الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجل السنة في العراق

رباح حسن الزيدان

2014 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


كما تقوم كل البرامج السياسية، المعروضة على شاشات الفضائيات، والصحف والجرائد، والمنظمات الدولية المعنية بالسياسة وحقوق الانسان، بإختيار رجل السنة، مع بداية كل سنة، وانتهاء سالفتها، قررت ان أقيم واختار رجل السنة للسياسة العراقية .
امامي قائمة طويلة من اسماء الاحزاب والشخصيات التي كانت فاعلة في العام المنصرم، استثنيت اولاً، اسماء الاحزاب، فلم ينشط اي حزب سياسي، محاولاً رسم خارطة طريق تتلائم مع افكاره وطروحاته، وقد اكون متعمداً في استثناء الاحزاب السياسية، فهناك ارتياب عام منها، فهي مستوردة وغير مطبقة للشعارات، فضلاً عن عدم تعود الناس على الممارسة الحزبية، نتيجة اغلاق النظام السابق لباب الاحزاب ومريديها .
وضعت بعدها، قائمة بإسماء الساسة، وبدأت بشطب كل اسم لا يقترن بإنجاز، فلم يتبقى امامي الكثير من الاسماء . بعد عمليات الفرز والتقييم، حصر التنافس اوتوماتيكياً بين امراء المناطق، فلم اجد زعيماً اوحد لكل العراقيين، وهذه من محاسن الديمقراطية ومساوئها، حسنة لأنها اغلقت الباب امام عودة، أنظمة القرون الوسطى، وانهت الى الابد، شعار " انا الدولة، والدولة انا " الذي اطلقه الملك الفرنسي لويس الرابع عشر، وطبق في العراق بحرفية عالية، قل نظيرها في العالم، اما السيئة التي يحملها، تعدد الزعماء، هو أننا لم نجمع على شخصية عراقية، خلال التجربة الديمقراطية من بعد 2003، ولم نكون الية للأختيار فكل حزب بما لديهم فرحون.
الان لم اعد املك، الا اسماء قليلة، ويجب ان افاضل بينها، وهي اسماء، اصعدتهم مناطقيتهم الى الساحة، وابرزتهم المذاهب، فهم بذلك اسماء مفرقة اكثر من كونها موحدة للشعب العراقي.
عدد قليل من الاسماء على الساحة السياسية العراقية للعام المنصرم، هم الذين صالوا وجالوا على مسرح الاحداث، وتحولوا من اقصى اليمين الى اقصى اليسار في مواقفم، ولست بهذه السذاجة، لأحكم عليهم من خلال المتغيرات، وانا اعلم ان المتغيرات هي الثابت الوحيد في اللعبة السياسية، لكن ساستنا اثبتوا فشل ذريع في ادارة الدولة العراقية، فهم فريق غير متكامل لإدارة دولة متكاملة، جربت كل الوسائل الرياضية المتاحة، لحساب نتاج عملهم، فلم اخرج الا بالخيبات والفشل على مختلف الصعد، الامنية والخدمية، وادارة الازمات، وعلى ذلك جاءت النتيجة ان : لا رجل سنة لسنة 2013 في العراق.
هذه النتيجة التي خرجت بها لن تعجب المنظمات الدولية، ولا رؤوساء تحرير الصحف، فهم يتعاملون مع الاسماء، ولن يرضوا بخيار، لا رجل سنة لهذه السنة، فقررت ان اختار، الشعب السياسي العراقي ( الشعب السياسي : من لهم حق التصويت من افراد الشعب ) ، فهم من فهم هذه المرحلة جيداً، وهم من سيعيد الامور الى نصابها في مفتتح السنة الجديدة، وهم الرقم الصعب في المعادلة السياسية العراقية، ويجب عليهم ان يحافظوا على المكسب الوحيد الذي تحقق بعد رحيل الطاغية، وهو مكسب الديمقراطية، والشعب السياسي العراقي، يدرك جيداً، أننا لا نريد العودة الى الوراء، ولن نعود ان وظفنا هذا المكسب ( الديمقراطية ) من اجل تغيير سنة 2014 الى الافضل، لنختار في نهايتها، شخصية سياسية عراقية، نستطيع ان نجمع عليها، بأنها كانت رجل السنة، فبعد ان عارضنا السياسات الحكومية الخاطئة، لم يتبق امامنا سوى تغييرها ديمقراطياً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز