الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلة ما قبض الله على -كلمات أربع- ؛ اختزل بها قرآنه

طلال الصالحي

2014 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


تحياتي وسلامي
لعلّي أحظى بحيّز أنشر ما ترونه يفيد
شاكراً جداً


ليلة ما قبض الله على "كلمات أربع" ؛ اختزل بها قرآنه

طلال الصالحي

عندما عزم وقرّر , المُشِيء , أن يختزل قرآنه بعدما جادل به متديّنو قريش عبدة الأوهام والكلام والأساطير وعبدة الأصنام كما جادل بالبقرة بنو إسرائيل موسى , لجأ "الّذي ليس كمثله شيء" إلى وصف نبيّه محمّد , كي يُفهم "المجادلون" المقصود من الدين وسلوك موصلوه للناس "الأخلاق النقيّة صفة سكّان أهل الجنّة" لأجل إقناع من يدعونهم إلى اتّباعهم , فلم يصفه لا بنسبه ولا بحسبه ولا بدرجة علمه ولا بدرجة تقواه ولا بختمه القرآن ولا بحفظه له ولا بحفظه مفاتيح الجنان ولا بالموطّأ ولا بالنافس والمنفوس في اقتناء العروس , ولا ولا ولا ..

لم يصفه , لا بماله ..
ولا بعدد عياله
ولا "بنوعيّة" العيال
ولا بأهله ..
ولا بزوجه ..
ولا "بشهاداته" ..
ولا بتجارته ..
ولا "بثقافته" ..
ولا بصَلاته ..
ولا بصيامه ..
ولا بحُسينه
ولا بقيامه ..
ولا بلحيته ..
ولا بثيابهه ..
ولا بشاربيه ..
ولا بصحابته
ولا بتسبيحه ..
ولا بحِجِّه ..
ولا بعمامته ..
ولا بسيفه ..
ولا بضخامة جسده ..
ولا بفاخر ملبسه ..
ولا بجمال شكله ..
ولا بدرجة وظيفته ..
ولا بعشيرته ..
ولا بأصله ..
ولا بعبادته ..

ولا بنفوذه . بل وصفه بما هو أهل لدخول القلوب والجنّة "وسدرة المنتهى" معاً : (( وإنّك لعلى خلقٍ عظيم )) .. واحد ثنين تلاثة أربعة !!..

صعبة .. مو ؟! أنا "معكم" , أُقسم أّنّها من أصعب ما يكون أن يلتزم المرء بهذه الجماليّات خاصّةً لمن تربّى على "الفهلوة" أو من وجد نفسه مسلماً أو شيعيّاً أو سنّيّاً أو مندائيّاً بالوراثة فذلك أحياناً أصعب من السير شبه كاسي حافي القدمين على صقيع في عزّ برد قارص ! فتقويم المعوّج , خاصّة لمن شبّ على شيء "وهو الآن متقدّم في السنّ" من أصعب المهام ومن أصعب العمليّات الحياتيّة لاستمرار بقائه حيّاً دون مشاكل , عكس التخريب والهدم .. ودنيانا هذه لا تبدو إلاّ فرصة لتقويم السلوك وعصرنته ولو على مراحل فلطالما الإصلاح القرآني عند نزوله بدأ هكذا طالما الخطوة الأولى "قد بدأت" , فقد على ما يبدو وضعنا "الجاعل" من عدم ؛ وسط امتحان مغريات وملذّات لا حصر لها , أعتقد كي "يُغربلنا" من المحتمل ذلك .. خاصّةً وأنّ السلوك المتقدّم تحقيقه على ما يبدو في غاية المشقّة , لأنّ من خامة لبنته يُبنى سياج المواطنة المستعصية على الأطماع , وتلك برأيي تحقيقها أشقّ وأمرّ من سابقاتها لأنّها تتطلّب على ما أعتقد نفساً طويلاً , لأنّها تعالج الذات وشهواتها المنفلتة , يعني إخضاع السلوك إلى رياضة ممارسة الاقلال التدريجي عن مراودة نصوص ملفّقة وتفاسير مزوّرة وخطب رنّانة لم يبق منها إلاّ تجاويفها الفارغة , موروثة , تزيد احتقان الآخر للآخر , لذا , ومن رؤى ماضويّة , فمن المنطق أن يوجد هنالك "امتحان" ما "جائزته" كأن تكون دخول "جنّة" مثلاً بحسب إقحام منطق الوجود تجاربنا وفرضه التفسيري الإجباري للتجارب , بها خرق مدركاتنا مواصفات ماهيّة استمرارنا الناجح مواصلة الحياة .. وقد أدركها نصّ قرآني : (( أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يأتكم مثل الّذين خلوا من قبلكم !؟ مسّتهم البأساء والضرّاء , "وزلزلوا !" , حتّى يقول الرّسول والّذين آمنوا معه ؛ متى نصر الله )) . قرآن .. يعني , وفق المنظور الديني "أنّ الانبياء والرسل "أيّسوا" من رحمة الله لشدّة وقساوة وثقل تمسّكهم بالثبات في مواطن اختبار المعادن !!" لولا فرج الله الكامن في آخر النفق ..

بناء الجسد تكلفة عَمَاره المادّيّة "موادّه الانشائيّة" شبه مجّانيّة ؟! فمبلغ شراء مكوّناته لا تزيد عن ال"ثلاث دولارات" فقط ! بما فيها مكوّنات الدماغ ! فوسفات هايدروجين أوكسجين صوديوم كالسيوم كاربون الخ لا "عمامة سروال دشداشة سبحة الخ" , لكنّ الصانع الأعظم "الّذي ليس كمثله شيء" وهذا التشبيه من التجلّيّات القرآنيّة الأروع برأيي عن عمق سرمدي للذات الإلهيّة , خلق بهذا السعر الزهيد "أحسن تقويم" , وفي نفس الوقت جعل أدوات التدبّر "الدشداشة القصيرة اللحيّة الخ" أيضاً بسيطة , فقط الفرق أنّ طبيعة العبادة , والعبادة نفسها "التأمّل" , هي من أوجدت الأدوات لا هنّ من أوجدن "المتديّن" ! وبما أنّ تقويم السلوك المعوّج "الشدّ والجذب بين متطلّبات تقويم السلوك وبين معطّلات بنائه" بحسب علماء الاجتماع لابدّ وتفرض نفسها على شكل المتعبّد قديما , يعني حاجته لوظيفتها لا حاجته لشكلها بل هي الممارسات العباديّة من أضفن الجمال على تلك ! .. ولأنّ القلوب كالجنّة , لا تحويان بداخلهما إلاّ ذوو الأخلاق الحسنة ؛ "تكيّف ما شئت فزخّات مطر أعمالك عائدةٌ إلى الله" .. فلن تدخل القلوب والجنّة إلاّ إن كان خلقك يقطر حُسناً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ثم لبنان ..التوترات في الشرق الأوسط، الى أين ؟ • فرانس 2


.. رئاسيات تونس: حصيلة الحملة ورهانات الاقتراع • فرانس 24




.. هل يمكن أن تستهدف إيران منشآت النفط في الخليج إذا تعرضت لهجو


.. رسائل مفخخة تنذر بسيناريوهات كارثية.. .. ما حقيقة أهداف إيرا




.. حرائق في الجولان إثر اعتراض صواريخ أطلقت من جنوب لبنان