الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإدارة الذاتية الديمقراطية في غرب كردستان

دانا جلال

2014 / 1 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لم ينجح النظام الرأسمالي بادراك القوانين المتحكمة بالتطور الاجتماعي لتُجدد نظامها الاقتصادي فحسب، بل ونجح بعد بلوغه العولمة التحكم بمعادلات الثورة بتقديم الثورة المضادة على الثورة وكأننا نشهد عملا فنيا بطريقة الفلاش باك،
حيث تعمل الثورة المضادة بتعزيز اسوار وقلاع سلطة القمع من جهة واغتيال الثورة واغتصابها من جهة اخرى كما يحدث الان في سوريا. القدرة على ترويض بل والتحكم بالأحزاب القومية، والليبرالية، والدينية عملية سهلة في ظل نظام القطب الواحد من جهة، وللتركيبة الطبقية والفكرية لتلك الأحزاب بالمساومة مع المركز الرأسمالي وهوامش أنظمتها الحاكمة في العالم المتخلف من جهة اخرى.
الخروج من معادلة الصراع بين جمهوريات القمع والمجموعات الارهابية العابرة للقارات ليست بعملية سهلة لان الثانية تستند على كاريزما الرفض التي تثير مشاعر ومواقف الشعوب المغلوبة على امرها، لذا كانت مهمة الكورد وعلى وجه الخصوص حركتهم التحررية الديمقراطية بطليعتها الثورية الاتحاد الديمقراطي الذي يعمل ضمن المنظومة الفكرية للقائد الكوردي عبد الله اوجلان مهمة بالغة الصعوبة لان الحزب اختار الطريق الثالث في ظل ظرف موضوعي سمته هو الاستقطاب بين طرفي الصراع ( السلطة – الثورة المضادة) على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي.
وهذا ما يفسر سخرية بعض ثوار الفيس بوك او ثوري الفنادق من اول حاجز لشابات وشباب شعبنا لمواجهة المد الإرهابي الذي كان على تخوم المدن الكوردية، بل وسخريتهم من مفهوم الطريق الثالث بين السلطة والثورة المضادة. حاجز المجموعة تحول الى قوة ثورية مسلحة تمثلت بقوات حماية المرأة وحماية الشعب، أوقعت الهزيمة بالمنظمات الإرهابية المتعددة الجنسيات عسكريا، ليمهد الطريق لحزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) ومعه قوى ثورية أخرى بإعلان الطريق الثالث بشكل عملي من خلال الإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية في غربي كوردستان كبؤرة ثورية وديمقراطية وخلية أولى في جسد الامة الديموقراطية والكونفدرالية الديمقراطية بين شعوب منطقتنا.
الإدارة الذاتية الديمقراطية شكل جديد من اشكال العلاقة الديمقراطية بين قوميات وديانات سوريا التي أصبحت على حافة الحرب الشاملة، بل هي نواة لثورة جديدة، وعلاقات متوازنة بين شعوب منطقتنا بعيدا عن مفهوم الدولة القومية وحدود الجغرافية السياسية التي تنحر شعوبنا قبل اوطاننا.
الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي أعلن في 21-1-2014 في مدينة قامشلو حل ديمقراطي للقضايا القومية في سوريا من خلال مشاركة جميع ممثلي القوميات والديانات مع ابراز دور المرأة في العملية التي تستمر 4 أشهر وتعقبها انتخابات لهيكلة المؤسسات والإدارات في المناطق المحررة من قوات النظام والعصابات الإرهابية.
الكانتونات التي تديرها الجماهير في المناطق المحررة، جزء من عملية ديمقراطية تهدف الى اغناء الجوانب النظرية لمفهوم الإدارة الذاتية التي تمثل جسدا لروح الامة الديمقراطية على حد تعبير القائد الكوردي عبد الله أوجلان الذي طرح مشروعه في رحلة بحثه عن المساواةِ لا ضمن مجتمع نمطي متجانس، بل ضمن مجتمع متعدد الهويات، ليعلن بان الدولة القومية لا تحل مشاكل القوميات، بل تضيف مشكلة في العلاقة بين شعوب منطقتنا. ان الامة الديمقراطية وهي امة متعددة الهويات والثقافات والكيانات السياسية ستواجه وحوش الدولة القومية وبداية ثورة جديدة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط.
الإدارة الذاتية الديمقراطية خطوة ثورية وديمقراطية من اجل إعادة صياغة مفهوم الامة بعيدا عن مفهوم (الامة – القومية) التي تشكلت ضمن شروط نشوء الدولة القومية، وهذا ما لا يفهمه بعض المتطرفين القوميين ممن لا يمكنهم تصور الفضاء الإنساني الا لونا واحدا لا تحتمل تعدد قزح الهويات. الامة الديمقراطية لا تلغي الهويات القومية ولكنها تجاورها قزحاً، وتمزجها لوحة إنسانية، بعيدا عن الشوفينية في خندق الامة المضطهِدة، والنزعات القومية الضيقة الافق في خندق الامة المضطَهدة. هل تشرق الشمس من غرب كوردستان من اجل شرق اوسط ديمقراطي؟ بدأت الخطوة الأولى من قامشلو...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا