الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أتركوا الجزائر لشبابها

بن جبار محمد

2014 / 1 / 22
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم



أنا واحد من الذين لا يتحمسون للكتابة عن الرئاسيات لأعتقادي أنه لا جدوى من ذلك ، و لا فائدة ترجى من ورائها ، مادامت السلطة تسير و تتموقع بمنطق "حنا في حنا" و الذي سار عليه الأوائل .المنطق هو هذا الإمتداد السطحي المسطح ليس في الجزائر فقط و إنما يخص كل البلاد العربية ، لا تريد أن تتجدد حتى يأتي إعصـار يؤتي على سرايا الأنظمة و يقتلع جذورهــا الهرمــة ، مثلما هو ماثلا في عراق صدام حسين و في الأمس القريب بن علي تونس و مبارك مصــرو هلم جرا .الجزائر ليست بعيدة عن مكنسة التاريخ ، لأن النظام بطبيعته هو الإمتداد لمصلحة ريعية متعددة الجوانب و عمق فسادي يأبى أن يتحــول أو على الأقل يتغير .نظامنا رغم العمليات الإستيتيكية و تضخيم الإحصائيات و رغم جرعات البوطوكس التي تصبغ على مؤسسات الدولة فهي جزء من النظام الذي يستعصي على التجاوب مع طموحات الشباب و طموحات " شعب الخديم" ..رغم ذلك فإننا نسمي مؤسساتنا بالديمقراطية في دولة شعارها الجمهورية .
القراءة السطحية و لا أقول العميقة للراهن السياسي ، تبرز أن الشعب مجرد "خضرة فوق طعام " و مجرد أرقام في القوائم الإنتخابية و مجرد أعداد في بطاقة إحصائية ، و هذا أيضا ينطبق على الأحزاب السياسية أو ما يصطلح عليها بالمعارضــة فهي مجرد ديكور لأستكمال المشهد السياسي و الإعلامي و لتسويقه هنا و هناك و لإيهام أن دولتنا ما شاء الله عليها لها معارضة و تطبق ديمقراطية حقيقية تنافس الديمقراطيات العريقة و تستشهد بالتعددية الحزبية و تستدعي الإعلام الصحفي الذين هم في أغلبهم مرتزقــة أو ظلاميين أو إنتهازيين يتسابقون لموائد السلطــة و ما تجوده السلطة الريعية عليهم من فتات إشهــار و رسائل الرضا عليهم ..نحن نعيش الصورية في كل شيئ ، لكن الواقع بكل ما يحمله من مآسي نمارس فيه حياتنا بشكل طبيعي لا علاقة لها بالدستور و لا بالمفاهيم التي جاء بها. الديمقراطية يا سادة ، هي الممارسة الكاملة و إمتثال أكبر و تكريس أفضل و أوسع للحقوق من بينها حق الشباب في دخول معترك
الإنتخابات و تقلد المناصب الهامة في الدولة . من واجب السلطة التي يدير دواليبها الشيوخ و العواجيز أن ترحل و ترتحل غير آسفين ..نحن نشكركم على حرصكم و حبكم للبلد و ما قصرتم من واجباتكم ، لأنه آن الأوان لتنصرفوا و تعلقوا أحذيتكم أنتهت مدة صلاحيتها منذ زمان و أن تستريحوا من عذابكم. أتركوا المفاتيح في أقفالها..إن لم تفعلوا فستتبدل كل الأقفال آجلا أو عاجلا. نقول أن اليمقراطية لن تتحقق في بلد بوجود العواجيز أحببنا أو كرهنا بسبب الذهنية الدوغمائية المتوارثة كلب عن كلب .نقول هذا الكلام العام لأنه أكثر وضوحا و أكثر نصاعة من التحليلات و أعمدة الصحف التي تميع الواقع و تشوش الرؤى و تؤيد جهة معينة دون أخرى رغم أن الكل يسبح في بلوعة الخراء السياسية . مستنقع التفاصيل السياسوية التي تحرف و تزيح الأفكار الجلية و تعيب المواقف . يا سادة عواجيز السلطة ،أتركوا الجزائرلشبابها ،أتركوها لشأنها ، ففيهم القدرات و القوة و الإمكانات و الكفاءات و فيها روح الثورة و محبة الوطن . نحن لا نشك في وطنيتكم أيتها العواجيز و لا نشك في أبويتكم ، فقط أنصرفوا و أتركوا الجزائرلأجيالها و لشبابها يقرر مصيره بنفسه ، فوجودكم لا يحقق الحداثة و لا الديمقراطية و لا التقدم و لا الرقي و لا حقوق الإنسان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جحيم العواجيز والعسكر ولا جنة الاسلاميين
نور الحرية ( 2014 / 1 / 22 - 17:54 )
نعم الديمقراطية قد لا تتحقق في بلادنا وفي بلاد العالم ما دام يحكمها العواجيز كما ذكرت ولكن لن تتحقق بتاتا عند شعوب لا تؤمن بها البته بل وتكفرها وتكفر كل من يؤمن بها وتستحل دمه ولنا في مقولات الاسلاميين وادبياتهم خاصة في جزائرنا الحجة الدامغة. فاذن انا ازعم اننا في ورطة كبيرة اما العسكر والعواجيز او الاسلاميين اي الجحيم ولا تقولن لي ان الشعب الجزائري قد وعى وانا على يقين تام انه لو اتيحت له فرصة ثانية لانتخب القاعدة وبقايا الفيس


2 - تعقيب
بن جبار محمد ( 2014 / 1 / 22 - 21:55 )
لا شك أن المؤسسة العسكرية مؤسسة مهمة للغاية خاصة في هذه الظروف الدقيقة التي تعيشها بلدنا ، ولكن لماذا يتم ربط العواجيز بالمؤسسة ألا يوجد من الشباب بين صفوفهم أم أن الوطنية محصورة فقط في كبار السن .
يا حبيبي يجب تجديد دماء الوطن ، فأغلب الشهداء الذين ضحوا لأجل الوطن هم شباب .

اخر الافلام

.. في شمال كوسوفو.. السلطات تحاول بأي ثمن إدماج السكان الصرب


.. تضرر مبنى -قلعة هاري بوتر- بهجوم روسي في أوكرانيا




.. المال مقابل الرحيل.. بريطانيا ترحل أول طالب لجوء إلى رواندا


.. ألمانيا تزود أوكرانيا بـ -درع السماء- الذي يطلق 1000 طلقة با




.. ما القنابل الإسرائيلية غير المتفجّرة؟ وما مدى خطورتها على سك