الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نفطنا لنا ....... ونفطكم لكم

أياد السماوي

2014 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


نفطنا لنا ....... ونفطكم لكم
في أول رد فعل رسمي على مشروع قانون الموازنة العامة , أعلن مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان رفض الشعب الكردي التنازل عن حقوقه الدستورية في ملف النفط والطاقة , وذكر بيان للمكتب الإعلامي للاتحاد الوطني الكردستاني أنّ رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني التقى في النمسا صباح الأحد هانز فيشر رئيس جمهورية النمسا لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين , و أكرر ( لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين ) , ولهذا عندما كنّا نقول أنّ كردستان دولة منفصلة , لم يكن هذا الوصف عاطفيا ومبالغا به , بل كنّا نقصده شكلا ومضمونا أي واقعا وتصرفا , وكنّا دائما نقول أنّ كردستان دولة مستقلة لا ينقصها سوى إعلان الاستقلال .
ولو رجعنا إلى الوراء , وتحديدا بعد سقوط النظام الديكتاتوري ووقفنا أمام كل خطوة خطتها حكومة إقليم كردستان في علاقتها مع الحكومة الاتحادية في بغداد , لوجدنا أنّ هذه الخطوة تصب باتجاه الابتعاد عن حكومة بغداد والاقتراب من الحلم القومي الكردي المتمثل بالانفصال وإعلان الدولة القومية الكردية التي باتت في نظر مسعود قاب قوسين أو أدنى , ولهذا فإنّ رئيس الإقليم لم يخفي هذا الطموح يوما , سواء كان ذلك في تصريحاته ولقاءاته لوسائل الإعلام أو من خلال تجسيد هذا الطموح على أرض الواقع .
ومسعود يدرك جيدا أنّ تحقيق الحلم القومي في الاستقلال لا يمكن أن يتمّ ما لم يتحقق الاستقلال الاقتصادي عن بغداد , ومن هنا بدأ العمل على تحقيق هذا الاستقلال الاقتصادي , منذ أول عقد للنفط وقّعته حكومة الإقليم مع شركة هنت أويل الأمريكية بعد صدور قانون النفط والغاز لكردستان في 6/8/2007 , وبعد هذا التاريخ أصبحت حكومة الإقليم تنتهج منهجا سياسيا واقتصاديا منفصلا تماما عن منهج وسياسة الحكومة الاتحادية في بغداد , حتى وصلت إلى ذروة حلمها في الاستقلال الاقتصادي عندما أصبحت تنتج النفط وتصدّره بشكل منفصل تماما عن وزارة النفط الاتحادية , وحكومة الإقليم بهذه الخطوة قد استكملت كل متطلبات الانفصال والاستقلال ولم يبقى سوى ذريعة التحجج بالحقوق الدستورية للشعب الكردي لإعلان الانفصال .
ومسعود يدرك أيضا إنّ الدستور الذي يتحجج به , لا يسمح له بالتصرف وكأنّ الإقليم دولة مستقلة ذات سيادة , وهو يعلم علم اليقين إنّ سلطات الإقليم الدستورية وصلاحياته لا تسمح له بتجاوز حدود الإقليم الإدارية التي حددها الدستور , ويعلم جيدا أنّ كل شئ خارج الحدود الدولية هو من صلاحيات الحكومة الاتحادية الحصرية ويدخل ضمن السياسة الخارجية للدولة العراقية , وليس من حق مسعود وغير مسعود أن يجتمع مع أي رئيس لأي دولة ويبحث معه علاقة الإقليم بتلك الدولة , إلا إذا كان ضمن وفد الدولة الرسمي , فالإقليم هو جزء من الدولة العراقية , وسياسة الدولة العراقية الخارجية لا يمثلها رئيس الإقليم .
وإذا كانت هنالك حقوق دستورية للشعب الكردي كما يدّعي مسعود , فهذه الحقوق يتمّ التباحث حولها داخل المؤسسات الدستورية العراقية المعنية بفك أي نزاع ينشأ بين الأقاليم والمركز , وليس بلوي ذراع الحكومة الاتحادية وفرض سياسة الأمر الواقع , وإذا أراد مسعود أن يتصرف بنفط إقليم كردستان بعيدا عن اشراف وسيطرة وزارة النفط الاتحادية , فعليه أن يعلم أنّ وجود الأكراد في مؤسسات الدولة الاتحادية لم يعد له أي مبرر , فما مصلحة الشعب العراقي بوجود الأكراد في مؤسساتهم الاتحادية وإقليمهم منفصل سياسيا واقتصاديا وأمنيا ؟ فمليارات الدولارات التي تصرف من أموال الشعب العراقي على النوّاب الأكراد والوزراء والمسؤولين الكبار , الشعب العراقي وفقرائه أولى بها من هذه الكروش المتخمة , وليعلم مسعود وحكومته أنّ معادلة نفط كردستان لكردستان ونفط العراق للعراقيين وكردستان قد ولّت وانتهت ولن تعود مرة أخرى , والمعادلة الجديدة التي يجب أن يفهمها مسعود ووزير ثرواته هي أنّ نفط العراقيين للعراقيين فقط ونفط كردستان لكردستان , أي نفطنا لنا .... ونفطكم لكم .
أياد السماوي / الدنمارك
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبرز القضايا التي تصدرت المناظرة بين بايدن وترامب


.. الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه ترامب يتبادلان الاتهامات بع




.. هل يتنحى بايدن؟ وأبرز البدلاء المحتملين


.. توثيق اشتباكات عنيفة في رفح جنوبي قطاع غزة




.. آيزنكوت: يجب على كل الذين أخفقوا في صد هجوم السابع من أكتوبر