، وليست متشابهة في ظروفها وتفاصيلها حيث وجدت. وفي هذه المحاولة اركز على ظاهرة اللغة العربية وتعدد اللغات -اللهجات- المحلية أو العامية أو الشعبية المجاورة لها.
مبدئيا.. لا بدّ من ملاحظة جملة أمور..
1- ان اللغات المحلية الشعبية متعددة واللغة الفصحى هي واحدة.
2- ان اللغات المحلية لا تتطابق مع اللغة الفصحى.
3- ان اللغات المحلية الشعبية مختلفة فيما بينها من بلد إلى بلد.
4- ان اللغات المحلية الشعبية تكاد تكون متعددة وغير متطابقة داخل البلد الواحد والمنطقة الواحدة.
5- ان اللغات الشعبية تتضمن الفاظا وتعابير من اللغة الفصحى بالضرورة.
6- ان اللغة الفصحى قد تتضمن الفاظا وتعابير (معدّلة) من بعض اللغات المحلية ولكن ليس بالضرورة، وليس من كلّها.
7- ان اللغات الشعبية هي السائدة في الحياة اليومية وتفاصيل الانفعالات الداخلية وبين المرء ونفسه.
8- ان اللغة الفصحى هي اللغة الرسمية والثقافية العامة ولكنها ليست لغة الأغلبية وتغيب في المواقف النفسية والاجتماعية الحميمة.
9- ان اللغات الشعبية اكثر اقترانا باللاوعي والسليقة العامة ولها نكهة وطريقة دقيقة في مخارج الحروف والنبر والتحام الالفاظ المتعاقبة.
10- الغة الفصحى تقترن بالتكلف والمجاملة، ونادرا ما يتقن المتكلم قواعدها الصوتية، وترابط الالفاظ داخل الجملة، والصلة بين الجملة اللفظية والتعبيرية.
11- أول نطق الطفل يكون بلغته المحلية.
12- اللغة الفصحى يتعلمها المرء في المدرسة والمعاملات الاجتماعية الرسمية.
13- اللغة الشعبية هي السائدة داخل البيوت والعوائل والاجتماعات الخاصة.

الاستنتاج الذي يخرج به المراقب لمدى انتشار اللغات الشعبية والفصحى ومدى اتقان الفاظها ومخارجها وعمق التصاق أهلها بها ومحبتهم لها؛ هو أن اللغات الشعبية هي لغات طبيعية تحقق انسجام المرء مع نفسه وبيئته وجماعته، فيما اللغة الفصحى هي لغة مفروضة بحكم عوامل فوقية خارج إرادة المرء والجماعة [by the force of the law] .
والقانون أو النظام الذي يفرض اللغة الفصحى قد يتمثل بالجماعة المتنفذة (الأغلبية أو الأقوى عسكريا او اقتصاديا) أو الجماعة السياسية (الدولة) أو الجماعة الثقافية السائدة (الدين). ان الجماعة المحلية تنتج أدواتها التعبيرية وتقاليدها الاجتماعية وانظمتها الاقتصادية والمعيشية من داخل بيئتها وبالتدرج الطبيعي لنشأة الأصول والظواهر بدون استخدام آليات قهرية متعسفة، وبشكل يحقق المشاركة الجماعية الطوعية.
اما استخدام آليات القهر والجبر فيأتي من الجماعات والعوامل الطارئة والدخيلة على الجماعة المحلية، سواء كان طروءها يرتبط بعوامل اقتصادية أو دينية أو سياسية عسكرية.
ويستخدم مصطلح الغزو [invasion] او السيطرة والاحتلال [conquering] على كلّ الحالات التي تطرأ على الجماعة المحلية من خارجها الجغرافي أو الثقافي إذا أخذت صورة موجات كبيرة واستهدفت الهيمنة الاقتصادية أو السياسية أو الثقافية سواء اقترنت باستخدام العنف أم لا. وفي هذا الاطار تتساوى الغزوات العسكرية المباشرة أو موجات الهجرات الاقتصادية والثقافية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا


.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ




.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت