الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعيداً عن السياسية

يوسف عودة
(Yousef Odeh)

2014 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



غالباً ما يحاول البعض الإبتعاد عن السياسة أو الحديث فيها والغور في تفاصيلها، مدركين بذات الوقت قذارة بعض أساليبها، التي تحمل بين طياتها الخداع وفن الكذب، وتفضيل المصالح الخاصة على العلاقات الإنسانية، وبالتالي فأنه غالباً ما تكون صداقات اليوم عداوات الغد والعكس صحيح، وبالرجوع الى مصطلح السياسة بحد ذاته، نرى أن هنالك العديد من التعريفات له، والتي بمجملها تصب في أن مصطلح علم السياسية، هو "العلم الذي يدرس الدولة ومؤسساتها وأجهزتها المختلفة، والعلاقة التي تربط بين هذه المؤسسات والأجهزة"، وبالطبع هذا تعريف بسيط لعلم السياسة، ولكن على الجانب الأخر هنالك من يفسرها بنظرة تشاؤمية سلبية، فقيل بأن السياسة، هي فن الكذب وحياكة المؤامرات، فن الخداع والمكر ونقض العهود، وغيرها الكثير من التعريفات التي تندرج في هذا الإطار.

والواقع أن السياسة تدخل في جميع معاملاتنا اليومية، أي بجميع تصرفاتنا ولا تقتصر على الساسة فقط، وبالتالي ترى الأب والأم يمارسان سياسة معينة مع أبنائهم، والتي هي على مدى أهميتها وجديتها تنعكس في خُلق أبنائهم وحُسن تعاملهم، كذلك التاجر يمارس سياسة محنكة بحيث يعمل على تسيير تجارته بشكل مربح، وأيضا المؤسسات والشركات كل له سياسة معينة ينتهجها، ويكون الهدف الأول منها تحقيق المصلحة. لذا وبناء على تدخل السياسة بهذا الكم في حياتنا، فقد أصبحت عنصر أساسي بالصفات التي يتمتع بها كل شخص، فبدأنا نقول هذا الشخص سياسي، ونقول أيضا، أن فلان غير سياسي لا يقوى على تسيير أموره لأنه يفتقدها بشكل كبير.

إذاً نقر جميعا بأهمية السياسة، ولكن عندما يتعلق الأمر بسياسة الدولة، ينقسم الجمهور الى قسمين، الأول ينبذوها ويبتعد عن الحديث فيها، معتمدا بقراره على عدم خلوها من الكذب وسياسة التضليل في غالب الأحيان، لذا تراه مركز بحياته على أموره الشخصية، وأما القسم الأخر، فهم من يمارسونها ويخوضون في أدق تفاصيلها، وهم أيضا نوعان، نوع يمارسها ويعمل بها كمهنة، وأخر يتحدث بها كهواية وبالتالي يكون متابعا لقضاياها، مما يجعله في كثير من الأوقات محللاً بارعا في شرح القضايا وتفنيد ثغراتها، والملفت للنظر أن الجميع بما فيها الأشخاص الذين يحاولون الإبتعاد عنها، هم أيضا يمارسونها، فبمجرد تفضيل مصالحهم وأمورهم الشخصية، هو بحد ذاته ممارسة للسياسة، وبالتالي نبقى كمن يدور في حلقة مفرغة، يحاول بكل طاقاته الخروج منها، إلا أنه اينما ذهب يبقى في إطارها وتحت كنفها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها