الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنيف2 – نهاية نفق الموت

علي مسلم

2014 / 1 / 20
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بعد موافقة الائتلاف الوطني في سوريا أخيرا على حضور جنيف2 ( بعد حصوله على تأكيدات دولية بأنه لا مستقبل للأسد في سوريا الجديدة وسيتم نقل مؤكد للسلطة بعد انتهاء أعمال المؤتمر وضمن المرحلة الانتقالية ) يكون قد أزيلت آخر عقبة حقيقية في وجه عقد جنيف2 والذي راهن على فشله الكثيرين ومنهم النظام السوري وبات الطريق معبدا في وجه القائمين على عقده في نفس الزمان ونفس المكان المحدد وربما بنفس النتائج المفترضة والذي تم الإعلان عن بعض جزئياته دون الدخول في التفاصيل كون الشيطان يكمن في التفاصيل أحياناً ، ومهما يكن من أمر فان نتائج جنيف2 سوف تضع سوريا والمنطقة برمتها أمام معطيات جديدة قد لا تقل أهمية في جانبها اللوجستي عن نتائج الحربين العالميتين وما نتج عنهما من تداعيات ديموغرافية ألغت دول كانت قائمة سواء في شكلها أو قوتها أو على مستوى خارطتها السياسية وإعلان دول جديدة ، فنجاح جنيف2 يعني سياسيا دفن سايكس- بيكو ولو على مراحل بحيث يتم تقسيم المنطقة من جديد قد تطال حدودها السياسية وفق إرادة أمريكية روسية منفتحة على إرادات شعوبها بدل تلك الإرادة الأوربية البليدة التي أخضعت المنطقة عنوة لإرادات مستبدة خلقت دكتاتوريات راعت لسنين خلت مصالحها على حساب إرادات ومصالح وحريات شعوبها ، بالإضافة إلى ذلك تأتي مفاوضات جنيف2 بعد الإرهاصات الدولية المترددة التي أعقبت الثورة السلمية للشعب السوري والذي حولها النظام لاحقاً إلى حالة مسلحة عبر تبنيها للحل الأمني كخيار وحيد مما تسبب في ولادة الجيش الحر كرد فعل طبيعيي وكمدافع عن مكتسبات الثورة والولوج الإقليمي في تفاصيله من خلال أجندات متعددة عربية وغير عربية أضفت تعقيدات جديدة عليها حيث تم وفقها تشتيت جسم المعارضة إلى أجزاء بعدد الجهات التي طرحت نفسها كجهات داعمة للثورة في السر والعلن مستغلة حاجة الثوار على الأرض للمال والسلاح بعد تفاقم الوضع وتمادي النظام في القتل والقتل المنظم وكان ذلك سببا رئيساً (إلى جانب أسباب ذاتية أخرى ) ساعد في عدم تبلور مشروع سياسي وطني موحد قادر على استقطاب الفئات الوطنية السورية ذات المصلحة الحقيقية في الثورة وإسقاط النظام ، وتحول وفق ذلك الجيش الحر من حالة ثورية حقيقية إلى حالات عصبوية في أحسن حالاتها لذلك لم يطغى الفهم الوطني المتكامل على ديناميتها فتحولت مع الزمن إلى ما يشبه الكانتونات المسلحة تقاسمت الأرض والنفوذ بدل متابعة تحرير المناطق وإسقاط النظام حيث وقع الجيش الحر كمؤسسة للمعارضة في فخ السلطة حين عمد النظام إلى إفراغ المناطق التي وقعت تحت سيطرة المعارضة من مؤسساتها الخدمية والمدنية مما حذا بمؤسسات الجيش الحر الهزيلة في فرض نفسها كسلطة خدمية ومدنية إلى جانب سلطتها العسكرية في صورة بدائية دون الاستعانة ولو مؤقتاً بالقدرات والخبرات الوطنية المتاحة حيث وجدنا في كل بقعة جغرافية أو حي سلطة مختلفة لها مجلسها الشرعي وسجنها وسياراتها وشؤونها الخاصة دون معرفة ماذا يجري بالجوار منها مما أضعف جبهات المواجهة مع النظام رويدا رويدا وفقدت بذلك كمؤسسة المصداقية أولا والحاضنة الشعبية ثانيا ، لذلك وجدنا أنها كانت مرتبكة ومترددة وغير قادرة على ضبط الأمور ولو في حدودها الدنيا في الأشهر الأخيرة وانعكس ذلك مباشرة في إمكانية التصدي للقوى الإسلامية المتشددة أمثال داعش وجبهة النصرة والتي اختطفت زمام المبادرة منها وفق آلية غير متوقعة وغير مفهومة تلك القوى التي دخلت الواقع السوري عبر آليات لم تكن السلطة السورية وبعض الجهات الدولية والإقليمية بمنأى عنها قد تبقى أوراقها الحقيقية بعيدة عن المتناول لفترات زمنية لاحقة مما شكل بمثابة العامل المساعد في البحث عن حلول سياسية دبلوماسية عبر الوصول إلى مجلس حكم انتقالي يستوعب المعارضة وأوساط أساسية من النظام لقيادة مرحلة انتقالية محددة للوصول إلى سورية جديدة تعددية تستوعب كل المكونات والأقليات القومية والدينية تكون مشروطة برحيل الغرباء عنها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟