الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليرموك، بؤرة كاشفة للوطن

سعيد رمضان على

2014 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


اليرموك، بؤرة كاشفة للوطن

من حوالي 1380 سنة قال هرقل عندما بلغه هزيمة جنده في اليرموك :
(عليك يا سورية السلام !)
وهاهو الزمن يعود دورته ، لنقول ماقاله هرقل من أكثر من ألف سنة:
(عليك يا سورية السلام !)
ونعم لهذا البلد الذي استرددناه من العدو ليقع في يد العدو . !
واليرموك تعود للظهور برموزها ، بالصعود والسقوط ، في اليرموك تتقاطع المصائر .. فلسطينيين طردوا من الديار، ليقعوا فى فخ الحصار.
والسوريين الباحثين عن الحرية ، وقعوا في فخ التشريد ..
والاثنين : فلسطينيين وسوريين ، تشاركوا معا مصير الوقوع بين أنياب الموت .
و يالها من فجيعة .. فجيعة سقوطنا .. لان الخوف ينهشنا ..وبسبب الخوف يحاصر أبرياء ويموت أطفال من الجوع ..نعم من الجوع .. ولم يحدث في تاريخنا العربي حتى في اسود لياليه أن مات أطفال محاصرين من الجوع .. حتى أحقر مخلوقات الله لاتموت هذه الميتة !
الخوف في أوطاننا السعيدة الحظ بزعمائها العظماء، هو خسارة المعركة.. والكلام عن الجبهتين .. من مع السلطة أو من ضدها ..
لذا فالحصار مفروض والقتل واجب .. فذلك سيرفعنا ويقربنا درجات من الجنة بارتفاع كرسي السلطة الذي نجلس عليه أو أن نطمع بالجلوس عليه.
ودائما أكلى لحوم البشر ، يجدوا الفتاوى التي تؤيدهم .. فأصحاب الفتاوى
من شيوخنا الإجلاء، تعلموا أن يقدموا فتاويهم في الموالد العامرة بالخيرات
وليس على أرصفة الجوع بجوار اليتامى والمساكين .
وإذا درت حول كراسي السلطة في الوطن العربي، فلن تجد شيئا اسمه اليرموك
ولاشيء اسمه شعوب مقهورة لها حق الحياة .
بل ستجد هز الأجساد ، واغانى المنتشيين بالمخدرات، وكاسات المخمورين تدور وأدمغة مغيبة في سكرات الكاسات .
تلك هي إستراتيجية البناء في أوطاننا .. وقد نجحت حتى الآن في بناء القبور ..
والسجون..حتى تكون حريتك حينها رهنا بمن يفتح لك باب السجن أو باب القبر.
وكل عقد من الزمان نستبدل سجان بسجان جديد ، وحفار قبور بحفار أخر .. وذلك بطريقتنا الفريدة في الانقياد لزعماء بلا ضمير .
ومن الغريب أن كل سجان يقعد على الكرسي يؤكد انه في حالة حرب دفاع عن الديمقراطية، ولهذا يسجنك ومعك ملايين غيرك .
وهاهم بحجة الديمقراطية سجنونا في اليرموك وباقي سوريا وغير سوريا ..
أليسوا في حرب من اجل الديمقراطية.. تلك الديمقراطية التي يمكن أن تضيع
بانتخابات ديمقراطية تأتى بالخصوم .. !!

في الأوطان العربية .. تعنى النقاشات الحرة خيانة .. وانك لاتحب بلدك ..وانك خطر .. والخوف من الآخرين يثير حالة من الذعر في الشوارع .. فتطغى الانقسامات الحادة التي لا تعرف نقاشا إلا بوسائل التدمير .
غطت الخزعبلات والوصايا على العقول والانقسامات الحادة على مشهدنا السياسي .. فضاع التعاطف الفعلي مع قهرنا وبؤسنا .. ولم يعد هناك أصوات حقيقية في المجتمع الدولي، تقدم مساعدة حقيقية لليرموك وغير اليرموك .
وأصبحت قضايا الحرية وتقرير المصير والنضال .. كلام مستهلك .. فالنضال الحقيقي من اجلها تحول ليكون نزاع حول الاحتفاظ بكراسينا ، أو إسقاط كراسي غيرنا .

---------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنس الشايب يكشف عن أفضل صانع محتوى في الوطن العربي.. وهدية ب


.. أساتذة ينتظرون اعتقالهم.. الشرطة الأميركية تقتحم جامعة كاليف




.. سقوط 28 قتيلاً في قطاع غزة خلال 24 ساعة | #رادار


.. -لن أغير سياستي-.. بايدن يعلق على احتجاجات طلاب الجامعات | #




.. هل يمكن إبرام اتفاق أمني سعودي أميركي بعيدا عن مسار التطبيع