الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما العمل؟؟!

صلاح عبد العاطي

2005 / 6 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


" ما العمل …؟ " سؤال إشكالي يطرح نفسه في زمن الهزائم والأزمات ، والجميع وفي كل ورش العمل والندوات والحوارات يتفقون على التشخيص لمجتمعنا بأنه يعيش أزمة بنيوية تطال جميع مناحي الحياة الاجتماعية والوطنية ، بل شارفت على أن تطال جوهر قضيتنا الفلسطينية .

مما لا شك فيه أن التشخيص هو بداية العلاج أو نصف العلاج ولكن السؤال المحير: لماذا يقف معظمنا أمام الواقع والعمل عاجزاً ولا يحرك قيد أنملة ؟؟
شبعنا توصيات وتناقل للهموم وما يبكيك حقاً هو أن المسئولين يشكون همهم للناس وليس العكس، بل أن الجميع يراوح في مكانه والبعض فقط يؤكدون بأن الإمساك بالثوابت هو الحل في فترات التراجع لنبقى نقول نعم لكذا ولا لكذا (لعم) والجميع يعبر عن الشجون. كل هذا يحيل الجميع إلى الإحباط والتأجيل وعدم العمل ، والسؤال المطروح والمعلن هل نريد أن نعمل فعلاً ؟؟ هل راكمنا للعمل النضالي الوطني والاجتماعي الثقافي التربوي الديموقراطي …؟ ماذا حققنا في سبيل ذلك إلى أين نريد أن نصل ؟ وكيف نريد أن نصل ؟ ومن المعني ؟ ومن سوف يعمل فعلاً …؟؟

المطلوب برأيي الآن عمل دؤوب وحوارات ولقاءات وتكتلات وطنية واجتماعية لتجيب على سؤال … ما العمل ؟؟ لأن هذا سوف يتيح لنا الولوج للمستقبل وامتلاك
الرؤيا التي سوف توصلنا لأهدافنا ، والمهم أن نراكم فعل وعمل على ارض الواقع ولو بالفعل البسيط .
إن مجتمعنا الذي لا يزال تحت الاحتلال ويتعرض للأزمة من كل جانب لن يبقى أمامه إلا احتمالين أو كلاهما
:.
الاحتمال الأول هو تثوير المجتمع، والاحتمال الثاني يكون في عمل كل ما من شأنه تدعيم هذا المجتمع مادياً وثقافياً واجتماعياً حتى يكون مؤهلاً للصمود في وجه محاولات الاقتلاع، مؤهلاً لكل أشكال المواجهة والمشكلة إننا وحين نتأمل الوضع الراهن نجد أن حالة العمل والفعل الفلسطيني والمجتمعي إذا لم أبالغ هي أشبه بالسكون.
إن مجتمعنا الفلسطيني يواجه الآن أياماً بالغة الخطورة فإزاء التمزق الفلسطيني والتفكك العربي والعولمة وعمليات تثبيت الأمر الواقع التي تتم بسرعة فائقة والعجز عن إيجاد منطلقات أساسية جديدة توجه النضال الفلسطيني وتحركه بكافة جوانبه السياسية والوطنية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إزاء هذا كله بات الشعب الفلسطيني معرض للعودة إلى الشتات النفسي الذي لا يزال يلقي بظلاله على واقعنا الراهن، لا مفر أمامنا إلا أن نلتقى جميعاً في إطار جديد يضم كل طاقات الشعب الفكرية والمادية والسياسية لكي نكون قادرين على الاستفادة من كل الطاقات وقادرين على العمل وعلى خوض النضال لقد بات علينا أن نترجم الشعارات العامة إلى برامج عمل متعددة المراحل والجبهات تستقطب كل إمكانيات الفعل الفلسطيني على جميع المستويات، لأننا لو توحدنا ووضعنا البرامج والخطط فسوف نضع الجميع أمام مسؤولياتهم بوضوح.
يخيل إليّ بأن جوهر المشكلة أو جوهر البلبلة الحادثة في مجتمعنا هي نتاج الخلط بين اليوم القريب واليوم البعيد ليس تسهيلاً للأمور بل أن هذا برأي هو جوهر الارتباك الحادث في سؤالي ما العمل ؟، ولا اعني الفصل بينهما ولكن المطلوب هنا هو التفرقة بين مسؤولياتنا وخططنا إزاء الموعدين، إن الفوضى والأزمة الفكرية والكلامية الحادثة في مجتمعنا قد صارت أمراً بالغ الخطورة، في حين أن أشد ما نحتاجه اليوم هو وضوح الغايات والوسائل معاً وعلينا جميعاً أن نفتح شهيتنا للعمل والإنتاج والمبادرة وأن نندفع اندفاعا باسلاً صوب المستقبل، والسؤال الذي أريد أن يسأله كل فرد منا في ظروف هذا العصر لنفسه ماذا يترك لأبنائه ؟ وما أريده من الجميع هو أن نسأل أنفسنا ماذا نترك للأجيال المقبلة ؟ واللامعقول هنا هو ترك الحقيقة ومجافاتها والإبقاء فقط على الحديث في القضايا المتعددة والمثارة في مجتمعنا والابتعاد موضوعياً عن التشخيص النقدي والعلمي لها وترك الفعل والعمل
.
ومن المفترض أن يتم البحث في نقاط القوة الموجودة لدينا والبحث عن عناصر القوة التي تنقصنا والتي أهمها هو تصليب وتقوية داخلنا الفلسطيني عبر توفير السلم والانسجام الاجتماعي بكل مقوماته التي على رأسها تكريس الديمقراطية التي تمكن الشعب من المشاركة في الحوار الأبدي الدائر في أي أمة والتي تنوي حقاً أن تنهض وتصعد وأن تهزم مشكلاتها وأن تحصل على أهم أسباب القوة ويبقى بعد ذلك معرفة أن ما يوصلنا إلى ذلك هو العمل التراكمي لنؤسس ولنحصل على باقي عناصر القوة.

وختاماً لن يكسب الصراع من يرفض ويسكت، ولكن سيكسبه الطرف الذي سيستطيع فعلاً أن يعمل ويعمل ويعمل ويبني ويضم في جنباته فئات الشعب وأكثرها تهميشاً وهو الطرف الذي يستطيع أن يعطي برنامجاً حقيقياً للتصرف والفعل برنامجاً لليوم القريب ولليوم البعيد برنامجاً للمرحلة التي نعيش وللمراحل المقبلة وللمستقبل إذا لم يتمكن مجتمعنا وقياداته وأحزابه ومؤسساته من تحقيق هذا العمل الذي أدرك تماماً حجم صعوبته فإن ذلك سيعرضنا لخطر جسيم وفادح، ولكني واثق بأن ذلك ممكن والمهم أن نبدأ العمل.

وهذا نداء قبل فوات الأوان لنعمل ولنعمل من أجل امتلاك العمل والأمل،وبالتالي المستقبل.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات