الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية انجح وسيلة لتحرير العقول

صبري المقدسي

2014 / 1 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


الديمقراطية انجح وسيلة لتحرير العقول
كانت المبادى العقلانية، الأسس الأولية التي ارتكزت عليها الحضارات المتقدمة منذ بدايات عصر الثورة الصناعية. إذ تأسست النظم السياسية الديمقراطية في الغرب الأوروبي، وذلك بعد نضال مرير خاضته الطبقات الإجتماعية الأوروبية، التي إهتمت وبشكل أساسي بالأصالة العقلية النابعة من المذاهب الفكرية عبر العصور.
وتتمثل الديمقراطية في التأكيد على عدم وجود تعريف واحد فقط، إذ لها معان عديدة وأشكال مختلفة ومفاهيم متعددة. ومن هنا يمكننا التأكيد على إن الديمقراطية مفهوم سياسي متطور وغير جامد، إذ من الممكن تحسين شكل الديمقراطية ومفهومها حسب الزمان والمكان. ولا عجب إن النظام ينتشر عبر القارات ويتكيف مع مختلف الثقافات، دون أن ينفي عقائد المجتمعات وقيم الشعوب المختلفة.
فالديمقراطية بالمعنَى الواسع هي نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ويشير إلى ثقافةٍ سياسية وأخلاقية معيّنة، تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلميا وبصورة دورية. وتفتخر الشعوب الأوروبية بكونها صاحبة المفهوم، مع ان المفهوم هو نتاج ثقافات وعقائد مختلفة عبر التاريخ. ولكن في الواقع إرتبط النظام بنشأة الدولة الأوروبية الحديثة لغرض تحقيق الحد الأقصى من الحرية والعدل والمساواة بين الناس. وقد إعتمدت الشعوب الأوروبية، على النظم الديمقراطية في جميع المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وكذلك في تحرير شعوبها من الرتابة والجمود الفكري، والتي أدت بدورها الى النمو والتقدم الكبير في عموم أوروبا والبلدان الغربية الأخرى.
ولم تقف الديمقراطية مكتوفة الأيدي، بل غطت بضلالها جميع الدول القابعة تحت نير النظام النازي في المانيا والنظام الفاشي في إيطاليا، وكذلك الدول المحكومة من قبل الديكتاتوريات البروليتارية لعقود من الزمن، بعد أن عانت من ويلات الطغاة وأشكال مختلفة من الحرمان والعطش للحرية الحقيقية.
وإستمرت الموجة الديمقراطية بالإنتشار لتشمل تدريجيا الكثير من دول شرق آسيا وأفريقيا الجنوبية والوسطى، إضافة إلى معظم الدول في أمريكا اللاتينية والجنوبية. وقد آن الأوان لتلعب الديمقراطية دورها في إنقاذ الشعوب العربية والإسلامية من الركود والرتابة والإنغلاق الفكري الذي يُعوّق مسيرتها نحو التقدم والبناء ومجاراة الدول المتمدنة.
وهناك أدلة واضحة على المطلب الشعبي العربي والإسلامي لمفهوم الديمقراطية الحقيقي، إذ غالبا ما كنا نسمع شعارات طنانة مثل "الشعب يريد تغيير النظام" أثناء الثورات العربية الحديثة، إلا أننا اليوم بدأنا نسمع، ولا سيما في مصر، شعار جديد أكثر دقة ومصداقية وهو" الشعب يريد تحرير العقول" وهو في الحقيقة شعار أصيل يدل دلالة واضحة وقوية على حاجة الشعوب العربية والإسلامية لتغيير ما في داخل الإنسان، بعد أن أصبح جليا وجود خلل عميق في الأداء العام للعقل العربي، من حيث نشاطه وفعاليته، ودوره في تكوين، وصياغة الحضارة العالمية الراهنة.
ولا يوجد في الحقيقة غير الديمقراطية التي تمكن شعوبنا من السعي والإرتقاء للإنسان العربي والمسلم لإنقاذه من حالة الرتابة والتقليد والجمود الفكري، ولتقوية معنوياته، كي يكون في مقدوره المشاركة الفعالة والفاعلة في نهضة شعوبنا ولترسيخ المعنى الحقيقي للحياة بين أفراد مجتمعاتنا. ولا يتم ذلك إلا بالإعتماد على النظم الديمقراطية التي تساعد على إعتناق الحرية والتسامح والموضوعية وقبول الرأي الآخر، وحرية المعتقد، والتحرر من كل الأغلال التي تقيد الفكر، إضافة إلى كيفية إستثمار الذكاءه والمهارات وخلق الطاقات المُتَجدّدة والمُبدعة والتي طالما تحتاجها شعوبنا الشرقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا