الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يصبح الدم وسيله

اكرم مهدي النشمي

2014 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


عندما يصبح الدم وسيله للوصول الى الغايه فان كل شئ يصبح مباح ,من سقوط الشرف وتدني الاخلاق وشيوع الفساد والى التحالفات بين الحراميه والقواويد والفاسدين والتي تتم الصفقات فيمابينهم في بيوت الدعاره والمساجد والمدارس المذهبيه , وترفع اعلام الدين والمذهب ويصرخ الجهلاء والسماسره بان القوميه والدين والمذهب في خطر, انهم سماسره وتجار للبشر والحروب يسيرون فوق جثث الابرياء لايبالون بالدماء والحرائق ومنظر الخرائب, ولكنهم ينصتون بكل خشوع لرجل عفن الفكر تنبعث من جسمه روائح نتنه ,يتكلم بالايمان والاعتقاد ودروب الجنه وكان الله لم يخلق غيره بهذه المواصفات الرديئه انه يتصور ويعتقد بانه شريك الله وعارف باسرار الكون والخ وهو ليس اكثر من عقل مملوء ومشبع بماقال وقيل
متصوف وموصوف بالجهل لايعرف ماهي اسس جدليه التطور وكيف تبنى الحضاره والتي لايوقفها ولايقف عند حدودها زمن او يركد عند مستواها دين او عقل,اننا نرى تجار العقيده يبيعون مفاهيم وطقوس وايات وعلى مشاهدهم وعلى جانب الارصفه مناظر لاشلاء بشريه مقطعه ومتناثره ودماء الابرياء تغسل اتربه الشوارع ومن داخل جدران البيوت المهدمه تشق مسمع اذانهم اصوات و انين الجياع وعويل النساء,ان كل شئ مباح مقابل المال والنكاح,هم لايهتمون الابوجبه الطعام الدسمه وليله على شاكله ليلي الخلافه العباسيه,همهم المال لايبالون بقيمه الانسان ومستقبله وروحه الطاهره المقدسه التي امن الله بها على هذه الارض وهي الروح التي وهبها الله كما يدعون ولكنهم منافقون لايبالون الا بحاجاتهم ومايثير غريزتهم الوحشيه ويسيل لعابهم على كل قاصره قبل البالغه
ان الدماء اصبحت رخيصه في وطني العراق فهي تسيل كما تسيل مياه الامطار انها تنزف غير مقدسه ولا ماسوف عليها لتجري متسابقه مع المياه الملوثه ومعجونه بالتراب والغبار ,انها لاتعني شيئا فهي في العقول الهمجيه عباره عن فائض انساني ليس له قيمه طالما انه خارج من جسد كافر او جسد شيعي رافض , ان هذه الافعال لايمكن ان تكون نابعه من عقل انساني له احاسيس ووعي ويملك اي عاطفه انسانيه وهو بهذا الانحطاط اللااخلاقي ,انه هذه الافعال من قتل وخراب ودمار تمثل عاطفه ممسوخه ومتجرده من اي رحمه او لها اي مبرر وجداني, انهم يقومون بالتفجيرات والذبح ليقوموا بعدها التكبير باسم الله والاحتفال بالنكاح الجماعي المقدس وهم بهذا الفعل يصوروا لنا بان الله غبي وساذج واعتباطي وهو يرى افعالهم وبعيدين عن عقابه ,انهم خارج السلطه القانونيه وادواتها الجبانه والفاسده والتي لاتستطيع بسط القانون التي تتمثل به الحكومه الفاسده والطائفيه الجبانه وخارج حدود التصور الاخلاقي والمنطقي وطريقه بناء العلاقات الانسانيه
ان الانسان الفقير اصبح سلعه رخيصه تافه الثمن قيمته لاتساوي سعر البارود الذي يقتل به او السكينه التي يذبح بها,اصبح مصير العراق بيد من مليشيات واحزاب دينيه متعدده الاسماء ومتشابه الهدف غايتهم الحقيقه هي السرقه والفساد من جهه والادعاء بانهم اوصياء الله وفرض الطاعه لمقامه القوه والحديد والنار ,لقد زاد عدد المؤمنيين الجهلاء واصبح يقوف اعداد الجراد التي تغزو الحقول وتعمل من المزارع الخضراء صحراء جرداء, والشعوب المتحضره في واقع الغيبوبه والدهشه من هذا الايمان وتطبيق الوصايا الغبيه التي يضحك عليها المجانين,ان للتاريخ والمستقبل وقفه وحديث عن ماجرى ويجري في العراق ,سوف تكون صفحه سوداء لجميع المسؤولين من رؤوساء المذاهب والاديان والاحزاب السياسيه بجميع صنوفها علمانيه او اسلاميه او دينيه ,ان الارض سوف تستمر بالولاده والعطاء وسوف تنبت الخضره والورود وتعمر البلاد على ايدي الشرفاء وليس على ايادي المجانيين من رجال الدين المتحزبين وغيرهم من الذين يفكرون بعقول الاسلاف وادبياتهم فضلات من التاريخ المشوه للذين سبقوهم
اكرم النشمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة