الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محكمة الحريري .. طريق نحو العدالة

سليم عبد الله الحاج
سوريا

(Rimas Pride)

2014 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


بدأت في لاهاي اولى جلسات محاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري الذي قضى في انفجار ضخم ببيروت منتصف شهر شباط من العام 2005 . وقد كانت جريمة الاغتيال بمثابة الزلزال السياسي في لبنان حيث وضعته في قلب الصراع الاقليمي و الدولي المتجدد حول الهيمنة عليه بالنظر الى حساسية التركيبة الاثنية و الطائفية بداخله .. ومنذ انشاء هذه المحكمة تاثرت اجراءاتها باجواء الانقسام الداخلي و المعطيات السياسية و التغيرات المختلفة في مزاج القيادات اللبنانية و من يقف وراءها .. وقد عرف المسار التحقيقي عدة محطات حرجة و واجه معيقات كثيرة في طريقه جعلته يغير من وجهته اكثر من مرة .في وقت اشتد الخلاف بين اللبنانيين وتواصلت سلسلة عمليات الاغتيال السياسي في حق رموز واعلاميين و صحفيين عرفوا بمعارضتهم القوية للنفوذ السوري بلبنان ..و اليوم يشكل انعقاد المحكمة في حد ذاتها حدثا هاما ومفصليا في تاريخ لبنان على الرغم من كل الصعوبات القائمة لانها قد تكون اداة لانارة بصيرة اللبنانيين نحو الحقيقة ليهتدوا الى طريق الوحدة و المصالحة فلا شيء اضمن للسلم الاهلي من قول الحقيقة و احقاق العدل و محاربة الجريمة و الافلات من العقاب بواسطة القانون
وجدير بالذكر ان المحاكمة ستكون غيابية وقد تمتد لفترة طويلة في ظل احجام حزب الله عن التعاون مع المحكمة و تسليم المتهمين الاربعة الضالعين في الجريمة وفق القرار الظني .. فهو طرف لا يعترف بشرعية المحكمة ويراها بعين المؤامرة على الرغم من كونه احد الموقعين على بروتوكول انشاءها حينما كان الاتهام السياسي موجها نحو سوريا والنظام الامني اللبناني الموالي لها ويلاحظ ان اجواء ما بعد اغتيال الحريري قد ساعدت الحزب على الظهور بمظهر البديل للوجود السوري وبقي الامر كذلك الى ان انقلبت الموازين وزالت الضغوط عن سوريا ووجه الاتهام مباشرة الى حزب الله مع بروز تسريبات مجلة دير شبيجل الالمانية سنة 2009 ثم القرار الظني سنة 2011 . وبدلا من الدخول للمحاكمة و الدفاع عن نفسه بمناقشة الادلة المطروحة و دحضها راح حزب الله يعتمد سياسة صدامية في هذا الشأن مستغلا الاوضاع الاقليمية وبخاصة الازمة في سوريا ليحول هذه الاخيرة الى حلبة صراع لتصفية الحسابات مع خصومه واطالة حالة الفوضى و الانكار الى اقصى حد ممكن حتى لا يضطر للخضوع الى السقف الاخير وهو الاندماج تحت مظلة خيارات الدولة اللبنانية ومن ذلك تسليم سلاحه و الدخول في اطار قرارات المحكمة الدولية
وسواء كان حزب الله وراء قتل الحريري ام لا فهو امام تحدي كبير في عصر الوعي و الادراك و عندما يعتقد الجميع باهمية العدالة لردع الارهاب والعنف وتحقيق الاستقرار و بناء المستقبل ويبقى النهج الافضل حسب كثيرين هو انتقاد المحكمة بناءا على احترافية اجراءاتها و مهنيتها وبعيدا عن اي تجاذبات سياسية او مواقف مسبقة او اعتبارات شخصية مثل الانتقام و غيره فلبنان و العالم العربي بحاجة الى نجاح تجربة من هذا الشكل ليتم تعميمها والاخذ العبرة منها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: هل تنجح مفاوضات الهدنة تحت القصف؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. مراسل شبكتنا يفصّل ما نعرفه للآن عن موافقة حماس على اقتراح م




.. واشنطن تدرس رد حماس.. وتؤكد أن وقف إطلاق النار يمكن تحقيقه


.. كيربي: واشنطن لا تدعم أي عملية عسكرية في رفح|#عاجل




.. دون تدخل بشري.. الذكاء الاصطناعي يقود بنجاح مقاتلة F-16 | #م