الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكرا- ايها -الارهاب- المقيت

فاروق الجنابي

2014 / 1 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


أخيرا" استفاق العراقيون واتفقوا وإطمئنت القلوب وطابت النفوس وصاح الجميع بصوت المتلهف لفرحه فقدوها لسنين"عاش العراق" و"عاش جيش العراق". كان لابد من حدث يأجج في النفوس العراقيه حب المواطنه والشعور بألمسؤوليه اتجاه بلدهم فكان "الارهاب"، الذي إستباح العراق منذ الاحتلال وعاث فيه الفساد . نهض العراقي بمواجهة هذا الهجوم الارهابي ووحد كلمته ورص صفوفه ونسى خلاف بعضهم لبعض ،وغنى الاهازيج وبرّز شخصيته الحقيقيه في مواجهة الغزاة الطامعين.هل نقول شكرا" ل"داعش والقاعده" الذين كانوا السبب في وحدة كلمة العراقيين وبث الفرحه في نفوسهم؟!!!

وقف الشعب من العشائر والمرجعيات الدينيه مع الجيش في هذا الوقت العصيب فهل هي بوادر أمل لنهاية الحقبه السوداويه التي مر بها بلدنا ؟ وهل ان هذا التلاحم الوطني سيبعث في النفوس الارتياح بعد العذاب و الآلام التي تجسدت في بكاء الامهات الثكالى و المظلومين والمهجرين ؟. نعم انتفض أهل كربلاء لاحتضان العوائل الانباريه الذين هربوا من بيوتهم خوفا" على اطفالهم ،وصاحت ذي قار اين حصتي في هذه المشاركه وانتفضت عشائر الجنوب مسانده أهل الفلوجه والرمادي .... انهم عراقيون وضعوا اختلافهم المذهبي خلف ظهورهم في الشدائد ونظر احدهم للآخر بانه "مسلم ،عربي،عراقي " ويا لها من هويه. وسأتمنى ان يبقى هذا الشعور الجياش بعد زوال الاسباب التي ادت الى هذا التلاحم الشعبي.

لاكمال هذه الفرحه المليونيه ،بقى على حكامنا استثمار هذا النصر الاجتماعي والمساهمه في ابعاد شبابنا "السني"من التلوث في انضمامهم لصفوف القاعده كما تلوث في الماضي القريب شبابنا "الشيعي"بانضمامهم الى الجيش الايراني ،وفي كلتا الحالتين ،كان السبب الرئيسي لهذا الانحراف هو "الظلم" الذي تعرضت له طوائفهم وعوائلهم،فوضعوا ايديهم بيد العدو ليس حبا" له بل انتقاما" من حاكمهم الظالم لانها كانت الوسيله الوحيده لاظهار صرخات تألمهم مما كانوا فيه. ولغرض طمأنت النفوس وتشجيع روح المواطنه التي هي الاساس في المرحله الراهنه في لم الشمل،يجب على حكومتنا وبرلماننا اتخاذ خطوات جديه في بيان نيتهم الصادقه واخلاصهم في خدمة الشعب ،لان مثل هذه الفرصه الذهبيه من التلاحم الشعبي صعب الحصول عليها من شعب ذاق الامرّين خلال العقود الثلاثه الماضيه. وهنا يأتي دور الحاكم الذي اختاره الشعب، لتصحيح مسار حكمه المتذبذب في العشرة سنين الماضيه وليجعل الانسانيه دليل عمل له ،على الاقل فيما تبقى من مدة حكمه ،وأن يتخذ قرارات تصب في مصلحتهم وراحتهم،عسى ان يغفروا له تهاونه في خدمتهم .من هذه الاعمال التي ستبين حسن نيته :
.اطلاق سراح المواطنين الذين لم تتلطخ اياديهم بدم الابرياء باصدار قانون العفو العام.
.اطلاق سراح ضباط العهد السابق بعد ان قضوا اكثر من عشرة سنوات على جرائم لم يرتكبوها سوى انهم نفذوا اوامر عسكريه لايمكن مناقشتها "نفذ ثم ناقش" صادره من حاكم كما يتم الان من قبل قوات "سوات" والفرق العسكريه الاخرى في الجيش،فهل يرضى القائد العام عدم تنفيذ الاوامر الصادره لهم؟
.اصدار القوانين التي تصب في مصلحة المواطن ماديا" ومعنويا" والامر بتنفيذها مباشرة" ومحاسبة المقصر والمتلكأ في التنفيذ.
.اصدار قانون يحاسب بالسجن كل من يبث روح الطائفيه والعنصريه ..
.جعل الجيش فوق الميول والاتجاهات لانه هو جيش الشعب .
.اصدار قوانين صامره ضد الفاسدين وسراق اموال الشعب واقصائهم باسرع وقت وبداية" بالذين رفعت ضدهم قضايا فساد ليكونوا عبره لمن اعتبر،ومتابعة السراق الهاربين .
طلبات بسيطه وفي متناول يد حكامنا ويمكن الامر بتنفيذها حرصا" على بلدهم وشعبهم، دون تأخير او تسويف. فإذا كنت لا تستطيع ان تلبي مطاليب شعبك ايها الحاكم المبجل ،فترجل من حصانك الاعرج وإعتذر لفشلك طيلة هذه السنين، فعسى ان يحل علينا الخير بعراقيين مخلصين ناكرين ذاتهم مضحين من اجل بلدهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب