الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يجب أن يحارب

محمد ليلو كريم

2014 / 1 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


يجب أن نحارب.... قاعدة العيش في العراق تتمحور حول إمكانية حملك للسلاح , وحتى الجندي غير المسلح يؤمر احياناً بحمل السلاح, فيشتكي المعاق غير المسلح لإجباره على حمل السلاح, ويأتيه التبرير: ( أنت ستحمل السلاح في الواجبات الخاصة بالحراسة فقط, ولا دخل لك بأي معركة), ولكن , سرعان ما يجد نفسه داخلاً في قواعد الاشتباك, وأتونها, ويتعرض إلى إعاقة إضافية, ويُزود بتقرير طبي يُصنفه كغير صالح لحمل السلاح, وبعد فترة , يتعرض للابتزاز من قبل مسؤول يجبره على حمل السلاح, لأغراض الحراسة فقط , مجرد واجب بسيط ستتخلص منه قريباً, ( فلمَ الامتعاض), وعند ساعة ليلية حالكة يهجم مجموعة من الباحثين عن أي نقطة وثغرة مُعاقة, ويا سبحان الله , فإنهم يجدوها محروسة بصاحبنا غير المسلح , فينقضون عليه , ويُطرزون جسده بالرصاص, وتشاء الأقدار أن لا يموت , وبعد مكوث في المستشفى لوقت معين , يصدر التقرير الطبي مصنفاً إياه كجندي لا يصلح لحمل السلاح, فيصير غير مسلح , للمرة العاشرة , ويعود لوحدته العسكرية بعد انقضاء الإجازة , فيجد أن كثيرا من المقاتلين قد تبرعوا بشيء من مال الله ليسدوا رمق الضباط المساكين, فيؤمر بحمل السلاح والمرابطة في نقطة حراسة, مجرد ساعات من الحراسة, يسد غياب إخوته من المتمتعين بإجازة الدفع المسبق, والى حين عودتهم يضل مرابطاً في حراسته, ولا شأن له بالقتال والاشتباكات والهجمات, ولكن العدو لا يعترف بتعهدات السيد الضابط المرتشي, فتحدث الهجمة المباغتة, ويتعرض صاحبنا لوابل من الرصاصات, ولا يموت, ويُنقل إلى المستشفى, ويمكث فيها لحين إنقاذ حياته, ويخرج ليكمل علاجه ونقاهته في البيت, وبعد شهور من الألم والعذابات والشفاء البطيء المرير يعود إلى وحدته, ولا يختلف الأمر, فالجنود ما زالوا يشترون الإجازة مقابل الفلوس, وهو المرشح الوحيد لسد ثغرة غيابهم, فيحمل السلاح ويرابط في نقطة للحراسة, ويداهمه عدو جديد, وقد لا يموت, مجرد إصابات مؤلمة, وعطب في جسده, ومستشفى, وبيت, وفترة شفاء وعناء, وعودة, وحراسة, وهجمة مباغتة, و ....... ولكم أن تُعيدوا القصة ألف مرة, فالذي نتحدث حوله لم يعد مواطناً حتى, إنه جندي, لا غير, لا أكثر ولا أقل, جندي و "بس", جندي مستعد لتقبل أن يُفرغ فيه كل الأعداء, والفرقاء, والشركاء, جام غضبهم, ونار صراعهم, وتقلب أمزجتهم, ليشعروا بعدها بالراحة والهدوء وبرودة الأعصاب, وهو سيشعر بشيء من الألم, ويقضي بعض الوقت على فراش المستشفى والبيت, فهو جندي, صبور, تحمل الكثير, ومستعد للمزيد, فالوطن يستحق, وأصنام الوطن تستحق, وعاهرات الوطن تستحق, والسراق والنهابون والسفلة والمتواطئون والمتخاذلون والمرتشون والخائنون, كلهم يستحقون, ويضل هو البطل المقاتل الباسل الغيور مشروعا للتضحية ما دام في رئتيه هواء الدنيا, سيضحي حتى للغرباء, الدخلاء, المحتلين والإرهابيين، وسيأتي يوم يؤمر بالذهاب إلى قندهار ليقاتل, والى جنوب السودان, وسيواجه الجيش الايرلندي, ومنظمة أيتا الانفصالية, وجيش كوريا الشمالية, والمهربين المتسللين الى أراضي الولايات المتحدة من حدود المكسيك, ولا بأس أن اعترض نيزكاً متجها صوب كرتنا الأرضية الحبيبة.
سيعود بعد كل الحروب والمواجهات ليجد نفسه بلا معيل, و بلا أجر يقضي به آخر العمر, إن صاحبنا الجندي سيُرمى إلى المجهول, ويُنسى , وادعو الله أن يمكنه من القدرة على التسول, وهو السميع الرحيم, فإن تمكن من التسول, سيُرابط في نقطة حراسة جديدة واجبه فيها أن يصرخ باستمرار : لله يا محسنين , لله يا محسنين , ساعدوني يرحمكم الله ......
جندي الأمس , متسول المستقبل , ضحية الوطن والأناشيد الوطنية وحروب الوطنيين , فيا عراق, اسمعني وأنا أردد:
أبا الأحرار لا عجباً فإنا نؤدي فدية الوطن العجيب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتيجة خسارة التحدي.. قمر الطائي تعاقب بطريقة قاسية ??????


.. بعد رحيل -رئيسي- .. إيران أمام أخطر 50 يوما في تاريخها




.. فتح تحقيق بأسباب تحطم طائرة رئيسي.. ووفد رفيع يصل مكان الحاد


.. شبكات | انتقادات لمخرج مصري بعد مباراة الزمالك ونهضة بركان




.. شبكات | احتفاء بأمانة طفل يمني