الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السوداني وتهمة الكسل

سامح الشيخ

2014 / 1 / 19
السياسة والعلاقات الدولية


كنت أظن وليس كل الظن إثم أن مقولة السودانيين كسولين هي مجرد دعابة ثقيلة الظل او مزاح ثقيل الدم من بعض الاخوة العرب عندما يريدون أن يستثيروا احد السودانيين بهدف المزاح. ولكن بعد ان خرجت من السودان وتعاملت مع كثير منهم تأكدت من خلال بعضهم وهم اخوة افاضل وقريبين بالنسبة لي تاكدت ان هذه المقولة ليست مزاح ثقيل بل هي اعتقاد راسخ في اذهان كثير منهم ممن لا يعلمون عن اوضاع السودان الداخلية وانها فكرة مسبقة عن معظم السودانيين اما بسبب تقصيرنا نحن السودانيين او بسبب الاعلام في العالم العربي الذي يعرض السودانيين بتنميط مكرر حيث لا يتصور معظم الاخوة في العالم العربي ان الشعب السوداني عبارة عن شعوب مختلفة ومتنوعة الثقافات واللغات والاديان .
وهذا ليس بغريب فنحن ايضا لدينا بعض الافكار السلبية عن كثير من الشعوب الاخري ولدينا تعميم سلبي شنيع علي بعض الشعوب خصوصا في بعض الصفات غير الحميده بالتعميم مثل نعم كل هذا الشعب كذابون وهكذا.
بالعودة لموضوع كسل السودانيين ومن تجربتي الشخصية قد اجد لهم العذر فيه خصوصا وان سببه بالنسبة لما يروا ويشاهدوا او ما درسوا عن السودان هو في معظمه عن ان السودان بلد خير وامطار وانهار وان سلة غذاء العرب لذلك بلد بمثل هذا الخير الوفير من ثروات مائية وغابية واراضي مسطحة طالما ان بلد بمثل هذه الخيرات ولم يستطيع ان يكون سلة غذاء او يكتفي من الغذاء فان هذا بسبب كسل شعبه.
ولكن نحن نقول لهم انكم معزرورون لان اي تنمية وانتاج اساسها الانسان وان هذه التنمية في ظل احتكار السلطة والمال مستحيلة لانها بيئة غنية شكلا وفعليا غنية بالفساد بالاضافة للحروب الاهلية التي اهلكت السودانيين ومازالت منها حرب الجنوب اطول حرب اهلية في افريقيا استمرت لاكثر من خمسين سنة راح ضحيتها ثلاثة مليون سوداني والى الان الحروب مستمرة في السودان والموت مستمر في ظل حكومة تصرف على جيشها سبعين في المائة من ميزانيته نعم سبعين في المائة من الميزانية يذهب للجيش والشرطة والامن لا ليحاربوا معتدي خارجي وانما ليحاربوا سودانيين مثلهم ولكم ان توزعوا ايها الاخوة بقية الثلاثين في المائة لبقية القطاعات بعد ان تخصموا خمسة في المائة تذهب للتعليم وخمسة تذهب للصحة لتكتشفوا ان في السودان لا يوجد قطاع للتنمية يعود بارباح مقابل ما صرف عليه وان كل ايرادات الدولة موجهة للدولة الامنية التي بها جهاز وظيفي مترهل ومتضخم من عشرات الوزراء ووزراء الدولة والولاة والمحافظين والمعتمدين وغيرهم هذا غير ان ما لا تعرفونه انه بسبب تعطل الخدمات في الاقاليم صار ثلث سكان السودان فقط الخرطوم العاصمة وهذا ايها الاخوة العرب ما لم تطلعوا عليه في مدارس او اعلام لا يحب الحقائق فاصبحنا بسببه متهمين بالكسل.



عن الكاتب
سامح احمد الشيخ
مواليد العام 1977
سوداني مقيم ببلجيكا ناشط سياسي وكاتب لاراء ومواضيع في السياسة تخص الشأن السوداني في عدة مواقع على الانترنت من خلال وجهة نظر مستمدة من ايماني بفكرة السودان الجديد للمفكر السوداني جون قرنق دي مبيور

جوال : 0032487018593








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله.. هل تخلت إيران عن حزب الله؟


.. دوي انفجار بعد سقوط صاروخ على نهاريا في الجليل الغربي




.. تصاعد الدخان بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجن


.. اعتراض مسيرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سماء مستوطنة نهاريا




.. مقابلة خاصة مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن