الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراء ...؟!

سيمون خوري

2014 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


هل كان علينا انتظار ما سمي " ربيع "، لكي نكتشف عمق حالة الانفصام والانفصال بين خطابنا السياسي والاجتماعي وبين الواقع المعاش..؟
هل كان علينا الانتظار طيلة هذه السنين العجاف، لكي نكتشف أن عقلية القبيلة والمجتمع الرعوي والغزو والنهب والسلب، والخطف، والشوفينية هي بنية هذا المجتمع " العربي " الذي طالما تشدقنا في خطاباتنا، حول الأخوة والمواطنة والتسامح الديني والعيش المشترك..؟
ثم نكتشف أننا مجتمعات تقتات على النفاق الاجتماعي.
هل كان علينا الانتظار طيلة العمر هذا، لكي نكتشف حجم التغول والتوحش والقتل الذي لازال معششا في عقلية البعض، وأن ما يظهر على السطح أقل بكثير مما يختفي تحته؟.
في فصل الشتاء تتعري الطبيعة استعدادا لاستقبال تعددية ألوان الطبيعة. بيد أن ما يسمى بربيع عرانا جميعاً وكشف عورة مجتمعاتنا، وأصبحنا تكراراً لزمن معاد ممل.
ولا زال موروث البعض يحن الى فترة حيوانيته .
للحقيقة نحن لم نكتشفه فهو مثل النفط كان راقداً في الإعماق ينتظر لحظة خروجه الى السطح .
أحياناً أتساءل هل يمكن لأحدهم إلقاء " معارضي جماعته " من الطوابق العليا لبناء وهم أحياء ،ثم يذهب للنوم وكأن شيئاً لم يحصل حتى لم يقدموا الى محكمة ما ..؟!
أو أن "يلتهم " احدهم قلب جندي دون أن يخامره أي إحساس بوحشيته القذرة...
أو لقائد طائرة حربية وهو يلقي ببراميله المتفجرة وهو يدرك أنها قد تقتل أطفالاً أبرياء ذنبهم أنهم ضحايا تجار الموت من الطرفين...
أو كيف يمكن لأطراف ما استخدام المدنيين كستار واقي في مواجهة آله الحرب من الطرف الأخر.وأن يفتك بهم الجوع قبل أن تفتك بهم ألة الحرب..؟
أو لانتحاري " مهووس " بشاحنة متفجرة على مركز ديني ؟
" يورغوس اكسنداري " شاعر يوناني تقدمي ، قتل في الحرب العالمية الثانية. في رسالة الى صديقه كتب ما يلي :
أسوء شئ في الحرب أن تكون بين خيارين إما قاتل أو مقتول . لكن أفضل الموت مقتولاً، بدل أن أكون قاتلاًً ".
هل هذا موقف خاطئ ، أم أنه تعبير عن حالة إنسانية أخلاقية ، راقية وموقف مبدئي من الحرب وضدها في آن معاً؟.
احتلت إسرائيل جزء من ارض فلسطين ومارست أبشع أشكال أنواع القتل والتهجير ضد شعبنا الفلسطيني. بيد أن الراحل عرفات وقف في الأمم المتحدة قائلاً: لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي ".
وهو يعني رسم نهاية لإراقة الدماء مطالباً بدولة ديمقراطية تضم الجميع.طارحاً بديلاً إنسانيا لإقامة مجتمع متعدد الأعراق والإثنيات . ومن موقع حماية حقوق الإنسان كإنسان .
بيد أنه في حرب " آل البيت " في سورية مات الإنسان جوعاً..؟ وجميعهم كما يقال أبناء وطن واحد..؟!
ما أسوء أن يموت الإنسان جوعاً ليس دفاعاً عن مبادئ ، ولا عن قضية عادلة ، بل الموت ضحية وكثمن لصراعات الكبار سواء الإقليميين . أو الفاعلون الصغار من أمراء الحرب والموت.
لا فرق بين الفلسطيني والمواطن السوري، كلاهما ضحية شعارات دولة الطاغية من جهة، ودولة القبيلة العشائرية من جهة أخرى.
ومخيم اليرموك ليس تجمعاً فلسطينياً فحسب ، بل وتجمعاً للمواطنين السوريين الفقراء والمهاجرون من البلدان المجاورة الباحثين عن فرصة عمل ولقمة خبز .
ما حصل في اليرموك وفي مناطق أخرى من سورية ، لم يحصل في بلدان أخرى. هنا اللوحة مختلفة، عمليات اغتصاب وخطف وسرقة ونهب حتى للمساعدات الإنسانية.
الإنسان في جميع حالاته هو ضحية العنف والعنف الرمزي لعقلية اليقين ذي اللون الواحد. ضحية صراع المذاهب والطوائف وغسيل الأدمغة والمصالح الإقليمية والشخصية للبعض.
وبتقديري وبعيداً عن نظرية " المؤامرة " التي بدأت تسلل الى جزء من رؤيتي للصراع الراهن ؟، اعتقد بقوة أن خطورة ممارسات من هذا النوع ،كونها تعصف ببقايا التسامح السياسي والاجتماعي والديني. وبالمحصلة الأخيرة تعصف بما تبقى من ضمانات سياسية للحريات العامة . وتطرح تساؤلاً محرجاً للجميع حول هوية المستقبل المشترك لكافة المكونات الإجتماعية سواء في سورية أو في العديد من البلدان التي تعثرت فيها التجربة بسبب صعود ممثلي التطرف السياسي الى واجهة الحدث . وبدعم من القوى الدولية التي تتشدق بحرصها على " دمقرطة " العالم العربي .
على الصعيد الفلسطيني أدرك أننا سندفع كالعادة ثمن صراعات الآخرين كما دفعنا سابقاً . وسندفع الأن ثمن قصر نظر بعض الأطراف السياسية الفلسطينية من أصحاب شعارات الخلافة أو الممانعة معاً ،سندفع ثمنا أكبر من الفواتير السابقة . ولكي لا نتهم أحدا ترى هل ما يحصل في مخيم اليرموك يندرج تحت بند وخانة تهجير جديدة تصب في مصلحة ما يروج له في جولة السيد جون كيري ..؟
رغم أن البعض يعتقد أن شبكات تهريب البشر ليست بعيدة عن دوائر أصحاب القرار السياسي لاستمرار الحرب أو توقفها في سورية...
شخصياً كنت أتمنى أن تتمكن " الحركة المعارضة " للنظام من صياغة رؤية مستقبلية أفضل من هذا النظام الذي فقد شرعيته منذ اللحظة التي أطلق فيها الرصاص على شعبه. وطرح بديل وطني ديمقراطي يحمي حقوق الإنسان. وبعيداً عن الحلول التسلطية لإشكالية التعدد الأثني . لكن لشديد الأسف لم تتمكن هذه - المعارضة -لا من صياغة برنامجاً سياسياً واضحاً ولا رأب صدعها والحيلولة دون مزيد من التشرذم والإستقطابات السياسية للخارج .
بل زادت حدة الاحتقانات الطائفية . واستشرى الخوف في كافة مفاصل مكونات المجتمع ويتحمل كلا الطرفين أخلاقياً المسئولية الكاملة عما حصل ويحصل من ممارسات مدمرة للبشر.
وفعلا شئ غريب حجم هذا التغول والتوحش في القتل ، والتفاخر بجز الرؤوس ؟!
هناك حروب أهلية عديدة حدثت في هذا العالم ومنها الحرب الأهلية في اليونان التي استغرقت ثلاث سنوات والحرب الأهلية في اسبانيا..الخ ، وفي مجمل هذه الحروب لم تصل الأمور الى درجة الموت جوعاً. ولا تحول القتل الى وسيلة دخول لجنته الوهمية . قادت المعارضة اليونانية والاسبانية شعبها نحو صنع التغيير وانجاز الديمقراطية .
في بلادنا المعارضة تدافع وتقود شعوبها نحو عودة الصراع بين آل البيت. وتحلم بدولة الخلافة ...هذه الدولة التي مات فيها خلفاؤها مقتولين بالسيف أو بالسم..؟! ثم انتهت الى حرب أهلية بين أنصار زوجته ،وأنصار ابن عمه .. ولازالت مستمرة حتى الأن ...ما هذا التاريخ المجيد ..الذي نفتخر به..؟!
بل إن أحد قادة المعارضة القبلية صفع أحد معارضيه قبل أن يصل الى كرسي الآلهة.
أهذه هي الديمقراطية التي يروجون لها كممارسة وأيديولوجيا ..
استبدال قناع الأسد بأسد أخر..
وحسب رأي الراحل " محمد عبد الجابري "
هناك ثلاث مفاتيح تتحكم في واقعنا وهي السلوك العشائري ،التطرف الديني ، والاقتصاد الريعي .
وهي نقاط لا تختلف بحال مع تشخيص ابن خلدون لحالة المنطقة منذ مئات السنين،
" العقيدة، والغنيمة، والقبيلة ".
عناصر حكمت العقل السياسي العربي في الماضي، وما زالت تحكمه بصورة أو بأخرى في الحاضر. والنتيجة احباطات ونكسات فتحت الباب لعودة المكبوت ، وهكذا عادت العشائرية والطائفية والتطرف الديني والعقائدي لتسود الساحة العربية ، ليجعل حاضرنا مشابهاً لماضينا، فأصبحت " القبيلة محركاً للسياسة ، و" الريع " جوهر الاقتصاد ، والعقيدة دافعاً للقتل وتبريراً للقمع" .
للراحل عبد الله القصيمي القول التالي :
" فالكل ينهض في الصباح ليذهب الى الحظيرة ليتناول العلف بعيداً عن ثقافة السؤال . وحينما يكبر يذهب أيضاً لكي يصبح برغي في آلة السلطة من أجل علف بروتيني وملابس ومأوى وسرير . ولن يسمح له بالتقاط أنفاسه والتفكير في حريته ومعتقداته ويتحول مع الأيام الى آلة تتحرك بشكل روتيني وحتى صلاته يذهب إليها بفعل الارتباط الشرطي الذي عناه بافلوف في نظريته".
ترى كيف يستوعب العقل البشري أن الآلهة تغضب على الذين يضحكون ويفرحون وترضى عمن يحزنون ويبكون ويلطمون ويقتلون وضد ثقافة الفرح..؟
أخيرا
نحن ندرك، أن الديمقراطية مكسباً ومطلباً معقداً، بيد أنها مناخ وممارسة وليست شعاراً. وندرك أن النظام رفض منذ البداية تقديم تنازلات وإصلاح بيته . بيد أن هذا لا يعني أن تفضي المصالح الضيقة لجماعات ما الى انهيارات عامة ومروعة وتقود الى دمار عام وموت البشر جوعاً .
لا نمارس دور الأستذة على أحد ونحن خارج المعادلة السورية، بيد أنه على الأطراف الحريصة على بلدها تقديم وجه وطني عريض وبديل ديمقراطي، يشكل مظلة للجميع، دولة القانون المدني، التي تحظى بثقة الناس واحترامهم.للخروج من الأزمة التي وصلت إليها حالة " المعارضة " والعمل على تحقيق استقلاليتها السياسية.
كفانا نحن في الساحة الفلسطينية ما آل اليه انقلاب الأخوة في حماس ونتائجه على كافة الأصعدة . وها نحن نواصل دفع فاتورة ضيق الأفق السياسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الغالي سيمون
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 1 / 18 - 11:38 )
تحية و سلام و محبة و احترام
انت في قلب المعادلة السورية وجدانياً
لا يوجد مجتمع متوحش حتى في الغابة...لكنها مصالح الغير
ان ما تراه و نراه ليجسدوا لنا ان الغير ارحم
ماذا كان الجواب على غصن زيتون عرفات؟
الحرب في اليونان لم تُدفع لأشعالها المليارات و بتأييد كل العالم المسمى بالعالم الحر
لماذا لم يقل هذا المسخ العالم الحر لكلاب القتل كفى؟
لماذا فتح الناتو حدوده المحروسه باعقد التكنولوجيا للقتله و اذنابهم عبر تركيا؟
لماذا سكت الناتو المجرم عن اغتصاب نصف قبرص؟
لماذا سكت الناتو على تصريحات ال سعود وخدمهم المعممين؟
لماذا حطم الناتوا اليونان لسواد عيون تركيا؟
اكرر التحية اخي الغالي
اراك منفعلاً و هذا حقك وانا مثلك...لكن صحتك مهمة ...اعرف انك ستقول انها ليست افضل من حياة الاطفال و الاخرين هناك...أقول لك اعرف ...لكنه الضعف مني بهذا القول الذي ارجو ان تعذرني عليه


2 - أشك أن تكون مافيا الاسد من سورية
سوري فهمان ( 2014 / 1 / 18 - 13:01 )
أخي الكريم سيمون
إنه لما يثلج الصدر أن نجد في هذا الموقع كتاب متحضرين مثلك أو مثل ليندا أو نضال الربضي يكتبون فقط للحقيقة غير مدفوعون بدوافع طائفية أو مادية.
ما حصل في سورية هو سهل التحليل على الرغم من الأف المقالات التافهه و التي تحاول أن تظهر لنا نظام فاشي قاتلا الشعبه لم يعرف التاريخ مثله من قبل كبديل أوحد و دائم لحكم الشعب السوري .
لنتخيل للحظة لو أن الوريث الأهبل تصرف بوطنية بعد أن قال الشعب كلمته بانه يريد الحرية وإستعادة بلده لتصبح سورية فقط وليس سوريه الأسد
تامل لو أن هذا المعتوه قام
بإنتخابات
نزيهه وبقي بعد ذلك في السلطة إن كان الجواب نعم أو سلمها
إلى أصحابها الشرعيين إن كان الجواب لا اين ستكون سورية ألان ا
لقد شارك هذا الأهبل وعصابته في تدمير البلد وأنا أشك أن تكون مافيا الاسد من سورية
تحياتي الأخوية


3 - ساكتفي معك بما قاله شوقي
شامل عبد العزيز ( 2014 / 1 / 18 - 15:58 )
إن الشجاعة في الرجال غلاظة ما لم تزنها رأفة وسخاء

والحرب من شرف الشعوب فإن بغوا فالمجد مما يدعون براء

والحرب يبعثها القوي تجبرا وينوء تحت بلائها الضعفاء


4 - تحيه للأخ الكاتب سيمون الخوري
فيصل البيطار ( 2014 / 1 / 18 - 17:02 )

ليس من موقع المعلم لكن من موقع القارئ للتاريخ كما أنتم ولشحذ همتكم(إسمحوا لي) للإستذكار وأنا أدرك تماما مدى تأثركم الإنساني بما شاب ثوراتنا العربيه من شوائب، تلك التي أسميتموها بين قوسين بالربيع ما يشي بإعتراض ضمني عليها
لم يخبرنا التاريخ عن ثوره واحده دون شوائب وإنتكاسات، بما فيها ثورتنا الفلسطينيه التي قدمت حتى أوسلو حوالي مائة الف شهيد ثم أعداد كثر على طريقهم ناهيك عن الأسرى والمعوقين والمشاركين فيها ممن باتوا يتحملون وحدهم وزرها والنتيجه لا شيئ تقريبا
الثورات على قوى الإستبداد الوطنيه والطبقيه إستحقاق آني أو مؤجل لكنه شرعي وحتمي لامفر منه بدون تفصيل في هذا المقام، ولا يقلل من شرعيتها وضرورتها إستغلال قوى التخلف لمساحة الحريات التي تعطيها على عكس قوى الإستبداد التي تحجبها تماما، عندما لا تجد الناس بدا من الثورة وهي اللحظه التي تتساوى فيها قيمة الحياة مع قيمة الموت فلن تتوان عن السير بثبات في طريقها ولن تحسب مخاطر قوى متخلفه تسعى لسرقتها وحرفها عن الطريق الذي إختطوه للخلاص من الظلم والقمع
القصور ليس في الثورات لذاتها، عوامل كثيره متداخله داخليه وخارجيه هي التي تحكم خط ومصير الثوره


5 - رد الى الأحبة
سيمون خوري ( 2014 / 1 / 19 - 08:07 )
أخي عبد الرضا حمد جاسم تحية لك وشكراً على مرورك .للحقيقة هناك كتاب مهم جداً الإطلاع عليه وبرما هذا الكتاب هو أحد الكتب التي صدرت مؤخراً وتعزز ميولي نحو نظرية المؤامرة التي اشتركت أنظمتنا في المساهمة بها . وهو كتاب للدكتور ديفيد فيشر David fisher / morality and war
والكاتب مسئول سابق في وزارة الدفاع البريطانية ووزارة الخارجية . صدر الكتاب في العام 2011 عن جامعة أوكسفورد. مع التحية لك
أخي السوري تحية لك أينما كنت نتمنى لسورية العزيزة علينا شعباً وحضارة أن تصل الى شاطئ السلامة سياسياً واجتماعياً. ووأد كل اشكال ومظاهر الحرب ونتائجها لك كل التحية .
أخي شامل الورد تحية لك وشكراً على مرورك الطيب . تعليقك اختصر العديد من النقاط . لكن بقيت نقطة هامة أن عودتك للكتابة في الحوار مسألة مهمة . رغم أنه ليس من حقي التدخل في قرارات الأخرين الشخصية . تحياتي لك
أخي فيصل البيطار تحياتي لك أتفق معك في العديد من النقاط المطروحة لكن لم تصل الأمور الى هذا المستوى من القتل وسفك الدماء ولا الى هذا الحد من الإستهتار بالقيم الإنسانية . تحية لك وشكراً على مرورك.


6 - تحية استاذ سيمون
عبله عبد الرحمن ( 2014 / 1 / 19 - 19:59 )
الاستاذ المبدع سيمون خوري
نشكرك على هذه المقالة القيمة كثير من النقاط وضعت على حروفها
استناج طيب ولن نقول مفجع كنتائج هذا الربيع الذي تجاوزنا به من خط الامل الى خط الحزن والطريق المسدود
طابت صحنك دمت بألف خير

اخر الافلام

.. مغامرات وأسرار.. بيكي تكشف أبرز التحديات التي تواجه البنات ا


.. استطلاعات: الولايات الأميركية المتأرجحة تبدي تغيرًا لصالح با




.. ناريندرا مودي يتولى رئاسة وزراء الهند للمرة الثالثة


.. لأول مرة.. مقاتلة أوكرانية تقصف العمق الروسي وتدمير مقاتلة ا




.. قتلى وجرحى من جراء استهداف الجيش الإسرائيلي مبنى سكنيًّا وسط