الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إبراهيم البدراوي، ممثل الشيوعيين المصريين لـ «قاسيون»:الخنادق تتحد الآن بشكل واضح، ولقد اخترنا دائماً خندق الطبقة العاملة والشعب والوطن

قاسيون

2005 / 6 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


للوقوف على آخر تطورات الساحة السياسية المصرية، أجرت «قاسيون» لقاءً هاتفياً مع الرفيق إبراهيم البدراوي ممثل الشيوعيين المصريين، وكان الحديث التالي:

● يزداد الحراك السياسي في الساحة المصرية بين قوى حركة التغيير الوطني كمعارضة داخلية، وقوى ترفع الشعارات نفسها وتحرك من الخارج، وذلك في ظل استمرار سياسات الحكومة في الفساد والاستبداد.
كيف تقرأون هذا الحراك؟!
■ يجري الحراك السياسي الراهن في ظل أزمة شاملة أنتجتها السياسات المطبقة على مدى العقود الثلاثة الماضية. وقد طالت هذه الأزمة النخبة السياسية الحاكمة والمعارضة على السواء. وتتمثل أهم تجليات أزمة النخبة السياسية في عزلتها عن الجماهير الشعبية، وأفضت هذه العزلة إلى تآكل الأحزاب نتيجة ابتعادها عن أهدافها في الموقف والحركة.
لذلك فإن هناك تناقضاً صارخاً بين الظروف الموضوعية الراهنة وبين حجم ومدى وسقف مطالب الحراك الراهن الذي ينحصر في أغلبه في مطلب الإصلاح السياسي والدستوري وحقوق الإنسان ولايمتد إلى مواجهة المشروع الإمبريالي الصهيوني وامتداداته المحلية. وهو الأمر الذي يتطلب مواقف واضحة ومحددة إزاء القضية الوطنية والسياسات الاقتصادية والاجتماعية والجانب الاجتماعي للديمقراطية، أي الحقوق والمكتسبات الاجتماعية التي تم كنسها، ووضع حق الحياة على رأس حقوق الإنسان وليس وفق أجندة الممولين. والانتباه إلى أن القوى الخارجية تسعى لإرساء نهج تفكيك الرؤى والممارسات السياسية والتركيز على كل ماهو ثانوي وطمس الأفق والهدف النهائي إعمالاً لمقولة «الحركة هي كل شيء والهدف النهائي لاشيء».
لقد أنتج ذلك التباساً شديداً لدى الجماهير التي لم تر مصالحها الآنية أو المستقبلية، وأدى إلى عزوفها عن المشاركة، خصوصاً وهي ترى تطابقاً بين الشعارات المرفوعة من الوطنيين مع شعارات القوى التي تتحرك بدعم من الخارج والمتبنية لنهج الليبرالية الجديدة وفي الطليعة منهم من يطلقون على أنفسهم قوى «المجتمع المدني» و «حقوق الإنسان» و «الديمقراطية». وغالبية هؤلاء من الشيوعيين المرتدين واليساريين السابقين، إلى جانب اختراق هذه القوى للتجمعات الوطنية والتأثير في حركتها. وبالتالي فلابد من تسريع الفرز داخل القوى النشطة سياسياً لتنقية صفوفها وتجميعها على الموقف الصحيح.
لذلك فإننا نرى أن الحراك الراهن هو مجرد مقدمة لحركة أوسع وأعمق سياسياً وجماهيرياً إذا ماتسارعت وتيرة الفرز وتوفرت قيادة تسعى لإنقاذ الوطن وتمتلك رؤية أشمل وإرادة سياسية قوية وممارسة رؤوية لوضع وتنفيذ مشروع وطني ديمقراطي تقدمي في مواجهة المشروع المعادي مدرك لدور مصر العربي وارتباطها بأشقائها وتحالفاتها الدولية، والعمل على حشد القوى الشعبية خاصة الطبقة العاملة والفلاحين وسائر الكادحين لتنفيذه والدفاع عنه.
وأعتقد أن مقدمات وإرهاصات ذلك تلوح في الأفق الآن.
● اعتبر غالبية الشعب المصري وقواه السياسية التعديلات الدستورية في إطار انتخاب رئيس الجمهورية، مهزلة من خلال إصرار النظام الحاكم على التمديد لمبارك أو التوريث لابنه.
ما آفاق التغيير على الساحة السياسية المصرية؟!
■ التعديل الدستوري الأخير هو الثمرة المرة لحوار الأحزاب مع الحزب الحاكم. ربما كان حواراً استهدفت به أحزاب المعارضة محاولة الحصول على نصيب أكبر من الكعكة. وربما كان من جانب الحزب الحاكم حواراً من أجل الحوار للإلهاء ولمزيد من الاستيعاب.
في كل الأحوال فقد تم على خلفية الأزمة الشاملة للبلاد وعزلة الأحزاب. ولم تتم أية إشارة لهذه الأزمة.
تم الحوار كبديل عن التوجه للجماهير وفي تجاهل لجريمة الإصلاح الاقتصادي التي دمرت الاقتصاد وكنست المكتسبات الاجتماعية للناس.
كان الرأي الذي أدليت به لإحدى الصحف هو أن الحوار يتطلب شروطاً أربعة:
أولها ألايفرض طرف واحد جدول أعماله.
وثانيها أن لايقتصر على الإصلاح السياسي والدستوري وإنما يكون حواراً شاملاً للقضايا: الوطنية والاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية السياسية والاجتماعية...إلخ..
وثالثها: أن يكون علناً ومجتمعياً، يشارك فيه الجميع تحت الرقابة الشعبية.
ورابعها: أن توضع آلية لإجرائه وصياغة نتائجه من شكل مشروع لإنقاذ الوطن وضمان تطوره الحر والسلمي وفي مواجهة المشروع الإمبريالي الصهيوني الذي يستهدف المنطقة.
غير أن الحوار جرى على نقطة واحدة هي الإصلاح السياسي والدستوري، وأفضى إلى النتيجة المعلنة وخروج ثلاثة أحزاب منه.
لذلك فإن التغيير الديمقراطي الحقيقي لن يحدث سوى بدخول الجماهير كطرف أصيل في المعادلة السياسية. وهي لن تدخل إلا إذا لمست واقتنعت ببرنامج يتفق مع مصالحها.
والبديل عن ذلك هو الدخول إلى حالة «الفوضى البناءة» التي يريدها الأمريكيون والتي تمثل خطراً داهماً إذا ماخرجت الجماهير للشارع دون قيادة سياسية وطنية تمتلك برنامجاً يلبي طموحات الشعب وتقدم كل التضحيات من أجل إنقاذ الوطن.
ولايعتبر ذلك موقفاً متشائماً بقدر مايعكس الواقع المر، وهو مانعمل على تجاوزه في ظروف شديدة الصعوبة والتعقيد بهدفإنجاز تطور ديمقراطي على أسس شعبية ووطنية، دون السقوط في مستنقع الليبرالية أو الليبرالية الجديدة التي تسعى إلى صياغة دستور جديد يضفي شرعية دستورية على الأوضاع الراهنة.
● ما دور الشيوعيين المصريين والحركات النقابية والسياسية في مواجهة سياسات الفساد والخصخصة التي تتبعها الحكومة؟
■ لاشك أن مواجهة سياسات الخصخصة والفساد قد تراجعت مؤخراً لعدة أسباب، من أهمها إعطاء الأولوية المطلقة من معظم تجمعات السياسيين لقضية الإصلاح السياسي والدستوري وإهمال باقي عناصر الأجندة الوطنية. إلى جانب ماحل بالتنظيم النقابي العمالي من ضعف شديد وتخلي قياداته العليا عن الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة ومقاومة الخصخصة وضلوعها في الفساد.
وأخيراَ ضعف وتشرذم الحركة الشيوعية والردة التي شاعت في صفوفها.
غير أن المقاومة لم تتوقف على مستوى تجمعات عمالية ونقابية قاعدية وعلى مستوى جماعات من السياسيين المدركين لحجم الكارثة. وهو ما يضع على عاتقنا أعباء هائلة.
غير أن جمع شتات الحركة الوطنية وتسريع الفرز منها، وظهور إرهاصات لبناء حركة وطنية شعبية سيكون قاعدة الانطلاق لنهوض جماهيري قادر على إفراز البديل المطلوب.
إن ثلاثة عقود من المطاردة والحصار وسياسات الردة في البلاد، وعقد ونصف من الردة الفكرية والسياسية في صفوف الحركة الشيوعية باتت نهاياتها وشيكة.
إن الخنادق تتحد الآن بشكل واضح، ولقد اخترنا دائماً خندق الطبقة العاملة والشعب والوطن.
■ حاوره: كمال مراد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة